يحدث في بلدي، وماذا لا يحدث؟! مشاهد غير حضارية، تلوّن، هز ومسخ الجوخ، وتعرض حاليًّا في أنحاء بلدي مجانا مسرحية شريعة الغاب.
كل منا أصبح يجيد تمثيل كل الأدوار ويغني على ليلاه، وأنا أداعب أوتار قلمي أعزف مقطوعة عن بلدي وأغني أغنية حزينة كلماتها مبهمة مليئة آهات، تنهدات، لوعة، وحسرة أبدأها بمقولة "ويكفي أنها بلدي لأغني لها على إيقاع نشاز"!
هذا الموقف، تطلب الاستعانة بأغنية ماجدة الرومي "كل يغني على ليلاه"، لأردّد على إيقاعها وأنغامها آه، آه، يا بلدنا، آه على الذين غدروك وسرقوا ضحكتك وقمرك وماضيك الحافل حتى غدا كل شيء يتدحرج فيك ككرة ثلج يخطفنا نحو الهاوية، ويفقدنا حكمة العقل والإيمان والمبادئ والقيم، وكأننا أمّة نائمة تنتظر من يرسم لها خطَّ حياتها بحلم طويل، وقد سيطر الإحباط واليأس علينا، لا نحرّك ساكنا؛ فشوارعك وأزقتك تعاني، ودوّاراتك، وقلعتك المضاءة وورودك تناجي وتصرخ إلى أين ستهربون من الحقيقة؟! فالتاريخ شاهد لا يرحم، إنّه سجل بالصورة والكلمة. علينا أن نتذكّر "ما من طائر حلّق عاليا إلا هوى".
آه يا عين، آه يا ليل، آه من ظلم الآه، ومن دعم الآه، ليلك حالك، سماؤك مكفهرة، أجواء ميلادك دامعة، جرحك بالغ لا ينحبس نزيفه.
اعزف، اعزف يا سيادة الريس، ارقص، ارقص يا كركبي، ترنّم وتمتع يا حاج، نم نومة الهنا في الهواء الطلق يا عزام، العب، العب يا حلاحله فالفرصة متاحة، استغل سحب البطاقة الحمراء واحرز الهدف يا خنيفس، استغل وقت بدل الضائع يا جروس، أما أنتم يا باقي السادة المحترمين نثمن غاليا وعاليا موقفكم؛ تارة مع، وتارة أخرى ضد، ونثمن عاليا وغاليا تضحيتكم وعملكم على مدار الساعة من أجل المصلحة العامة ومحاربة الفساد والعنف والمصالح الشخصية.
رماح تدعو، في نقدها البناء والموضوعيّ، إلى التوعية والإصلاح، تتساءل إلى متى سنظل ثلاث فئات نسلك ونتقيد بهذا النهج؟ وبمبادئ بالية أكل الدهر علها وشرب، إضافة إلى أنها مسّت وتمس بمستقبلنا وتطورنا واللحاق بركب الحضارة.
أريدك بلدتي بحق وحقيقة أبيّة، شامخة، أسرة واحدة نعمل معًا على تهيئة الأجواء المريحة بعيدا عن التجريح والخطاب الطائفيّ، نتكلم بلغة واحدة لغة المحبة والإنسانية.
[email protected]
أضف تعليق