فقدت عدة عائلات في السنوات الأخيرة أبنائها بسبب الإصابة بالنوبة القلبية وبشكلٍ مفاجئ، وما جمع بين العائلات هي قسوة الرحيل، فقد لقي عدد من الشباب في عمر الورد مصارعهم جراء نوبات قلبية لئيمة، لم تمهلهم لتحقيق أمانيهم، ففارقوا الحياة، وهم في أوج عطائهم، منهم من ترك عائلته وأولاده والبعض الآخر كان يجهز نفسه للزواج، قبل رحيله المبكِر، جرّاء تعرضه لسكتة قلبية حادة.
د. عمري – النوبة القلبية: الوقاية والعلاج
هذه المشاهد القاسية التي لا تمحوها الذاكرة، ولا يغيب الأحباء رغم الرحيل، لها تفسيرات طبيّة، يحدثنا عنها الدكتور محمد عمري، مدير قسم القلب في المستشفى الانجليزي، ويشرح بإسهاب أمراض القلب وبينها السكتة القلبية والنوبة القلبية.
يقول د. عمري أنّ السكتة القلبية هي الوضع الذي يتوقف فيه القلب عن العمل، أو يقوم باضطرابات في النبض، قد تكون سريعة لدرجة ألا تقوم بضخ الدم للجسم، وبعدها يتوقف القلب رويدًا رويدًا عن النبض، وفي الحالتين تكون النتيجة النهائية هي توقف القلب عن العمل. ويحمل اسم السكتة القلبية.
أما أسبابه فهي: ليس تشخيصًا، وإنما نتيجة لوضعية معينة، في معظم الحالات التي ينتهي الألم بالسكتة القلبية، يكون السبب هو نوبة قلبية – حيثُ يحدُث انسداد في شرايين القلب الذي يكون مفاجئًا وهذا الانسداد يؤدي للجلطة – النوبة القلبية. ومن مضاعفات الجلطة أنه يمكن أن تحدث سكتة قلبية، بشكلٍ مفاجئ ودون إشارات مُسبقة.
ولا تحدُث النوبة القلبية دون أساس أو مُسبب، فقد يكون المُسبب هو مرض السكري أو الضغط أو دُهنيات لم تُعالَج أو التدخين، وعادةً لا تكون لسبب واحد بل أكثر من مُسبِب، وتكون النتيجة انسداد في الشرايين، وإذا ما توفرت هذه العوامل في شخص معيّن، فإنه مهيئ لحدوث نوبة قلبية ونتيجتُها تحدث أيضًا السكت القلبية – والخطر الذي نخشاه في حالات النوبة القلبية، فأغلب الوفيات من النوبة القلبية تكون على كل سكتة قلبية أو اضطرابات النبض التي تؤدي للسكتة القلبية.
أكثر من 95% من هذه الحالات التي تُحدث السكتة القلبية تسبقها نوبة قلبية أو نوبات
ويوضِح د. عمري أنّ أكثر من 95% من هذه الحالات التي تُحدث السكتة القلبية تسبقها نوبة قلبية أو نوبات وقد يشكو المريض قبلها من ألم أو ضغط في صدره أو يعرف، أو يشعُر بضيق في التنفس، وفي الكثير من الحالات يصعُب الوصول بالتشخيص العادي الذي يقوم به الأطباء، وقد لا ينجح الأطباء بالقيام بتخطيط، إذ يتوقف القلب عن العمل أصلاً، ولا يتبقى للفحص الطبي سوى تشريح الجثة بعد الوفاة، وهي التي تُثبت في العادة أنّ أكثر من 95% من المُسببات للسكتة القلبية هي النوبة القلبية، والتي جاءت بفعل اضطرابات نبض أو أمراض وراثية، أو اضطرابات في الكهرباء بالقلب، وحالات وراثية تحدث في صمامات القلب بفعل ضيقه أو حالات خُلقية تولد مع الإنسان بسبب مشاكل القلب، وتظهر في جيل صغير، وقد تُسبب نوبات قلبية للصغار أو الشباب، وهي حالات نادرة الحدوث.
يضيف د. عمري: "إنّ العاهات الخُلقية الوراثية في القلب يمكن ان تُسبب لسكتة قلبية، دون النوبة القلبية، وهذه تحدث عادةً لكبار السن، وتعند التشخيص نتأكد أنّ سبب الوفاة هي السكتة القلبية، أما بالنسبة لأصحاب الأجيال الصغيرة أو الرياضيين، الذين لا يبدون بأنّ لديهم استعدادًا لنوبة قلبية، فقد يكون السب هو التصلب أو الضيق في الشرايين، وهؤلاء قد لا يعرف الأهل والأطباء أنّ لديهم مشكلة غير مُكتشفة أو مُشخّصة وفجأة تظهر على شكل سكتة قلبية، واضطرابات في النبض ومشاكل الصمامات منذ الولادة وقد تكون مشاكل في عضلة القلب وتؤدي إلى سكتة قلبية.
الحزن والتوتر يؤديان لسكتة قلبية
يستبعد د. محمد عمري أن تكون هنالك علاقة بين الفرح والسكتة القلبية، بينما يرى أنّ هناك علاقة بين الاضطراب النفسي الصعب والخوف والإرهاب الممارس في العالم، الذي قد يؤدي إلى زيادة ارتفاع في النبض ونتيجة التوتر قد تتغير هرمونات الجسم لدى الإنسان المتوتر، ويصبح غير قادر على الاستعداد لتقبُل نوبة قلبية.
، ويشدّد د. عمري مرة اخرى على ضرورة وصول المريض بأسرع وقت ممكن إلى المستشفى ليتمكن من الحصول على العلاج المناسب الذي يحمي قلبه من السكتة أو النوبة القلبية.
[email protected]
أضف تعليق