التسلسل التاريخي لضياع القدس.. الصهاينة المسيحيون والصهاينة المسلمون أشد كفراً ونفاقاً من الصهاينة اليهود.. متى سيتم هدم الأقصى وبناء الهيكل؟

 

 

إنتظر دونالد ترامب حوالي سنة كاملة بعد توليه الرئاسة ليعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني في6/12/2017. فلماذا كان الانتظار؟ والجواب أنه قبل مئة سنة بالتمام والكمال اي في 6/12/1917 دخل الجنرال الانجليزي اللنبي على رأس جيشه إلى القدس بعد هزيمة الدولة الاسلامية العثمانية. وكان أول ما نطق به الجنرال اللنبي: ” الآن انتهت الحروب الصليبية.”
كتب مايكل اورن الكاتب الأمريكي الاسرائيلي ( والذي أصبح سفيراً للكيان الصهيوني في واشنطن) أن رئيس الوكالة اليهودية حاييم وايزمن كان مع الجيش البريطاني الغازي في معسكر الجنرال اللنبي في اللد. وقبل توجهه الى القدس دعى اللنبي وايزمن ليرافقه في سيارته. إلا أن وايزمن إعتذر حيث أن وجوده مع اللنبي في دخوله الاول للقدس قد يسبب حساسية لا داعي لها في ذلك الوقت. كان اللنبي مثله مثل بلفور بروتستانتياً متعصباً من المسيحيين الصهاينة.
جيش الاحتلال البريطاني الذي إحتل فلسطين والقدس كان له جناحان: الفيلق اليهودي بقيادة جابوتنسكي وفيلق عربي بقيادة الامير فيصل.
كان اول ما قاله اللنبي عند دخوله القدس الان ( انتهت الحروب الصليبية ).
عندما دخل الجنرال الفرنسي غورو بلاد الشام توجه فورا الى قبر صلاح الدين و ركله بقدمه وقال : (ها قد عدنا يا صلاح الدين). الجنرال الفرنسي ليوتي حين دخل مدينة مراكش ذهب الى قبر يوسف بن تاشفين وركل بقدمه القبر وقال نفس مقولة غورو :(ها قد عدنا يا ابن تاشفين)
عندما نقول أن هناك حرباً أسموها هم صليبية ابتداء من اللنبي حتى جورج دبليو بوش يقول خط الدفاع الأول عن الاستعمار ممن اسموا أنفسهم علمانيين أن الغرب علماني. وعندما نقول أن الحضارة اليهوبروتستنتية التي أنتجت 70 مليون صهيوني مسيحي في أمريكا وحدها يقول لنا المنبطحون أن الولايات المتحدة علمانية لا شأن لها بحروب صليبية. هؤلاء غطوا الشمس بغربال.
1- وقبل احتلال الانجليز للقدس بمئة عام :
في عام 1816 ورد في عدد من مجلة نايلز وييكلي ريجيستر القول:” عندما يتم إخراج العثمانيين الضعفاء البلهاء من فلسطين، سيعود اليهود وسيجعلون الصحراء “تتفتح سريعاً كما الزهور”.
2- خطط المائة عام القادمة ؟
في سنة 1817 بدأت البعثات البروتستانتية التبشيرية إلى بلاد الشام. شرح المبشران الشابان للجموع المؤمنة في كنيسة أولد ساوث ما عرف بعد ذلك بـ: البرنامج التبشيري الخاص بالعالم الإسلامي قبل مغادرتهما بوسطون إلى البلاد المقدسة سنة 1820 ليكونا أول بعثة تبشيرية تتوجه للشرق الأوسط. كان القس ليفي بارسونز أول المتحدثين قائلاً:” اليهود هم من علمونا طريق الخلاص.. إلهنا هو إلههم وجنتنا هي جنتهم” والأهم من ذلك أن بارسون استذكر ” الحقيقة الكبرى” وهي أن اليهود هم من زودوا الإنسانية بالمخلص الأعظم.. المسيح”. وفي ذلك قال القس البروتستنتي وهو يستعد للسفر إلى فلسطين: نعم.. إخوتي، إن من سيشفع لكم أمام عرش الله .. هو يهودي”.أضاف القس بارسون بأن على المسيحيين، وعلى سبيل إظهار الامتنان وكنوع من رد الجميل، بذل كل ما يمكنهم من جهد لاستعادة السيادة لليهود في أرض أجدادهم وموطن الإنجيل.
واستطرد بارسون في شرح كيف أن اليهود كانوا يعيشون حياة من المعاناة والتشرد بدون وطن أو هوية سياسية على مدى 18 قرناً، وبأن الوقت قد حان لتصحيح الظلم الذي أحاق بهم. وأضاف بارسون:”علينا الاعتراف.. لا يزال هناك في صدر كل يهودي رغبة لا تقهر في تعمير الأرض التي وهبها الله لآبائهم، وهي رغبة من القوة بحيث لا يمكن اجتثاثها من النفوس حتى في حالة التحول للمسيحية.. تلك الأرض هي فلسطين التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام لتصبح أرضاً شبه خالية من الحياة والسكان في ظل الحكم التركي، بإنتظار أصحابها الشرعيين لاستعادتها، وهو ما سيحصل” على حد قول القس المذكور وقتها، والذي أضاف:” ما إن يختفي الاحتلال العثماني لفلسطين فإن معجزة فقط هي التي ستحول دون عودة فورية لليهود إليها”.
وفي الوقت ذاته قال بارسون بأن عودة اليهود لفلسطين تعتبر مطلباً ضروريا لإقامة الدولة اليهودية المسيحية، والتي ستأتي تحقيقاً للشرط الخاص بعودة المسيح. ومن جانبه تحدث زميله المبشر الثاني بليني فيسك عن الخلاص وفلسطين، وعندما ختم حديثه بالقول:” كل الأعين مسلطة على القدس″، انخرط الحضور بالبكاء.
كان أول ما فعله القس البروتستنتي عند وصوله للقدس هو زيارة حائط المبكى تماماً كما فعل ترامب عند زيارته للقدس مؤخراً بعد زيارته للرياض.
نتساءل هنا ما هي خطة المائة سنة القادمة ؟ والجواب انه في حال بقي العرب والمسلمون على حالهم فستكون في 6/12/2117 قد تحققت دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل وتمّ تعيين عرب الاعتدال وكلاء لتلك الدولة كما كانالغساسنة وكلاء الروم والمناذرة وكلاء الفرس . وكما سنبين لاحقاً ان الماسونية كانت تسير جنباً الى جنب في هدم الدولة العثمانية الاسلامية وحيث أن هدفها النهائي المعلن هو بناء هيكل سليمان وحيث أن النخبة الحاكمة في دول ما بعد الدولة العثمانية هم من الماسون سيتحقق بناء الهيكل على انقاض المسجد الاقصى لو بقي الحال على حاله لا سمح الله.
من الضروري أن أبين أن الكنيسة الكاثوليكية والارذودكسية والمسيحيين الشرقيين لا يشاطرون البروتستنت في صهيونيتهم وتحالفهم مع اليهود . موقف البابا فرانسيس لقرار ترامب عن القدس كان بالرفض. في سنة 1903 بعث ثيودور هيرتزل رسالة للبابا الفاتيكان بيوس العاشر يطلب مساعدة البابا في العالم المسيحي على تشجيع اليهود في الهجرة الى اسرائيل. في كانون الثاني في 1904 جاوب البابا برسالة: (نحن لا نستطيع ابداً ان نتعاطف مع الحركة الصهيونية ، …وبصفتي قيماً على الكنيسة لا استطيع أن اجيبك بشكل آخر. لم يعترف اليهود بسيدنا المسيح ولذلك لا نستطيع ان نعترف بالشعب اليهودي)
3- هرتزل وعبد الحميد
كان السلطان عبد الحميد الثاني مُلمًّا بالاهداف التبشيرية للصهاينة المسيحيين بالتحالف مع اليهود . أصدر السلطان عبد الحميد الثاني عام 1876 مذكرة قانونية بعنوان “مذكرة الأراضي العثمانية” أو كما هي في اللغة العثمانية “عثمانلي أراضي قانوني” وحسب هذه المذكرة القانونية منع السلطان عبد الحميد الثاني بيع الأراضي العثمانية وخاصة الفلسطينية لليهود منعًا باتًا وجهز وحدة شرطة خاصة للقيام بهذا الأمر ومتابعته، كما خصص السلطان أوقاتًا محددة وقصيرة لليهود الراغبين في زيارة فلسطين.
رأى هرتزل أن السلطان عبد الحميد الثاني عائق كبير أمام الأهداف الصهيونية بفلسطين. قبل عبد الحميد الثاني وساطة ووافق على مقابلة هرتزل حيث اجتمع معه في حزيران/ يونيو 1896.وحسب الوثيقة التي وثقت هذا الاجتماع، بدأ هرتزل قوله بتعبيره عن خالص احترامه وتقديره للسلطان الكبير عبد الحميد الثاني ومن ثم تطرق إلى موضوع فلسطين قائلًا ” كل ما نريده هو قبولكم لهجرة اليهود لفلسطين لا لشيء سوى إنقاذهم من التمييز البشع الذي يتعرضون له في أوروبا والقيصرية الروسية وأتعهد لكم في مقابل قبولكم هذا بسداد جميع ديون الدولة العثمانية وحتى تزويد الميزانية والخزينة العثمانية بفائض عن حاجتها”.
فرد عليه السلطان العثماني بالقول “لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليس ملكٌ لشخصي بل هي ملكٌ للدولة العثمانية، … والله لإن قطعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلى عن شبرٍ واحد من فلسطين”.
4- انقلاب حزب الاتحاد والترقي و خلع السلطان عبد الحميد
أن حزب الاتحاد والترقي هو نتاج لمؤامرة لاتينية لعب الماسونيون الدور الأكبر في حياكة خيوطها. نقل السفير البريطاني لوثر في اسطنبول هذا الرأي لوزارة الخارجية في لندن. وقد أشار السفير في تقريره المذكور إلى حزب الاتحاد والترقي مستخدماً تعبير:” اللجنة اليهودية للاتحاد والترقي…”. ومن جانبه أجرى مستشاره فيتزموريس المزيد من التحري حول المعارضة التركية وتحديداً ما يتعلق بحزب الاتحاد والترقي، ولخص ما توصل إليه من نتائج في تقرير سري رفعه باسمه إلى سير شارلز هاردنغ بوزارة الخارجية بتاريخ 29 مايو 1910. أشار فيتزموريس في تقريره إلى أن الشعارات التي رفعها حزب الاتحاد والترقي في الوقت ذاته شعارات الماسونية وأصبحت الآن الشعار الذي ترفعه حركة تركيا الفتاة. وفي تقريره المطول الذي تكون من أكثر من 5000 كلمة ادعى تقرير السفير لوثر بأن اليهود هيمنوا على شبكة ماسونية ومن خلالها على الإمبراطورية العثمانية.. ومما قاله السفير البريطاني بأن من أبرز المشاركين في المؤامرة الماسونية اليهودية على تركيا السفير الأمريكي في تركيا أوسكار شتراوس (يهودي أيضاً) “.
من الجدير ذكره أن الحركات السرية العربية والتي كانت تدعو إلى الانفصال عن الدولة العثمانية كان قادتها من الماسون وتبوأ هؤلاء المناصب القيادية أيام الانتداب والاستعمار المباشر. وما زال الكثير من قادة الأنظمة العربية من الماسون وهدف الماسونية المعلن هو بناء هيكل سليمان في القدس على أنقاض الحرم الشريف.
5- المسلمون الصهاينة اشد كفراً ونفاقاً
دعنا نقارن ما بين صهيوني مسلم بالهوية وصهيوني يهودي حارب في فرقة الكوماندوز في الجيش اليهودي ووصل سابقاً لعضوية الكنيست.
قال مدير معهد أبحاث الشرق الأوسط في جدة، إننّا نحن كعرب علينا أنْ نعترف وندرك أنّ القدس هي رمز دينيّ لليهود أيضًا، ومقدس مثل قداسة مكة والمدينة للمسلمين، وعلى العقل العربي أنْ يتحرر من الموروث الناصري ومفهوم الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي الذي غرس ثقافة كراهية اليهود وإنكار حقهم التاريخيّ في المنطقة.
وأضاف عبد الحميد، خلال مداخلة على قناة “الحرة” الأمريكيّة، أعتقد أنّ القرار، أيْ قرار الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، سيُحدث صدمةً إيجابيةً في تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات. ولكن أي مفاوضات سلام يعلمنا بها هذا الخبير الاستراتيجي الخطير؟
كتب الصهيوني اليهودي يوري افنيري في 9/12/2017 :”مجموعة من متعصبي اليمين اليهود الامريكان بما فيهم صهر الرئيس ترامب (جاريد كوشنر )
يعملون على اعداد خطة سلام منذ شهور والتي عرضها كوشنر على محمود عباس وبن سلمان وآخرين. اما الخطة فتقترح ( ما يسمى ) دولة فلسطينية متقطعة الاوصال في الضفة الغربية. والقدس تم استثناءها من الخطة تماماً. كما أن تلك الدولة ستكون بلا جيش.” يقول افنيري :” إن تلك الخطة هي مجرد جنون . لن تجد فلسطينياً واحدا ولا عربياً واحداً يقبل مثل هذه الخطة … بالنسبة للقدس فهي ليست للمسلمين مجرد مدينة. إنها ثالث الحرمين الشريفين والمكان الذي اسرى منه نبي الاسلام الى السماء . بالنسبة لاي مسلم فإن التخلي عن القدس هو أحد المستحيلات. أما قرار ترامب بالنسبة الى القدس ففي أهون العبارات فهو قرار غبي .”
يبدو أن يوري افنيري أحسن الظن وكأنه لم يعرف أن بعض الحكام العرب قد قايضوا القدس ومستعدين لمقايضة مكة للحفاظ على كراسيهم وليس فقط مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جدة والذي اثبت ان الصهاينة المسلمين أشد كفراً ونفاقاً حتى من الصهاينة اليهود.
الملخص المفيد : ليست المشكلة مشكلة نقل سفارات وإنما هي صراع حضارات .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]