قُدمت الى محكمة الصلح في تل أبيب دعوى ضد مستشفى "بني تسيون" (" روتشيلد" سابقاً) في حيفا ، باسم رجل وابنائه الثلاثة ، يدعون فيها ان الاهمال الطبي الذي بدر عن طبيبة بالمستشفى قبل ست سنوات أدى الى وفاة الزوجة الام بعد بضع ساعات من جلبها للمعالجة .

وورد في الدعوى، ان السيدة (35 عاماً) قد جلبت إلى قسم الامراض الداخلية للعلاج وهي تعاني من درجة حرارة عالية (40 درجة) بينما حالتها لا تتفاعل مع المضادات الحيوية ("الانتي بيوتيكا") وقد هبط ضغط الدم في جسمها بشكل كبير وكان مستوى الأكسجين في دمها منخفضاً جداً.

وطلب الطبيب المناوب ومدير القسم تحويل السيدة المريضة فوراً الى قسم العلاج مكثف ، لكن الطبيبة المناوبة في هذا القسم رفضت استقبال المريضة ، مما اضطر أطباء قسم الأمراض الداخلية للاستمرار في محاولتهم بمعالجتها بواسطة أمدادها بالأكسجين ، لكن دون جدوى ، حيث لفظت انفاسها بعد بضع ساعات !

فحوصات للاعصاب بدلاً من العلاج المكثف

ويتبين من حيثيات الدعوى ان السيدة المتوفاة كانت في الماضي تعاني من متلازمة عصبية تتمثل بضعف شامل للعضلات ، فعولجت وتحسنت حالتها ، لكنها ظلت معرّضة وحساسة للأمراض التلوثية.

وقبل اسبوع من جلبها الى مستشفى "بني تسيون" آخرة مرة (عام 2012) – راحت تعاني من "السعال الرطب" المزعج، الذي لم تنفعه المضادات الحيوية ، وساءت حالتها وتدهورت صحتها – الى أن انتهى الامر بالوفاة .

واستناداً الى التفاصيل الواردة في الدعوى – فانه على الرغم من صعوبة حالة السيدة لدى جلبها الى قسم الطوارئ ، فلم يتم تحويلها الى قسم العناية المكثفة بل الى قسم الأمراض الداخلية .

وأثناء معالجتها فقدت وعيها واضطر الأطباء إلى امدادها بالتنفس الاصطناعي ، ومن ثم استدعيت الطبيبة المناوبة في قسم العلاج المكثف لمعاينة حالتها ، فكتبت في التقرير الطبي انها رأت من المناسب بعد تسلسل مجريات حالتها – ان تجري للمريضة فحوصات للأعصاب للتأكد مما اذى كانت اصيبت بنوبة دماغية حادة . وتجاهلت الطبيبة ضرورة تحويل السيدة الى قسم العلاج المكثف.

انعاش لمدة (45) دقيقة

وبالمقابل ، رأى الطبيب المناوب في قسم الامراض الداخلية ، ومدير القسم ، واختصاصي أمراض الأعصاب المناوب – ان من اللازم تحويل السيدة على عجل الى قسم العلاج المكثف، لكن هذا لم يتحقق . ونظراً لاستمرار تدهور الحالة ، لجأ مسؤولو القسم للاستشارة لدى الطبيبة المناوبة في العلاج المكثف ، ورفضت طلبهم بمعالجة المريضة في قسمها ، فاستمروا في محاولات الانعاش طوال (45) دقيقة – الى ان لفظت أنفاسها.

وتم إرفاق الدعوى بتقرير طبي بياني مفصّل أعدّه الدكتور جاك اشيروف ، وهو المدير السابق لقسم الطبابة العاجلة في مستشفى "وولفسون" (في حولون) ، وجاء فيه ان "درجة الحرارة العالية باستمرار ، والانخفاض في ضغط الدم ومؤشرات الالتهاب العالية – (كانت) تستدعي معالجة المريضة في قسم العلاج المكثف ، حيث تتوفر فيه الخبرة والكفاءات والأجهزة لمعالجة مثل هذه الحالة ، وأرى أن رفض معالجتها في هذا القسم بمثابة خرق وتجاوز للمعايير والانظمة المتبعة " – حسبما ورد في التقرير البياني .

واكتفت ادارة المستشفى بالتعقيب المقتضب على الدعوى، بالقول انها" تشارك أسرة السيدة الحزن والأسى على وفاتها بينما الرد الوافي سيظهر في المحكمة "!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]