كيف يعيش الأنسان بهذا الكم من التناقضات .. بهذا الكم من الأعباء .. بهذا الكم من التقلبات .. بهذا الكم من الصراعات .. من الحب وعدمه وفي لحظات متقاربة .
فتارة يحب و أخرى يكره ويتناسى ويخطئ وينتظر ...
وتارة يلهو بكلمات تبدو حقيقية ولكنها قاسية وجارحة فهل يعقل أن تكون الحقيقة قاسية ؟!
وهل يعقل أن يكون الحلم طويلا كهذا بلا نهاية ؟!
وهل علينا الاستيقاظ دوما من أحلامنا الجميلة ؟!
وهل علينا الخوف من أحلامنا أصلا ؟!
لما تبدو الحياة أحيانا وردية لدرجة أننا نخاف تصديق ذلك وما نلبث أن نصدقها حتى تعيد الينا ورودها أشواك ؟!
أسأل نفسي دوما لما نختار طريقا صعبة في الوصول الى النجاة مع أن جميع الطرق أمامنا ويمكننا الاختيار ؟!
ولما كل هذا العناء وكل هذا البؤس والألم ؟!
قالوا إنها الحياة وإنها ورودوها، فوردة منها فواحة وعطرة وأخرى قست عليها الطريق فتحولت الى صبار مليء بالأشواك فأحيانا تلفحنا الفواحة وأحيانا تقتلنا الأشواك...
***********
في كثير من المواقف تدهش أمام ذاتك فتكون اثنين لا ثالث لهما فإما تصمت حين لا يستوجب بك الصمت وإما تصرخ حين لا يجب أن تفعل ذلك . وتأتيك بعدها نوبات مختلفة من التأنيب والعتاب واللوم، لما صمت، لما ماتت الحياة داخلك في هذه اللحظة، لما تاهت الكلمات منك؟!
في المقابل، لما صرخت ولما تحدثت فما كان يجب أن تتحدث أو تصرخ، فالصمت كان أبلغ وأعمق .. ولكن هل هناك من يفهم هذا العمق وهذا الجرح وهذا الألم ؟!
قالوا كن عميقا صامتًا حين يستوجب ذلك فالصمت ابلغ في كثير من المواقف ولا تسكت عن حقك وكن صارخًا حين يستوجب ذلك أيضًا ! في كلتا الحالتين لم يخدمك ما قالوه !
فأترك نفسك تصمت وتصرخ متى شاءت ولا تعاتبها كثيرًا فتثير الخوف فيها في كلتا الحالتين.. أترك نفسك لنفسك ودعها تثور وتغضب وتصمت وتسكن متى شاءت وتذكر بأن القصة لن تنتهي عند أول صمت أو صراخ عشته ...
*******************
الحياة دهاليز ومساقات كثيرة ولا تستطيع فيها اختيار ترك الألم مهما ابتعدت عنه ومهما حاولت السعي وراء السعادة. فلك فيها من الألم نصيب كما السعادة تمامًا وربما أكثر بكثير من السعادة وما عليك الا العيش بألمها وسعادتها كما كتب لك وكما قدرت الأقدار وشاءت السموات .
لا تبحث كثيرًا عن العدالة، فالعدالة في أيامنا منقوصة ولها مسميات جمة بشعارات رنانة وخطابات يكسوها النفاق فجميعنا يتحدث عن العدل دون ادراكه وجميعنا يتحدث بصدق وعن الصدق بمفهومه ومعتقداته .. فتذكر دومًا بأن تكون عادلًا لا باحثًا عن العدالة وبأن تكون صادقًا صافيًا خاليًا من الشوائب لأن القصة لم تبدأ بعد ...
[email protected]
أضف تعليق