يحل علينا عيد الفطر السعيد هذا العام وأوضاع مجتمعنا العربي وشعبنا الفلسطيني والامة العربية والاسلامية في أصعب ما تكون, حيث العنف والقتل،الحروب والدمار ،النزوح والتشريد ، الحصار والاستشهاد.
حاكى المتنبي في رائعته الشعرية زمانه، ولم يكن يدري بأنها ستكون صالحة لأزماننا أكثر، وأنها ستمثل واقعنا بشكل أوقع، وأنها اُقتبست آلاف المرات لِتُعنون مقالاتنا التي تخاطب حسراتنا وتحكي مصائب شعوبنا الحاضرة. ليته يرى زمانا أصبحت فيه أمتنا العربية وأغلبية شعوبها وأوطانها تغوص في رمال متحركة من المصائب والنزاع والصراع والقتال والأوبئة والأمراض، وكيف تقذف أمواج بحارها موجات من النازحين والمهاجرين والمغتربين! حتى أصبح الشتات وطناً لهم وحتى سكنت معاناتهم أراضي العالم أجمع.
عدت يا عيد لتسجل استمرار السنوات العجاف على شعبنا ووطنه وقضيته ،عدت يا عيد ونار البغضاء تعم الصدور بين الإخوة والبيت الواحد عدت يا عيد والقتل ما زال مستمر في مجتمعنا عدت يا عيد وما زالت المؤسسة الإسرائيلية تقوم بهدم بيوتنا وتستولي على ارضنا وتهجر اهلنا وتدنس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وخصوصا المسجد الاقصى المبارك،, عدت يا عيد والمؤسسة الإسرائيلية تمارس ضدنا أسوء الممارسات العنصرية وتهدم وترحل وتقلع وتصادر وتبطش , عدت يا عيد وحالنا يسير من سيء إلى أسوأ, عدت يا عيد والقلوب جامدة كالصخر ضد بعضنا البعض والعنف مستشري في داخلنا, فبأي حال عدت يا عيد ففلسطين ما زالت ترزخ تحت نار الاحتلال والمحتل والاستيطان مستمر والأقصى في خطر وغزة محاصرة والقتل والقنص نصيبها !! والشهداء والجرحى يسقطون بالعشرات!!
رفعنا نحن والمسلمون أجمعون أكفَّ الضراعة إلى المولى طوال شهر رمضان وفي صيامنا وقيامنا وفي كل ليلة ندعوه سبحانه أن يوحد كلمة المسلمين، وأن يحفظ بلاد العرب، ولكن الفرقة زادت واللُّحْمَة تقطعت، وكأن سبحانه وتعالى يقول لنا ولهم (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم، وهم يسمعون ويدركون ويتغيرون، نعم، يتغيرون، ولكن إلى مزيد من الصراع.
لا تعد يا عيد لأننا لا نقدر على البكاء لان العيون جفت من الدموع لكثرة البكاء فهل ستعود يا عيد العام القادم ونحن على حالنا أو ستعود بثوب جديد؟؟ الدهر يتحول ويحمل في طياته الخير والشر فهذه الأيام والشهور والسنين تمر كقطار سريع, والدهر يتحول ويحمل في طياته الخير والشر والحزن والفرح, ونحن في وضع لا يحسد عليه ولا يسر صديق, وما زلنا نجرع كأس المرارة والاضطهاد، سنوات عجاف مرت والاحتلال والمؤسسة الإسرائيلية يزرع فينا بذور الفتنه ويمرر مخطط تلو المخطط ليلتهم الأرض ويصادرها ويهدم بيوت الله, ويضيق علينا اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا ويصورنا في إعلامه بأننا متطرفين وإرهابيين, لما عدت يا عيد لتقلب علينا المواجع والجراح, ألا تعرف يا عيد بان عودتك ستقتل البسمة على شفاهنا, وتقتل أمل أطفالنا الذين يحلمون به كسائر أطفال العالم .
فمهما كان الحال ومهما تكن الأحوال وحتى أمل قادم نقول وبالقلب أسى وغصة كل عام وانتم بخير أخواتي وإخواني في جميع أنحاء العالم
[email protected]
أضف تعليق