قامت إسرائيل العنصرية بسن قانون أساس اطلقت عليه اسم "قانون القومية". كعادتنا نحن العرب وبالذات سكان الداخل مارسنا طقوس العويل واللطم وتنتيف الشَعَرْ رفضا للقرار وتنديدا به. بدأت المقالات، والبوستات والتعليقات تنهال من كل حدب وصوب ، تعالت الصراخات وازداد البكاء، فالسماء سقطت على الأرض! والبحر التهم اليابسة ! غارت الأرض وبلعت من عليها... ! .
للأمانة ذهلت وضحكت لهذا المشهد في آن. ذهلت لكل هذا الصراخ والعويل وفي نفس الوقت ضحكت حتى الثمالة فشر البلية ما يضحك ! .
تُرى ما الذي يفاجئ هؤلاء الناس من قانون القومية ؟ هل كانت إسرائيل دولة ديمقراطية وأصبحت دولة قومية ؟ هل كانت اسرائيل دولة كل مواطنيها وأصبحت دولة الشعب اليهودي فقط؟ ألم تكن إسرائيل ومنذ قيامها دولة الديمقراطية الاثنية وفقط الاثنية ؟ هل تعاملت إسرائيل يوما مع نفسها على أنها ليست دولة اليهود ؟ هل اعتمدت إسرائيل يوما اللغة الزردشتية ( وليست العبرية ) كلغة رسمية لها ؟ هل كانت " طماطم " ( وليست القدس ) عاصمة لها؟ .
يا سادة; بالله عليّكم متى لم تكن اسرائيل دولة قومية لليهود ؟ بالله عليكم، ما الجديد في إقرار قانون القومية ؟ هل كل العويل والندب الذي شاهدنا هو نتيجة لكتابة ما تم العمل به منذ نحو سبعة عقود؟ . يا سادة; لا جديد في الأمر كل ما هنالك أن أسرائيل كتبت ما كانت تعمل به ولنتعامل بواقعية مع الأمور فلا داعٍ لتصريف الطاقات في الاماكن الخاطئة .
ان ما زاد الذهول دهشة هو تحميل أعضاء الكنسيت العرب مسؤولية ذلك، لكأنهم يملكون أمرهم ولكأن القرار في جعبتهم فبخلوا به علينا وسلموا اليهود دولتهم القومية على طبق من ذهب، وراحت بعض الاقلام تلعنهم وتقلل من شأنهم وتثبط معنوياتهم وسط تشديد على تقصيرهم وإخفاقاتهم ...
نعم يا سادة، أعضاء المشتركة في الكنيست لديهم اخفاقات عديدة، وبإمكانهم العمل أفضل وأفضل، ولكن بنا نكون واقعيين ولو على استحياء بيننا وبين أنفسنا. ولأوضح فكرتي ارتأيت أن أجمل لكم أهم ما قام به أعضاء المشتركة - سأخص بالذكر الدكتور يوسف جبارين، إبن مدينة أم الفحم، والدكتور أحمد الطيبي، إبن مدينة الطيبة- من إنجازات كبيرة وخلّاقة فهم لم يتغيبا ولو للحظة عن جلسات ما قبل البت في القانون ، الم تنجح المشتركة بقبر قانون الأذان الذي اغاضنا اكثر من قانون القومية ؟ وفي قانون القومية الم ينجحوا بتخفيف بند اللغة ؟
بعد كل ما قيل أعلاه من إنجازات يشار لها بالبنان، أريد التأكيد على أمر غاية في الأهمية وأقول أن لأعضاء المشتركة ما لهم وعليهم ما عليهم، فكما تنبري أقلام البعض سما وهجوما عليهم، على هؤلاء إنصافهم وتقديرهم ولو من باب الموضوعية والنزاهة والشفافية، فلا يمكن قبول معادلة : " ملقيوش بالورد عيب قلولوا يـا أحمر الخدين" !
[email protected]
أضف تعليق