قانون القومية يحوّل إسرائيل لدولة اليهود وأهل البلاد الأصليين لضيوف ويعكس تحول إسرائيل بالكامل من الاحتواء للاستعداء. هذا القانون هو مجرد واحد من الأمثلة التي تدلل على تفاقم العنصرية والأهم على مخاوف المؤسسة الحاكمة من تطورنا كما وكيفا منذ نكبة 1948 وعلى الجماعة مشغولين فينا( أكثر مما يبدو لنا) بشكل متصاعد منذ هبة القدس والأقصى عام 2000.
إن استشراء العنف لدرجة التهديد الإستراتيجي لمدخراتنا ولمكاسبنا ولمناعتنا الاجتماعية ولمشروع نمو الغصن لشجرة وحلم تبلورنا كـ أقلية قومية أصلية يقول إنهم وجدوا أفضل " علاج " لـ " الخطر " هو إشعال النار بالبيت من الداخل وإذكاء الجريمة بكل أنواعها بالسماح بانتشار السلاح والتهاون مع كل تجلياتها دون ردع حقيقي. وفعلا النار تتسع وتنذر بالمزيد من إحراق المساحات الخضراء. قبل ليلتين في كفركنا قام ثلاثة أشخاص مسلحين ببندقية رشاشة ومسدسين بإمطار واجهة بيت بالرصاص يبعد عشرين مترا عن بيت الجنرال جمال حكروش وفي قلنسوة ارتقينا درجة في مونديال العنف وبتنا نشهد خطف طفل لاسترجاع دين والشرطة تثرثر لليوم الثالث وهذه مجرد أمثلة والمخفي أعظم.
حتى الآن سياسة الشرطة تحقق نجاحات كبيرة ولذا من غير المتوقع أن تغير تعاملها خاصة أن القيادات السياسية المحلية والقطرية (متابعة،قطرية ومشتركة) تكتفي بالشجب والاستنكار والتصريحات الإعلامية دون خطة ورغبة حقيقيتين لاحتجاج شعبي يضطر السلطات الإسرائيلية المعنية تغيير توجهاتها والكف عن سياسة " بطيخ يكسّر بعضه ". الاحتجاج الشعبي المنظم هو مجرد قسم من خطة واسعة جامعة بمشاركة الخبراء وتبدأ بالتشخيص السليم وبوضع الحلول لفرملة غول العنف وبالتزامن تعمل على تعزيز المناعة بالتوعية والتربية المبكرة والمنهجية وبالتعاون مع الجهات المعنية كوزارة المعارف والأهالي. المطلوب خطة لا سلة تصريحات أو تشخيص ارتجالي،وبيانات التهاني والتبريكات لخريجينا وأكاديميينا تقول إن بدينا الكفاءات.
السياسيون العرب يكتفون بتصريح للمواقع أو بـ بوست بالفيسبوك يعربون فيه عن غضبهم واتهامهم للشرطة التي باتت تدرك أن هذا مجرد رفع عتب. نظرة واحدة تظهر كم نحن غير جديين مع ذاتنا. كل واحد من القيادات يتغني بالعمل لمكافحة العنف دون التنسيق مع الآخر ودون خطة حقيقية... وكافتهم يكافحون الخطر الإستراتيجي هذا بتصريحات إعلامية وبـ بوستات فيسبوكية. فلنلوم أنفسنا أيضا بموازاة لوم الإعلام العبري الذي لا يكترث بخطف الطفل لكونه من قلنسوة. مجتمعنا يستحق ويحتاج لـ قيادة سياسية لا لناشطين ( " عسكانيم) معجبين بأنفسهم ويرون بشخوصهم أهم من الحزب( أو ما تبقى من الحزب) ومن الوطن ( أو ما تبقى منه) وباتوا يقدمون على استهداف بعضهم بالسر والعلن وهم رفاق القائمة الواحدة ورفاق الحزب الواحد.
[email protected]
أضف تعليق