رغم الملاحظات على تنظيمها وشكلها وتعدادها فإن مظاهرة تل أبيب خطوة هامة في طريق النضال المدني لتثبيت وجودنا وحقوقنا الفردية والجماعية في نظام ديموقراطي لنا أيضا لا من أجل إلغاء قانون القومية فقط . النضال المدني رحلة جبلية صعبة لأننا في واقع عنصري صعب وهناك تحريض منهجي على " الطابور الخامس" من قبل جهات إسرائيلية عليا نصب بأيدينا الماء على طاحونتها.. ولأن تغيير الطريق وخلع خطابات متقادمة وخشبية مهمة صعبة أيضا.
لم أتفاجئ بوجود أوساط منا من دمنا ولحمنا ومن لب وطنيتنا ما زالت عالقة في خطاب المحقين من خلال خوض معركة قومية إما بدافع طيب ونظيف (الأغلبية) رغم قلة الحكمة بهذا الطريق الآن أو المزاودة بدوافع شتى.
يعطيهم العافية كل من جاء وشارك بمن فيهم حملة الأعلام والشعارات والأدوات غير الملائمة. المهم أن المظاهرة تمت في تل أبيب. في سخنين وكفركنا وأم الفحم ورهط وعكا واللد حملنا حجارة وإطارات مطاطية مشتعلة في 1976 وفي 2000 وهذه المرة حملنا لافتات بالعربية والعبرية في قلب تل أبيب.. وشكل اليهود ثلثي المظاهرة على الأقل.. وهي مظاهرة تمنحنا ذخائر وفرصة للخروج للعالم لفضح التمييز العنصري... ونحن بحاجة لشركاء وحلفاء يهود وأجانب لإسقاط القانون الخطير..
كان رفع الرايات الفلسطينية والهتاف بشعارات قومية وإقامة الصلوات الجماعية وغيرها من مظاهر الهوياتية الدينية والوطنية في مظاهرة خطط لها بتكون ديموقراطية سقفها وشعارها الحقوق المدنية المتساوية أمرا متوقعا فالانتقال لطريق نضالي مدني في ظل سياسات الإقصاء ونزع الشرعية والشيطنة من قبل إسرائيل هو طريق لم نجّربه منذ النكبة بشكل جماعي حقيقي مهمة تحتاج للتدرج والنضوج.. ففي تموز يستوي الكوز لا في أيار! إن مجرد المشاركة في تل أبيب هو رسالة تعزز الهوية المدنية كمواطنين وهي تنطوي على منافع حياتية تتيح لأبنائنا التعلم والعمل والعيش بكرامة ومساواة بدونها لا ديموقراطية حقيقية.. وبنفس الوقت دون التنازل عن هويتهم القومية الوطنية الراسخة كشجرة الزيتون. هي مسالة وقت وتنضج هذه الطريق وأجيالنا ستبدع فيها رغم صعوبة السير فيها وتعقيداتها.
لذا لا مبرر لخوض جدالات ساخنة نتراشق فيها بدلا من مقارعة الحجة بالحجة حول الطريق والأدوات لأهداف نحن متفقون عليها أو على جوهرها. ألف عافية لمن شارك ونظم ودعم ولمن سينضم للفعاليات القادمة والكرامة تحتاج لتضحيات.. وفي الحركة بركة.
لنا عودة
[email protected]
أضف تعليق