مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، التقينا د. محمود ابو صعلوك، اخصائي غدد صماء وأمراض باطنية في خدمات الصحة الشاملة وعيادة السكري، للحديث عن الصوم الآمن لمرضى السكري، والأدوية المناسبة للصيام والتي من شأنها أيضا تسهيل الصيام.
د. محمود ابو صعلوك قال في بداية حديثه: "هنالك ما يقارب المليار ونصف المليار مسلم حول العالم، من بينهم قرابة 50 مليون مريض سكري ، يصومون شهر رمضان. تحديدا 79% من مرضى السكري من النوع الثاني وما يقارب 43% من مرضى السكري من النوع الاول يصومون 15 يوما او أكثر من شهر رمضان. واحد من بين 3 مرضى سكري ممن يصومون رمضان يضطر الى الافطار او كسر الصوم".
*حدثنا عن الاستعدادات المترتبة على مرضى السكري قبل حلول شهر رمضان المبارك؟
"شهر رمضان الفضيل هو عبارة عن تحدي لمريض السكري والطبيب المعالج ومن واجبنا كأطباء ومعالجين للسكري ان نقوم بالتحضيرات اللازمة لنمكن المريض من تأدية الفريضة بشكل آمن والصيام دون التسبب بأضرار ومضاعفات. الأمور التي من الممكن القيام فها قبل شهر رمضان تتعلق بإرشاد وتوعية مرضى السكري لكي نتفادى مضاعفات السكري خلال فترة الصوم . ومن خلال البرامج الارشادية بالإمكان اجراء تقييم شامل متجدد لمرضى السكري قبل شهر رمضان المبارك بفترة كافية لتحديد درجة الاتزان ووجود مضاعفات السكري المزمنة. تحديد مستوى الخطورة المصنف فيه، بمعنى خطورة الصيام على مريض السكري، لأنه يجب التعامل مع كل مريض كحالة منفردة وقائمة بحد ذاتها، وهنالك مرضى قد يشكل الصيام خطورة عالية على صحتهم وفي هذه الحالات ننصح المريض من ناحية طبية وايضا من ناحية شرعية بعدم الصيام تفاديا لضرر جسيم قد يلحق بصحته ، وبالمقابل يوجد مرضى لديهم نسبة الخطورة منخفضة وعن طريق تعديل الادوية واتباع ارشادات معينة ممكن صيام شهر رمضان كاملا دون اي اضرار".
*ما هي المخاطر والمضاعفات التي قد تواجه مرضى السكري في رمضان بشكل خاص؟
"من بين المخاطر والمضاعفات التي قد تحدث لدى مرضى السكري:
1. الهبوط الحاد في مستويات السكر في الدم – هيبوغليكيميا ، وقد تزداد نسبتها لدى مرضى السكري بـ 7 أضعاف.
2. الوضع العكسي والارتفاعات الحادة بمستوى السكر في الدم.
3. إحتمال حدوث الجفاف بسبب عدم تناول الماء وفقدان السوائل خاصة خلال أشهر الصيف.
4. تجلط الدم وتخثره في الاوعية الدموية، وبالأخص في شبكية العين، وغيرها.
لكن هذه المضاعفات من الممكن تفاديها ان اتخذ المريض والطبيب المعالج الخطوات التحضيرية اللازمة من اجل الصيام الامن".
*ما هي الأدوية الآمنة والمناسبة لشهر رمضان؟
"هذا الامر يتعلق بتقييم حالة المريض من قبل الطبيب لتحديد ان كان بالإمكان الاستمرار بنفس جرعة الدواء او تحديد كمية معينة من الادوية، توجد الكثير من الادوية الآمنة التي بالإمكان الاستمرار في تناولها دون تغيير الجرعة انما فقط تغيير موعد تناول الجرعة لتكون ملائمة مع موعد الافطار والسحور، مثل حبوب الجلوكومين، جانويت، جانوفيا، الجردينس والفورسيجة ، فئة الأدوية من مجموعة " GLP1Ra مثل ليكسوميا تروليسيتي، فيكتوزا، كل هذه أدوية لا تسبب هبوط في مستوى السكر في الدم حتى وان كان المريض صائما، ولكن يجب تعديل موعد تناول الجرعة وتحديده ليتزامن مع موعد الوجبات في رمضان. توجد ادوية قد تسبب حدوث هبوط حاد في مستويات السكر ان لم نقم بتعديل الجرعات ، مثل فصيلة السولفنيل اورية (امريل جلوبين وحتي النفونورم) وكذلك الانسولينات :توجد انواع مختلفة من الانسولين مثل الانسولين البطيء الذي يتم تناوله مرة واحدة في اليوم، وان كان المريض متوازنا قبل شهر رمضان فيجب تعديل الكمية وتقليلها وفي هذه المجموعة توجد انسولينات اكثر امانا من غيرها ،فتكون مصحوبة باقل خطورة لحدوث هبوط مستوى السكر وتعطي اتزانا افضل نذكر على سبيل المثال انسولين التوجيو والتريجلوديك. اما بالنسبة لأنواع الانسولين السريع والذي يتم أخذه مع الوجبات، فبالإمكان حقن الجرعة التي كانت محددة لوجبة الغداء عند موعد الافطار في المساء، وما كان يتم أخذه على موعد العشاء بالإمكان تناول نصفه على السحور اذا كانت وجبة السحور غنية بالنشويات، ولكن يتطلب الأمر متابعة مستويات السكري وملاءمة الجرعة خاصة في الأسبوع الأول لشهر رمضان.
يوصى قدر الامكان بتناول أدوية ذات خطورة منخفضة لاحتمالات حدوث هبوط في مستوى السكر. ولكن كل هذه الأمور يجب ان تتم بإرشاد وإشراف الطبيب والممرضة في العيادة والا يقوم المريض بها بمفرده".
*ما هي مميزات الانسولينات الحديثة؟
"جيل الانسولين الجديد بما في ذلك انسولين توجيو يتميز بفترة فعالية اطول بالمقارنة بالانسولينات الأخرى قد تتعدي 36 ساعة ويوفر غطاءً علاجياً امثل على مدار ال 24 ساعة . يحافظ على مستويات سكر ثابتة وأقل تقلبات خلال فترة ال24 ساعة. هنالك مرونة بموعد اخذ الحقنة قد تصل الى 3 ساعات... هذه الميزات تترجم على ارض الواقع باقل حالات هبوط بمستويات السكري بالمقارنة مع الانسولينات الأخرى، وتمكن المريض من الوصول الى اتزان آمن اكثر ... هذا الامر يعد بالغ الاهمية لمريض لسكري الذي ينوي صيام شهر رمضان. على كل مريض سكري يتناول الانسولين استشارة الطبيب المعالج بما يتعلق بالمخاطر واحتمالات الاصابة بالهبوط ، والعمل على الحد منها اما بملائمة الجرعة او تغير نوعية الانسولين اذا تطلب الامر".
*ما هي الأسباب المؤدية لارتفاع مستوى السكر في الدم لدى الصائم؟
"هنالك تناقض لمفهوم الصيام، فالمفروض خلال الصيام حدوث هبوط وقد نخشى للوهلة الاولى من الهبوط بسبب تناول الأدوية والامتناع عن الغذاء، لكن للأسف الشديد توجد بعض العادات المتعلقة بالتغذية والنظام الغذائي في شهر رمضان، قد تؤدي الى اختلال مستويات السكر وحدوث المضاعفات النقيضة الا وهي الارتفاع الحاد في مستوى السكر ، هنالك العديد من الاغذية غنية بالنشويات مثل الأرز، البطاطا، الخبز والتي يتم بشكل عام تناولها بكميات كبيرة، وغالبا ما تكون عدة أصناف منها على مائدة الصائم، أضف الى ذلك أصناف الحلويات المختلفة، وتثبت البحوث انه يتم على الاقل تناول وجبتين رئيسيتين غنيتين بالنشويات بشكل عام، وهناك من يتناول 3 وجبات أو أكثر وهناك من تكون لديه وجبة مستمرة من أذان المغرب حتى السحور، وهذه من العادات السيئة تفرغ أيضا شهر رمضان من مضمونه الاساسي ، فشهر رمضان هو شهر عبادة وليس شهر ولائم .
يجب مراعاة مرض السكري والاكتفاء بغذاء متزن وملائم والابتعاد عن الحلويات بأًصنافها، والأطعمة الدسمة، واستبدال الحلويات بالفاكهة لكن بكميات محددة، والاكتفاء بالعصير الطازج بكمية محددة، وتحديد كمية النشويات من جميع الاصناف مثل الخبز، البطاطا، الارز، المعكرونة، وغيرها والتي قد تؤدي الى ارتفاع مستويات السكر رغم تناول العلاج، والمفارقة هنا وللأسف الشديد اننا قد نلجأ أحيانا في رمضان وفي بعض الحالات، الى رفع كمية العلاج نتيجة النظام الغذائي الخاطئ، وقد نضطر الى استعمال ادوية لتحاشي ارتفاع مستويات السكر بعد الوجبات الدسمة، ولربما بسبب خوف المريض من هبوط السكر خلال الصيام او جهلا منه قد يقوم بالتوقف التام او تخفيض كمية الدواء بشكل كبير ، فيؤدي ذلك لارتفاع<
...
[Message clipped] View entire message
[email protected]
أضف تعليق