تحت شعار لن نقبل بعد اليوم المذلة، ونعم لحلف مساواة وحياة، لا لحلف دماء وموت.
تظاهر أبناء الطائفة المعروفيّة السبت الماضي في ساحة رابين في تل أبيب بحضور حشد كبير فاق عدده 120 ألف متظاهر ومتظاهرة، برز بينهم شخصيات من كافة الطبقات والأطياف والانتماءات، وزراء، أعضاء كنيست، كبار الضباط، رؤساء البلديات، ورجال علم ودين ليقولوا معا وبصوت عال، صريح، وشفاف، لا وألف لا لقانون القومية، هذا القانون الذي تمّ تشريعه والذي يعني وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى موت مصطلح الديموقراطية وضمير اليمين، ويعمل على تعميق وترسيخ سياسة التمييز والعنصرية وتجريد المواطنين غير اليهود في إسرائيل من كافة حقوقهم المشروعة، ومن شأنه أن يعكر صفو العلاقات ويولد الكراهية والحقد، وخاصة عدم الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية وجعلها لغة ذات طابع ووضع خاصّ والمطالبة بإلغاء هذا القانون المجحف أو تعديله في اسرع وقت.
بذلك تكون الطائفة المعروفية بدعم واسع لم يسبق له مثيل من أصحاب الضمير والعقلاء والمواقف المشرفة ومحبي السلام قد وقفوا وقفة صامدة الأمر الذي جمع ووحد كل أبناء الطائفة قولا وفعلا، وممّا يثلج القلب مشاركة النساء مشاركة فعالة في هذا النضال المصيريّ وإبراز قدراتهن في هذا اليوم التاريخي والعيد الديموقراطي من أجل المطالبة بتحقيق المساواة كونها أبسط الأسس التي نادت بها الأديان والأنبياء ووثيقة الاستقلال والمنظمات الدولية العالمية.
إن هذا الحدث والمشهد جاء ليؤكّد أيضا أن القيادة الشابة لم ولن يقبلوا بعد هذا التشريع وكشف نوايا ووجه اليمين بهذا الوضع والسكوت على إخفاق القيادة طيلة هذه المدة ولن تكتفي بالشعارات والتصريحات ومسخ الجوخ وتبادل القبل والتصفيق بما يسمى "الضحك على اللحى" فنحن وكما يبدو أمام عهد جديد، عهد تضحية، عمل دؤوب ونضال سيستمر طويلا بكافة الوسائل والسبل من أجل كرامتنا وكياننا ومستقبل فلذات أكبادنا حتى خروج الدخان الأبيض.
إن محاولة وتجربة رئيس الحكومة وبعض القيادين المتآمرين من أبناء الطائفة، طرح بعض الحلول البديلة ومحاولة إغرائنا بتلبية بعض الطلبات لتلهينا عن نضالنا الأساسيّ، ما هو إلا مسرحية هزلية لا جمهور لها، أجهضت قبل عرضها، وهدفها زرع بذور الفرقة والاصطياد في المياه العكرة، بل وجعلنا جنودًا مرتزقة!!
[email protected]
أضف تعليق