يُحيي المسلمون في كل العالم ذكرى المولد النبوي الشريف، ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، صاحب أهم رسالة وأكثر رسالة غيّرت في وجه التاريخ، أكثر الرجال تأثيرًا بالتاريخ وفق أبحاث عديدة، نبي العرب والمسلمين، الذي جاء لينقل العرب من حياة القبائل والسطو والفوضى والجاهلية إلى الحضارة والدولة القوية والدين والأخلاق، جاء ليتمم الأخلاق، وثار على عادات سيئة كانت متجذرة بين العرب منذ مئات السنين، فكان أهم الثوار في التاريخ.
ورغم مرور نحو 1500 عام أو أقل بقليل من مولد الرسول الكريم، لا زالت الأمة الإسلامية من أكثر الأمم في العالم التي تذكر نبيها يوميًا وتمدحه ولا تنساه، وبين ذكر الرسول ومدحه، والسير على نهجه بالأخلاق وفي كل شيء، ما حال الأمة الإسلامية؟ سؤال علينا أن نسأله، ونضيف عليه بعض الأسئلة، أين نحن من الرسول؟ كم ابتعدنا عن سالته؟ وهل ما تعيشه الأمة اليوم أقرب لما جاء به الرسول أم لما حاربه الرسول من جهل ومن دمار؟ وأخيرًا .. كم علينا أن نعتذر من رسولنا الكريم؟
لا يمكن أن تذكر حال العرب والمسلمين اليوم دون أن يخطر ببالك ما يحصل في الأمة من مجازر ودمار، ورغم أن ما يحصل في سورية بالسنوات الأخيرة يشغل الإعلام بشدّة، إلّا أننا لا نستطيع أن نذكر ما يحصل في سورية ونسيان ما يحصل في اليمن، كما تحاول بعض الجهات في الأمة، ففي اليمن اليوم، ووفق منظمات دولية وعالمية، توجد أكبر كارثة إنسانية العصر، دمار ودماء ومجاعة وتهديد بانعدام المياه وانتشار أوبئة خطيرة .. وما علاقة الرسول في كل هذا؟ فضّل الرسول الشام واليمن على سائر بقاع الأرض، وقال في حديث صحيح ومؤكد: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا "وفي نجدنا؟" قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان / الى هنا ما جاء في الحديث الشريف.. فهل للأمة علاقة بما قاله الرسول؟ فالأمة اليوم وقسم كبير من رجال دينها "للأسف الشديد"، ساروا خلف "قرن الشيطان" الذي يحتل الحجاز ونجد، فتآمروا على الشام ودمروا فيها ما دمروا ثم سمحوا "لقرن الشيطان" أن يشن حربه على اليمن، فدمرها وأدماها، على اليمن الفقير المسكين والبائس بغير حرب أصلًا، وكل هذا بصمت الأمة وسكوتها، حولوا اليمن إلى أكبر مأساة إنسانية في التاريخ الحديث، شعب كامل تلتهمه المجاعة والكوليرا والخناق، وما زال المسلمون والعرب على صمتهم
ثار الرسول على القبلية التي كانت مشرشة في عرب الجاهلية، وجاء بالآية الكريمة من عند ربّه " إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فما هو حالنا اليوم؟ تمزقنا القبلية والفئوية والطائفية أكثر من أي أمة أخرى، عدنا إلى القبلية والعائلية بعد وفاة الرسول بأقل من 50 عامًا، مع إقامة دولة بني أمية وما زلنا حتى اليوم.
ثار الرسول على الجهل، وكانت أول الرسائل التي جاء بها "اقرأ"، واليوم في عصر التطور والعولمة، نسبة الأمية في أمة الرسول العربية المسلمة تفوق الـ40% ، ضعف معدل الأمية في العالم، هذا قبل الحروبات الأخيرة وما تسببته من دمار مستقبلي لأجيال قادمة تشردت وتحطمت أحلامها.
ثار الرسول على الغش والكذب والسرقة، واليوم يستشري الفساد في الأمة وتتربع دولنا العربية على رأس لائحة دول الفساد في العالم .
ثار الرسول على الكراهية والتخوين والغاء الآخر، ونحن اليوم تقريبًا الأمة الوحيدة التي فيها من يلغون أو حتى يذبحون كل من يختلف معهم فكريًا أو دينيًا .
ثار الرسول على قريش والجاهلية، لكنه بنفس الوقت حافظ على بعض عاداتهم الكريمة كالنخوة والكرم واحترام أشهر الحرم وغيرها، واليوم وبعد 14 قرنًا من مبعث الرسول، لا تحمل الأمة أي من صفات الرسول، ولا تحمل حتى صفات الجاهلية الجيدة.
.
في أمة يستخدم جزء كبير منها الدين للمظاهر فقط، ويتاجر بعض رجال الدين فيها بالدين وفق أهواء أسيادهم، في أمة عادت إلى كل العادات التي ثار ضدها الرسول، وبشكل أسوأ مما كان حتى، علينا أن نسأل أنفسنا، هل ما زلنا على نهج ودين ما جاء ليتمم لنا الأخلاق؟ كم بقي في هذه الأمة من الأخلاق؟ وكم اعتذار يستحق منا هذا الرسول الكريم؟
آسفون
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الى متى هدا الحال كل يوم جريمة قتل وقلة حيا فاو كان في عند الناس هاي درة ايمان ومخافة الله لا يصلون لهدا الوظع