موعد انتخابات السلطات المحلية في الثلاثين من الشهر الحالي، يقترب تدريجياً. المواطنون ينتظرون هذا اليوم بترقب وحذر شديدين، تخوفاً من حدوث إصطدامات ولا سيما في مدينة الناصرة بين أنصار المرشحين الإثنين الرئيس الحالي علي سلام ورجل الأعمال وليد عفيفي.
الخارطة الإنتخابية في الناصرة تشير إلى أن شعبية المرشح عفيفي في صعود مستمر، الأمر الذي يزعج منافسه علي سلام، الذي يخوض المعركة الإنتخابية معتمداً بشكل أساس على إنجازه لمبنى بلدية الناصرة والقصر الثقافي وإنجازات أخرى. لكن بعض المراقبين لسير المعركة الإنتخابية في الناصرة، يعتقدون بأن الإنجاز وحده لا يكفي، لأن من واجب أي رئيس بلدية أن ينجز ويعمل لأن الشعب انتخبه من أجل الإنجاز. إذاً لا حاجة للإكثار من الحديث عن ذلك لأن مهمته كرئيس خدمة شعبه على جميع الأصعدة.

في هذه الدورة الإنتخابية لرئاسة بلدية الناصرة، يواجه علي سلام المرشح وليد عفيفي، الذي يتميز بطبع هادىء وعلى مستوى عال من الثقافة،عنده خبرة طويلة في الإدارة، يلتف حوله مجموعة من الأحزاب والشخصيات المستقلة، التي ترى فيه الشخص القادر فعلاً على إحداث تغيير إيجابي حقيقي في الناصرة، خصوصاً وأنه ابن هذه المدينة، ويعرف ما تحتاجه وما المفروض عمله من أجلها ومن أجل أهلها.
الحقيقة اتي يجب عدم الإغفال عنها مطلقاً، أن تنازل "جبهة الناصرة" عن مرشحها لرئاسة بلدية الناصرة مصعب دخان لصالح رجل الأعمال وليد عفيفي، له عدة أبعاد من المفروض أخذها بعين الإعتبار:
"جبهة الناصرة" جسم سياسي عريق لها تاريخها، ولديها عشرات المئات من المنتسبين والأنصار المؤيدين لنهجها. وقد قرأت الخارطة الإنتخابية جيداً وبكل هدوء، ورأت أن التحالف مع المرشح وليد عفيفي هو أفضل وسيلة للوصول إلى الهدف، ولا سيما لمواجهة "عدوها" السياسي اللدود علي سلام، الذي أزاح "الجبهة" عن رئاسة بلدية الناصرة قبل خمس سنوات.
"جبهة الناصرة" ترى أن نزول المرشح عفيفي إلى المنافسة على رئاسة بلدية الناصرة، سيؤثر كثيراً على مجرى الإنتخابات، خصوصًا وأن وضع الجبهة الإنتخابي ليس على ما يرام في مواجهة علي سلام. لذلك رأت "الجبهة" أنها مجبرة على اتخاذ خطوة عقلانية وهي التنازل للعفيفي عن الرئاسة. فالمرشح العفيفي بخبرته في الإدارة وفي المجالين السياحي والإقتصادي وبحكمته وسمعته الطيبة في الشارع النصراوي قي العطاء الخيري ومساعدة الناس، إلى جانب القوة الإنتخابية "لجبهة الناصرة" يشكلان عاملاً مهما في إمكانية الفوز.
هذا النحالف مع "الجبهة" دفع الأحزاب وقوائم إنتخابية وشخصيات مستقلة أخرى إلى الإعلان عن دعمها للثنائي (الجبهوي ـــ العفيفي) الأمر الذي جعل علي سلام وحيداً في ساحة المنافسة، باستناء قائمة (يتيمة) لا حول لها ولا قوة تحمل اسم "قائمة الناصرة الموحدة"، بالكاد تحصل على مقعد واحد، رغم أن كافة المؤشرات تشير إلى صعوبة فوزها بمقعد.
بالرغم من أن علي سلام يتحدث دائماً في خطاباته أنه واثق من فوزه، لكن الحديث شيء والواقع شيء آخر. العديد من المحللين يرون أن (البارومتر) الإنتخابي يشير إلى تقدم المرشح العفيفي وتراجع علي سلام، خصوصاً بعد المهرجان الإنتخابي الأخير للعفيفي الذي شارك فيه أكثر من أألفي من أبناء الناصرة، وقيادات الأحزاب والقوائم والشخصيات المؤيدة للعفيقي. هذه المشاركة أذهلت علي سلام الذي لم يتوقع أن تكون المشاركة بهذا الحجم الكبير.
على أي حال، فإن علي سلام في مأزق كبير حتى لو فاز في مقعد الرئاسة، كونه سيواجه مشكلة كبيرة قد تؤدي إلى تكبيل يديه في البلدية، لأنه لن يحصل على أكثرية أعضاء المجلس البلدي، حسب توقعات كافة المحللين وحسب الرؤية الواضحة للخارطة الإنتخابية.
المنافسة الحالية على رئاسة بلدية الناصرة، هي منافسة حاسمة بكل معنى الكلمة. فإذا سارت رياح الإنتخابات حسب ما تشتهي سفن وليد عفيفي، وأصبح علي سلام (الرئيس السابق) بمعنى إذا خسر علي سلام المنافسة الحالية، سيتحول شعاره من "طالعة" إلى " نازلة "، ومن الممكن أن يسبب له ذلك وعكة صحية صعبة، لأن علي سلام تكونت لديه عقدة إسمها "رئاسة البلدية" ولا يستطيع أن يتصور نفسه خارجها، إضافة إلى عقدة جديدة اسمها "وليد عفيفي" الذي فاجأ علي سلام بترشيحه، وليس من المستبعد أيضاً أن يفاجأه بتهمئة النصراويين له بعد فرز الأصوات، فكل شيء جائز ومتوقع في هذه المنافسة الإنتخابية، وعلى كل حال فإن "الناصرة بتستاهل أكثر".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]