يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع أخباراً في الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي عن اعتداءات على معلمين أو أطباء أو عن طلاب يجلسون خلف مقاعد الدراسة، وثمة من اقتحم عليهم حرم مدرستهم وهم يتعلمون في صفوفهم... إلى أين وصلنا ؟! فكل شعوب الأرض تحترم وتقدر معلميها وأطباءها وتتفاخر بهم أمام الأمم لأنهم كرسوا حياتهم دون غيرهم في خدمة البلاد والعباد أهكذا يرد الجميل وبمثل هذا التصرف يتم التكريم ؟! ما يحصل في الآونة الأخيرة ما هو إلا ترجمة للإنحطاط الأخلاقي الذي وصلنا اليه، وموت الفكر والعلم والأدب في عقول من يسلك هذا المسلك، إذ لم يعد هنالك خطوط حمراء ولا روادع، فترى المذنب يتصرف بشريعة أهل الغاب يصول ويجول يعتقد أنه سيبقى دون حساب أو عقاب، وأضحى العنف مستشرياً بشتى أنواعه يتمسك بمقاليد الحكم بين الناس متربعاَ على رأس الهرم، فمتى سنضع حداً لمثل هذه التصرفات التي باتت تشكل خطراً على جميع أفراد المجتمع، فالمعلم والطبيب وغيرهم من أصحاب الحِرف والمِهن يكرمون على جهودهم وعطائهم وعملهم المتفاني لا يقابلوا بالعنف والاعتداء. فلا الدين ولا العادات، ولا التقاليد ولا المبادئ ولا الأخلاق ترضى بهذا، فمن المسؤول وما هو الحل ؟ أين أنت يا أمير الشعراء مما نحن عليه اليوم فما عدنا نقوم للمعلم نوفِّه التبجيلا ولم يتَسَنَّى له أن يكون رسولا ولا الطبيب سلم من ايدينا فَمَنْ غيرُ الطبيبِ لهُ أيادٍ تعمُّ الناسَ طُراً والبلادا وقد سَمَّوهُ عن قصد حكيماً يوازنُ إن تَوانى أو تَمادى.
[email protected]
أضف تعليق