عقد اليوم السبت بمدرّج كلية الهندسة في الجامعة العربية الامريكية بجنين، ندوة حول التبرّع بالأعضاء بمشاركة الممرضة مريم محمود شلبي، د.رولا جاد الله ومفتي جنين، الشيخ محمد ابو الربّ.

حضر الندوة العديد من طلبة العلوم الطبية والاقسام الاخرى.

افتتحت الندوة بكلمة من محاضرة البيولوجيا في الجامعة، د.رولا جاد الله التي رحبّت بالحضور شارحة عن موضوع الندوة وأهميته.

عن التبرع واهميته

ثم تحدّثت الممرضة في مشفى العفّولة، مريم شلبي عن التبرع بالأعضاء قائلة:" الطب ليس كالرياضيات ففي الطب عندما يموت الانسان فبإمكانه إنقاذ العديد من الأشخاص في حال تبرّع بالأعضاء وبالداخل الفلسطيني بعكس الدول الاوروبية، بالدول الأوروبية مفهوم ضمنا انه بعد الموت يتبرع الانسان بالأعضاء ولكن بالداخلمن يقرر بالتبرع هو الأهل وهناك بطاقة ممكن ان يوقع الشخص عليها انه بعد الموت يريد التبرع بأعضائه ولكن في حال التوجه للاهل ورفضوا، فيتعذر التبرع لان القرار الاول والأخير للاهل".

واضافت:" هناك قائمة منتظرين وحق أولية فيحسب خطورة الموقف وحسب مدى الحاجة لزراعة العضو، تتم عملية التبرع وهناك أيضا تبادل بالأعضاء بين مواطنين من الداخل والضفة".

وعرَّجت الممرضة لموضوع التبرع مشيرة الى ان " هناك نوعين من تبرع تبرع من حي لحي وتبرع من ميت لحي ولم يكن هناك تركيز على التبرع من حي لحي في السابق لأننا لم نشعر بالأمر من عملنا ولكن عندما شاهدنا اتساع قائمة المنتظرين وان هناك مجال لإنقاذ أناس احياء فادخلنا قضية التبرع من حي لحي".

وقالت:" كي اتبرع يجب ان يكون عندي العضو الذي يمكنني الاستغناء عنه والعيش حياة جيّدة دون ان أكون بحاجة لزرع العضو من جديد.اكثر امر نراه هو تبرع الام لابنها، الامر الذي نراه ونلمسه بالمشافيالتبرع من ميت لحي، هناك نوعين من الموت، موت القلب وموت جذع الدماغ".

وعن التبرع في حال موت القلب، تقول:" من الممكن الحصول على الأنسجة في حالة موت القلب، ولكن في الدول الأوروبية بما انه يوجد هناك قانون فلا مشكلة بالتبرع بالأعضاء لان هناك بعض الأعضاء لا تزال حامية بعد الموت وموت جذع الدماغ هو موت لكل شيء وهو نهاية الحياة، عند موت جذع الدماغ، يعمل القلب بشكل ذاتي تقريبا لمدة ساعتين وهذا اما بسبب حادث طرق او نزيف حاد على الدماغ اما موت القلب من الممكن ان يعود للحياة بعد ضربة كهربائية".

وانهت كلامها قائلة:" لتتم عملية التبرع، يجب ان تكون هناك موافقة للاهل ومن يقرر بالتبرع بالأعضاء بعد الموت هو الأهل ولا نخطِ اَي خطوة اذا كان المتبرع له مسيحي او مسلم دون ان نسأل رجال الدين ومنسقة الأعضاء في المشفى تتوجه هي وعاملة اجتماعية ويجب ان نكون إنسانيين حتى اخر درجة لان موت شخص بالنسبة للاهل مصيبة كبيرة ولهذا نتوجه بشكل راقي او انساني".

حياة الإنسان

المفتي قال:" نحن بناء الله والله الذي بنينا ونحن مطالب منا ان نحافظ على عقلنا وجسمنا وتطويرهم وقضية التبرع من حي لحي ومن ميت لحي، يجب المحافظة على حياة الانسان بل من مقاصد الشريعة اَي الأهداف حتى الفروض والعبادات، المحافظة على حياة الانسان".

وحول الفتاوى، يقول:" درسنا الموضوع في مجلس الافتاء الأعلى وهناك قرار بحثناه من عام 2013 وبحثنا كعلماء فلسطينيين وعمداء جامعات شريعة وهناك قرار جديدة عام 2017 وهو حكم عمل بنك لهذه الأعضاء ونحن بحاجة الى ان نصل للمعاني الانسانية التي لا نجدها الا في أوروبا".

واكدّ في مداخلته:" نحن نحرّم بيع الأعضاء وليس التبرع به ويجب زيارة المشفى لمعرفة النعم التي نتمتع بها، الامر الذي يجب عليه ان نشكر ربنا والتبرع من باب التعاون على الخير والإثار فهو لا يشترط ان يكون من مسلم لمسلم، التبرع يجوز لاي إنسان حتى لو كان يهودي".

وتطرق في مداخلته:" التكريم الرباني غير مختص وعندما تم التحدث عن الامور الاجتماعية بالقران، فهو خاطب الناس وكلّ الناس على العكس اذا تم الحديث مثلا عن الصلاة فيطالب يا أيها الذين آمنوا ، لكن كمعاني إنسانية يخاطب كل الناس ومن هنا نقول يجوز التبرع لأي إنسان ويجب ان يكون المتبرع بالغ عاقل مسؤول عن قرارته"

وختم مداخلته:" الأعضاء التي تحمل الصفات الوراثية لا يجوز التبرع بها ، وايّ عضو اخر يمكننا التبرع به بشروط، موافقة الميت اذا أوصى وعندنا بالشريعة حسب الوصية ويجب عدم اذاء الميت وعدم التعدّي على قبره، والدفن تكريم للإنسان".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]