تفاوتت ردود الفعل في الداخل الفلسطيني حول الاتفاقية التي وقعها عدد من أهالي ام الحيران مع سلطة توطين البدو.
وينصّ الاتفاق على ان يخلي أهالي ام الحيران أنفسهم الى حارة رقم 12 في حورة.
مراسل "بكرا" استطلع اراء الشارع العربي وهذا ما أجمع عليه المتحدّثون..
ماساة الجميع
د.ثابت ابو راس قال بحديثه مع بكرا:" مأساة ام الحيران هي ماساتنا جميعا. فبعد نضال لأكثر من ١٥ سنة وسقوط الشهيد يعقوب ابو القيعان رضخ الأهالي لضغوط جهنمية من المؤسسة الإسرائيلية وخاصة جهاز الأمن وأطراف عربية نقباوية للرحيل الى حورة.وقد تُرك سكان ام الحيران وسكان القرى غير المعترف بها في الآونة الأخيرة لوحدهم في الميدان واكتفينا في الوقوف معهم عبر التضامن الفيسبوكي. الدليل على ذلك هو هدم ٢٢٢٠ بيتا في العام الماضي لوحده منها ١٦٠٠ بيت هدمها أصحابها بأيديهم لكي لا يدفعوا أجرة جرافات الهدم".
أكمل ابو راس حديثه قائلا:" الشعور العام ان السلطة الإسرائيلية استطاعت شرذمتنا كاقلية فلسطينية وشرذمة عرب النقب الى سكان بلدات معترف بها وأخرى قبائل وعشائر مختلفة "يستولون على أرض الدولة ويعيشون في فوضى تخطيطية". والانكى من ذلك اننا بغالبيتنا نساهم بهذا الخطاب من خلال صرف الأنظار عما حدث في ام الحيران ويحدث في القرى غير المعترف بها الان وتركيز جل اهتمامنا في قضايا لا نستطيع التأثير عليها مثل الأحداث في سوريا".
اكدّ د.ابو راس على ان:" نعم نُبدع في الخلاف وتخوين الاخر حول ما يجرى في سوريا لكن لا نتحدث عن خيانتنا لام الحيران وباقي القرى او حتى الاهتمام بما يحدث مع اخوتنا في قطاع غزة حيث نستطيع التأثير. هكذا تتحول الأقلية الفلسطينية من أقلية مأزومة الى أقلية مهزومة.المعركة على الأرض والانسان العرباوي لن تنتهي باتفاق ام الحيران. فهناك اكثر من ٣٠ قرية التي من الممكن أن تواجه نفس مصير ام الحيران فيما اذا استمرينا في نفس السلوك السياسي وتغييب المشهد النقباوي لصالح مشاهد اخرى لا نستطيع التأثير عليها".
وأنهى كلامه قائلا:" قلنا في السابق ونعود لنؤكد ان قضايا الأرض والقرى غير المعترف بها هي قضيتنا جميعا وسكان هذه القرى لن يستطيعوا الصمود لوحدهم أمام "مدحلة" سياسة الهدم والترحيل الإسرائيلية. اين عرب النقب وخاصة سكان البلدات السبع مما يحدث لاخوتهم في القرى غير المعترف بها؟الاحرى بمناضلي الفيسبوكات ان لا يلوموا الضحية واغداق النصائح . الاحرى بهم ان يساهموا في المعركة على تثبيت والاعتراف في القرى من خلال زيارتها ودعم صمود اهلها.سلام عليك ام الحيران والتحية لأهلها في وقتهم العصيب هذا".
تأثير سلبي
مدير مركز مساواة - جعفر فرح، قال بحديثه مع بكرا:" سيكون لهذا الاتفاق تأثيرات سلبية على أهلنا في النقب. وسيعزز التفرقه والتخوين بين الناس.. وسيفرح به المطبلين من ابناء جلدتنا. علينا ان نواصل نضالنا لكي لا يهدم الإنسان بيته ويرحل من مولده.. ويتوقع اهل النقب ان يتم عن قريب استهداف قرى مختلفة خصوصا تلك التي وزعت فيها مؤخرا اوامر اخلاء جماعية. القيادة السياسية والمجتمعية تتحمل المسؤوليةعلى القيادة السياسية والمجتمعية تحمل مسؤولياتها في قيادة النضال مع اهالي القرى وعليها ان تطرح برنامج عمل نضالي وسياسي وقانوني واعلامي وبرلماني ودولي واقتصادي لتثبيت الناس في ارضهم. تقييم المرحلة وتجربة ام الحيران وتصويب المسار لادارة المعركة مطلوب من كافة القيادات".
وأختتم كلامه قائلا:"هناك من زرع الخلافات والتشكيك بين الناس وعلينا تخطي هذه المرحلة والتعلم من التجربة ووضع برنامج عمل لمواجهة المرحلة القادمة. والمرحلة القادمة ستكون أصعب فالسلطة تعتبر حالها انتصرت وستعمل على البطش بكل من يعترضها واول من سيدفع الثمن هم ابناء وبنات النقب ورأينا امس هدم المنازل في ابو غوش وعلينا ان نفهم ان الاف العائلات والمنازل في كافة بلداتنا مهددة بالخطر".
سابقة خطيرة
النائب عن العربية للتغيير - وائل يونس، قال بحديثه مع بكرا:"اتّفاق ام الحيران هو سابقه خطيره وخطوة غامضة ، فهذا الاتفاق الّذي تم بين الدولة واهالي ام الحيران كان قد عرض عليهم من قبل !! فكان الاحرى والاجدر ان يتفاوضوا اهالي ام الحيران بما ينفعهم وفيه مصلحتهم قبل ان يسقط الشهداء وتسيل الدماء !!فهل خسروا الانسان والمكان !؟ وربحوا المسكن والسكينة !؟ ام أنّ القوّة والجبروت هي الّتي سطّرت نهاية هذه المسرحيّة التّراجيديّة !!!سؤال يبقى مفتوح للاجيال القادمة !".
نؤكد الرفض
رئيس حزب الوفاء والاصلاح - الشيخ حسام ابو ليل، قال بحديثه مع بكرا:" سنبقى نؤكد أن أرض النقب لأهلها العرب الفلسطينيين ، وتقوم المؤسسة الإسرائيلية بملاحقتهم والتضييق عليهم في كل شيء وتمارس في حقهم إرهابا عسكريا لتهجيرهم .وأهل ام الحيران أصحاب حق في أرضهم التي أخرجوا منها في خمسينيات القرن الماضي ثم الآن يفرض عليهم مكرهين تهجيرا آخر ويعطى حقهم للأغراب ليبنوا مستوطنة يهودية مكانهم ، أي ظلم واضطهاد هذا ! ، فالاتفاق انما جاء بالإكراه والّذي تفرضه مؤسسة متسلطة بالعربدة والقوة العسكرية على عزّل ، فالاتفاق مرفوض مبدئيا وإن كنا نتفهم أهل أم الحيران على ذلك .وسنبقى نحن أصحاب الأرض والوطن".
الرفض كاستراتيجية
رئيس اللجنة الشعبية في كفر قاسم - الشيخ ابراهيم صرصور، قال بحديثه مع بكرا:"كسياسة عامة اطمع في ان يكون الإجماع الرافض لإخلاء القرى غبر المعترف بها، هو الخط الاستراتيجي الذي لا مكان للمساومة عليه لدواع قانونية دولية، ولأخرى تاريخية، ولثالثة اخلاقية وإنسانية، ولرابعة وجودية.. لكني مع ذلك وكإنسان يعرف النقب جيدا، ومطلع على أوضاعه منذ اكثر من ثلاثة عقود، لا اتمنى لنفسي ان أكون في مكانهم، ولا أن أواجه امتحانا كالّذي بواجهونه، ولا ان اقف في مواجهة التحدي الكبير الذي يتصدون له.. عموما، ارجو الا يتحول نموذج ام الحيران الى سابقة تبني عليها اسرائيل سياستها مستقبلا لاقتلاع ما تبقى من القرى غير المعترف بها، وان تفتح شهيتها لمزيد من الهدم والتشريد".
وأنهى كلامه قائلا:"كلي أمل ان يستخلص اهلنا في النقب الدروس والعبر مما حدث، استقبالا لتحديات المستقبل القريب.. هل سيكون اتفاق ام الحيران سببا في اعتراف اسرائيل بما تبقى من القرى، ام انه سيكون سببا في هجمات شرسة جديدة؟ الاسابيع والاشهر القادمة ستقدم لنا الجواب".
[email protected]
أضف تعليق