تتشح فلسطين وانصارها بالسواد بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم، الذي أدى الى انشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
وفي مئوية بلفور، يطالب الشعب الفلسطيني، بريطانيا بالاعتذار عما فعلته آنذاك.
دور اسرائيل هو تقطيع الاوصال والتواصل الجغرافي
وفي هذا الصدد، حاور مراسلنا المؤرخ الفلسطيني، جوني منصور الذي قال بحديثه مع بكرا:"لا شك في ان قرن من الزمان على هذا التصريح (الوعد) هو فترة زمنية طويلة إذا ما قسناها مع صراعات وقضايا أخرى حصلت في التاريخ الانساني عبر الزمن. ولكن في هذا ما لدينا ان نقوله وهو ان دول العالم لو كانت معنية في حل الصراع بشكل جذري لقامت بذلك، لكنها وخصوصا الدول الغربية كعدد من الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية ترغب في تأبيد الصراع لكونها مستفيدة من وقوعه، إذ لها مصالح عسكرية واقتصادية في منطقة الشرق الاوسط.
لا بد هنا من الاشارة إلى ان اسرائيل كمنتج للتصريح تقوم بدور وظيفي في المنطقة، حيث ان مصالح الغرب في عدم قيام وحدة اراضي جغرافية في العالم العربي بين شمالي افريقيا والشرق الاوسط العربي، لهذا فدور اسرائيل هو تقطيع الاوصال والتواصل الجغرافي هذا. وايضا للتخلص من أزمات يهودية في اوروبا وقعت في نهاية القرن الـ 19 ومطلع الـ 20. وطبيعي ان تستفيد الدول الاستعمارية والتي لا تزال تقوم بدورها الاستعماري غير المباشر.وأعتقد انه حان الوقت على المجتمع الدولي ان يوقف معاناة الشعب الفلسطيني الذي كان ضحية مؤامرات ومصالح دولية اكبر منه، وكانت نتيجتها النكبة والكارثة الكبيرة التي اصابت هذا الشعب".
كتابي مؤلف من ثلاثة محاور مركزية
وعن اقتراب نهاية الاحتلال الإسرائيلي، يقول:" لا بد من الاشارة هنا إلى ان اي احتلال كالاحتلال الاسرائيلي المرفوض من قبل معظم الدول في العالم سيأتي إلى نهايته. لا يمكن لمثل هذا الاحتلال ان يعيش طويلا باعتماده على طرق القمع والقتل والتدمير والسلب... علما ان الشعب الفلسطيني اخذ على عاتقه مقاومة الاحتلال بكل الطرق، والآن هو يقاوم بدون سلاح... وحتما سينتصر على الاحتلال ويتخلص منه. كما ان نهاية الاحتلال ستساعد من خلاص المجتمع الاسرائيلي من الخوف وظاهرة الفوبيا، ومن كونه مجتمعا متوترا ومفزوعا. فالاحتلال بمفهومه الفلسفي هو كارثة على طرفيه/ المُحتَل والواقع تحت الاحتلال. لكن الواقع تحت الاحتلال يعاني الامرين والشدة".
وحول كتابه "مئوية تصريح بلفور"، يقول:" كتابي مؤلف من ثلاثة محاور مركزية وهي المحور الاول: دراسة تفصيلية للطرق والوسائل والاساليب التي اعتمدتها الحركة الصهيونية في الوصل الى هدفها وهو الحصول على هذا التصريح. وهنا لا بد من الاشارة إلى ان قيادات الصهيونية واجهواى معارضة شديدة من اوساط اليهود غير الصهيونيين في اوروبا وخصوصا في بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة، الذين رأوا في هكذا تصريح تدمير للمجتمع اليهودي، حيث ان الحكومات التي ستعرف بالتصريح او بعد صدوره ستتعامل مع اليهود في اراضيها بكونهم غرباء. بالإضافة إلى ان المعارضين ارادوا الحفاظ على منجزاتهم عبر القرون من مكانة سياسية واجتماعية واقتصادية حققوها واكسبتهم الكثير. لكن تيار المؤيدين والعاملين على تحقيق هذا التصريح وبالرغم من كونهم قلة إلا انهم نجحوا في مسعاهم وتناغموا مع مصالح بريطانيا في الأساس بعد ان جربوا او حاولوا الحصول على تصريح من المانيا وفرنسا وغيرهما من الدول".
وأردف:"المحور الثاني: التصريح ذاته، اي تحليل مركباته الثلاث التي اولها هو اعتراف بأن اليهود هم شعب وبالتالي يستحق ان يقيم له دولة. في حين ان التصريح لم يعترف بوجود الشعب الفلسطيني انما تعامل معه على قاعدة الطوائف".
اما عن المحور الثالث، يقول:"تداعيات التصريح فلسطينيا وعربيا وعالميا وتحويله إلى قرار دولي من خلال اصدار عصبة الامم لصك الانتداب في العام 1922".
وانهى كلامه قائلا:" اقول للشعب الفلسطيني ألا ييأس فحتما ستكون نهاية للصراع والالام والخسارة. واضيف ان عليهم التمسك بالثوابت وفي مقدمتها في هذه الذكرى البائسة المطالبة بإلغاء التصريح والدفع نحو إقامة العدالة الحقيقية وهي ان الشعب الفلسطيني يستحق ان يعترف به كشعب وان يعترف بدولته التي يسعى ويحلم الى تحقيقها في فلسطين ارضه ووطنه".
[email protected]
أضف تعليق