قدمت سيدة من الشمال دعوى الى محكمة الصلح في تل ابيب، تتهم فيها مستشفى "هيلل يافي" (ووزارة الصحة المالكة للمستشفى) بالإهمال الطبي الذي أدى الى بتر الإصبع الخنصر في يدها اليمنى.
وتتهم المدعية اطباء المستشفى بأنهم أكتفوا بتقطيب جرح في اصبعها الخنصر، وبمسحه بمرهم "بوليدين"، ثم قرروا تسريحها دون توجيهها لاجراء فحوصات اضافية، خلافا لنظام العلاج المتبع في مثل هذه الحالة.
وارفقت السيدة المشتكية بدعواها تقريراً طبياً مسهباً أعده الدكتور تسفي غورن، وهو خبير في جراحة العظام، وجاء فيه انه كان بالامكان انقاذ إصبع السيدة، لكن الاطباء تأخروا كثيراً في اتخاذ الاجراءات العلاجية اللازمة، حيث انه من المعروف ان الجراح التي تصيب كف اليد قد تخلّف في كثير من الأحيان أضراراً مخفية، بالنظر الى ان جزءاً من الأنسجة الدقيقة الناعمة في موضع الجرح تتعافى وتعود الى حالتها الطبيبعية، لكن يجب التحقق من عدم وجود ضرر عميق يلحق بالعصب – وهذا ما حصل للسيدة، التي راحت تشعر بعد اصابتها بالجرح بأوجاع شديدة في الخنصر، وبتشوهات في الاصبع، مما دفع بالاطباء الى بتر الاصبع.

ضرر نفسي ومزيد من الاوجاع

كما افادت الدكتورة رفكا كوهين، وهي خبيرة نفسية أجرت فحوصات للمدعية- بان السيدة المذكورة تشعر باضطراب في تقبّل ومعايشة وضعها الناجم عن بتر اصبعها، وهي مصابة بحالة قلق واكتئاب دائمين، ولم تعد تلك المرأة دائمة الغبطة والحبور، لا سيمّا وأنها فنانة مبدعة في مجال صياغة الحلي والمجوهرات، حيث تراجع ابداعها كثيراً، الى درجة انها لم تعد قادرة على مزاولة هذه المهنة. كما انها اصبحت بعد بتر الاصبع تعاني من اوجاع رهيبة في يدها اليمنى ككل، وتراجعت قدرتها على تحريكها بشكل حر، وعلى الامساك بالأشياء، ناهيك عن التشوه الذي لحق بها.
وقدّرت د. كوهين نسبة الاعاقة النفسية التي لحقت بالمدعية نتيجة حالتها المستجدة – بما يعادل 20% بشكل مستديم.
وتنظر محكمة الصلح في تل ابيب حالياً في هذه الدعوى لتحديد مبلغ التعويض المالي المستحق للمدعية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]