الزواج نعمة أنعم الله بها على عباده والتعبير عن البهجة والفرح حق لكل فرد في هذا المجتمع، شريطة أن يكون في حدود المعقول وان لا يكون على حساب الغير ومراعاة حقوق الآخرين.
ظاهرة العنف والجريمة تتصاعد في مجتمعنا العربي وتعصف به، فكل فرد في مجتمعنا العربي ملقاة على عاتقه مسؤولية وواجب أخلاقي وديني ووطني أن يعمل على تنمية القيم الأخلاقية، الاجتماعية والتربوية، وظاهرة إطلاق الرصاص بالأعراس انتشرت بقوة حيث انها تشجع الشباب ان يقتنوا أسلحة غير مرخصة وهذا يساعد على انتشار الجريمة بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
هناك ظاهرة سيئة اجتاحت مجتمعنا العربي في النقب وتفشت بقوة في أعراسنا وهي استخدام الاسلحة واطلاق الرصاص الحي في كل مكان وفي كل زمان، وخلال الاحتفالات، الزفة وحتى في الشارع اثناء سير المركبات على شارع رئيسي وعند البيوت المأهولة بالاطفال والنساء. وقد اصبحت تهدد مجتمع بإكمله واصبح اصحابها يتفاخرون بها وبالسلاح وكثرة ما يطلقون من الرصاص والبعض يتفاخر باطلاق الرصاص وازعاج الاخرين وتهديد سلامة المواطنين بالخطر تحت ذريعة "فلان ليس أفضل مني"..
واستطيع أن أجزم ان من يطلق النار في الإعراس هدفه ان يظهر للناس بان لديه سلاح على أساس "ديرو بالكم"!
إنّ هذه ظاهرة خطيرة وتهدد مجتمع باكمله وتدق ناقوس الخطر فهي ليست مفخرة بل تراجع عن الشرع والقيم والاخلاق الانسانية!!متى كان السلاح واطلاق النار مظهرا من مظاهر الفرح؟ فالسلاح يستعمل في الحروب ويستخدم لقتال العدو وليس له أي علاقة بالفرح والمسرات فهي اصبحت ظاهرة يعاني مجتمعنا من تفشيها ولها عواقب خطيرة ووخيمة كما حصل في بعض الحالات حيث تحول العرس الى مأتم وهذا ما لا نريده لمجتمعنا الذي يعاني من ظروف سياسية وحياتية صعبة.
نحن مجتمع بطبيعة الحال تربطنا العلاقات الاخوية ومجاملات اجتماعية كثيرة فعلينا ان نحافظ عليها ونحافظ على حياة الابرياء الذين احيانا يقتلون دون ان يرتكبوا أي ذنب غير انهم كانوا مشاركين في العرس او جالسين في بيوتهم والأمثلة على ذلك كثيرة.
ان ديننا الحنيف واخلاقنا وعاداتنا الجميلة تدعو الى المحبة والمودة والتآخي والسلوكيات الفاضلة ونشر المحبة والأمن والأمان بين ابناء المجتمع الواحد فنحن لسنا بحاجة لسلاح يدمرنا بل نحن بحاجة لحياة جميلة هادئة نعيشها بسلام.
إن نبذ العنف ومحاربته ومحاربة انتشار الاسلحة في مجتمعنا العربي واجب أخلاقي وديني على كل فرد وعلينا جميعاً الوقوف صفاً واحداً لمحاربة الجريمة والعصبية القبلية والعنف والفساد الأخلاقي، والدعوة للتسامح والمحبة، ولا بد من إقامة مؤتمرات توعية في كل بلد وبلد واصدار ميثاق شرف يلتزم به الجميع وهو مقاطعة الاعراس التي يطلق فيها الرصاص،وأن تضع النقاط على الحروف، وان تسمى الاشياء باسمها.
على المجتمع العربي والقيادات السياسية والدينية ورجال الاصلاح ان يستيقظوا من غفلتهم ومن سباتهم العميق، وإعلان ثورة شعبية وصرخة مدوية ضد تفاقم العنف والجريمة وانتشار الاسلحة واطلاق النار بالاعراس حتي تحقيق الآمن وإعادة الأمان والاستقرار لمجتمعنا العربي الذي اصبح في خطر.
[email protected]
أضف تعليق