في لقاء مع د. فارس سلامة، طبيب مختص في قسم الجلد والمركز التجميلي في مستشفى ايخيلوب، حول الفطريات قال:

يعاني الكثير من الاشخاص من ظهور الفطريات، فبالاضافة الى كونها مشكلة صحية ، قد يكون لها أيضا انعكاسات نفسية تؤثر على جودة الحياة. للحديث عن الفطريات بشكل عام، وفطريات الأظافر بشكل خاص وعلاجها والوقاية منها، التقينا د. فارس سلامة، أخصائي الأمراض الجلدية، طبيب مختص في قسم الجلد والمركز التجميلي في مستشفى ايخيلوب، واخصائي الأمراض الجلدية في صندوق المرضى مئوحيدت، لئوميت ومكابي، وكان معه الحوار التالي:

• ما هي الفطريات؟

"الفطريات هي كائنات حية موجودة في بيئتنا في كل مكان، يمكن ان تصل الينا عن طريق الحيوانات، التربة، أو عدوى من اشخاص مصابين. الإصابة بهذه الكائنات تؤدي عادة الى امراض خارجية تشمل الجلد، الأظافر والشعر، وفي حالات نادرة الى امراض داخلية قد تكون خطيرة".

• حدثنا عن نسبة المصابين بالفطريات؟

"نحو %20 من البشر في العالم يعانون من الفطريات الخارجية، ومن ناحية فطريات الاظافر فأنها تشكل بين 30-50% من أمراض الأظافر ، بحيث تصيب ما يقارب 40% من الاشخاص البالغين ، وهذه النسبة ترتفع مع زيادة العمر، فكلما زاد عمر الشخص يزداد احتمال اصابته بفطريات الأظافر. فطريات الاظافر في القدم هي الاكثر شيوعا وتشكل %90 من مجمل فطريات الأظافر، بينما اصابة اظافر اليد بالفطريات تشكل %10 من مجمل فطريات الاظافر. هناك ايضا اختلاف واضح بين اصناف الفطريات التي تصيب أظافر الايدي وبين تلك التي تصيب اظافر القدم، وهذا له اهميه كبرى باختيار العلاج المناسب".

• ما هي أعراض فطريات الأظافر؟

"تغيير لون الظفر الى اللون الاصفر او الأخضر، حسب نوع الفطريات، زيادة سمك الأظافر، هشاشة الاظافر وتكسرها وعدم انتظام شكلها، حيث يمكن ان يكون متعرج او غير سليم. احيانا يحدث انفصال للظفر عن الجلد، مما يؤدي الى تراكم السوائل والرطوبة تحت الظفر والتي تشكل بيئة مثالية لتكاثر الفطريات، البكتيريا والاوساخ ومن ثما صدور رائحة كريهة".

• ما هي أضرار الفطريات ولماذا علينا معالجتها؟

"لا يمكن للشخص ان يتخلص من الفطريات بشكل عفوي، فمن يصاب بفطريات الاظافر، عادة ما تستمر العدوى لسنين طويلة واحيانا مدى الحياة، هذه الفطريات تشكل مجمع للفطريات يمكن ان تسبب العدوى لباقي افراد العائلة، وقد تؤدي عند كبار السن ولدى الاشخاص الذين يعانون من السكري الى التهابات جلدية خطيرة ، نتيجة انتقال الفطريات من الاظافر الى الجلد، وتسببها بتشققات تشكل منفذ لدخول الجراثيم، التي تؤدي الى التهاب حاد قد يصل عند مرضى السكري الى بتر العضو المصاب. امر آخر هو من الناحية الجمالية والمظهر الخارجي، فالفطريات قد تتسبب لدى بعض الاشخاص بمشاكل نفسية او اجتماعية كالإحباط، تراجع الثقة بالنفس، وعدم المشاركة في فعاليات معينة كالسباحة. احيانا وبعد مرور سنين يمر الظفر بتغييرات متطرفة ويتلف وقد يسبب آلام. لذلك مفضل ان نعالج الأظافر المصابة".

"العوامل التي تؤدي الى ارتفاع نسبة الاصابة بالفطريات كثيرة منها التقدم بالسن وضعف ضخ الدم الى منطقة الاصابع"

• ما هي العوامل التي تؤدي الى ارتفاع نسبة الإصابة بفطريات الاظافر؟

"العوامل كثيرة منها السن، وذلك نتيجة النمو البطيء للأظافر مع تقدم السن مما يسهل على الفطريات التمسك بالظفر، وكذلك نتيجة الضعف في تزويد وضخ الدم الى منطقة الاصابع مما يسهل في تمكن الفطريات من الأظافر. ارتداء الاحذية المغلقة بشكل مستمر وقلة التهوئة، المشي في الاماكن العامة حفاة خاصة في حمامات السباحة، الحمامات العمومية، وارضيات صالات الرياضة".

• حدثنا عن علاجات الفطريات؟

"توجد انواع علاجات خارجية، وانواع علاجات داخلية عن طريق الفم. العلاجات الخارجية نستخدمها عادة عندما تكون مساحة الظفر المصاب أقل من %50، اذا كان القسم المتضرر هو القسم الخارجي من الظفر والبعيد من الاصبع، عندما لا يكون عدد الأظافر المصابة أكثر من 3 – 4 أظافر. فاذا كان عدد الاظافر المصابة كبير يكون علاج كل ظفر على حدى امر صعب.

يمكن استعمال العلاج الخارجي (بترفين، اميتركس) ايضا كعلاج واقٍ لدى الأشخاص الذين يعانون من عودة الفطريات سريعا بعد العلاج عن طريق الفم، او في حالات لا نستطيع فيها تقديم العلاج الداخلي لأسباب كثيرة منها : تناول المريض لأنواع متعددة من الدواء، حالات مرضية لا تسمح للمريض بتناول هذه الأدوية الداخلية كأمراض الكبد والكلى، او بسبب امكانية التضارب مع أدوية الأمراض المزمنة التي يتناولها المريض.

لدى النساء الحوامل من المفضل الامتناع عن العلاج الداخلي كليا، وفي هذه الحالة الخيار الوحيد هو العلاج الخارجي، فيمكننا مثلا استعمال دواء بترفين وهو عبارة عن علاج خارجي على شكل طلاء، وهو آمن للاستخدام للنساء الحوامل. وتوجد في السوق أنواع عديدة من العلاجات الخارجية والتي تتراوح نجاعتها بين 10 – 40% في العلاج، وتتراوح فترة استخدامها بين 6 – 12 شهرا.

اما بالنسبة للعلاج الداخلي، فتوجد عدة ادوية تؤخذ عن طريق الفم ( تربنفين، اترانول وفلوكانول) ، لفترة تتراوح بين 3 – 12 شهرا ، وهذا يتعلق بنوع الدواء، هذه الادوية قد تسبب احيانا التهابات في الكبد او الحساسية او اضطرابات في جهاز الاعصاب او الهضم ولذلك تتطلب ايضا فحوصات للدم مرة في الشهر على الاقل طيلة فترة العلاج، وبما ان هذه المتابعة تتطلب تخصيص وقت غير موجود عند كثير من الاشخاص وخوفا من الضاعفات، فهنالك كثير من الاشخاص يفضلون الامتناع عن هذه الادوية ويلجأون للعلاجات الخارجية .
عادة يصف الاطباء الادوية الداخلية لأشخاص صغار نسبيا في السن، لا يأخذون الكثير من الادوية، ويعانون من فطريات متفشية خاصة بعد فشل العلاج الخارجي. تصل نسبة نجاح هذا العلاج الى 70 % في القضاء على الفطريات، وعادة ما يعطى لفترة تتراوح بين 3-4 أشهر، وفي حالات مستعصية قد يستمر لأكثر من ذلك".

• ما هي النصائح التي تقدمها للوقاية من الفطريات؟

"يجب تقصير الاظافر باستمرار، الحفاظ على جفاف اظافر اليدين والقدمين مما يعني العمل في البيت مع ارتداء القفازات، وتهوئة القدم بشكل عام وارتداء الجوارب القطنية وليست المصنوعة من الانسجة البلاستيكية التي قد "تخنق" القدم وتؤدي الى التعرق، ممكن استعمال سبري او بودرة ضد الفطريات داخل الجوارب ، عدم قص الجلد المحيط بالظفر فازالته قد تسبب العدوى، عدم المشي حفاة في الاماكن العامة المليئة بالماء مثل حمامات السباحة وصالات الرياضة، الابتعاد عن الاظافر الصناعية لانها تشكل جسم غريب ومجمع للفطريات وكذلك قد تمنع وصول الدواء، وقد تزيد الفطريات، وكذلك عند التوجه لصالونات الأظافر يجب التأكد من نظافة وتعقيم الادوات المستخدمة والتي قد تنقل العدوى".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]