نجح الدكتور إياد نظمت خمايسي (45 عامًا)، من بلدة كفر كنا، بالسير عبر طريق شاق وصعب، لينجح في تحقيق حلمه البعيد بإيجاد علاج جديد في التنظير، ما أتاح فتح أفق واسع للتغلب على أمراض مستعصية متعلقة بالأمراض الباطنية.
عن تخصصه ورؤيته المستقبلية وعالم التغيير التقينا بالدكتور إياد خمايسي، ليحدثنا عن عالم الطب قائلاً: "كانت البداية باختياري للتعليم الجامعي في كلية الطب في جامعة تل أبيب، حيثُ تخرجتُ من جامعة تل أبيب، وبعدها انتقلت للتخصص في مستشفى رمبام في واحد من أقسام الطب الباطني، وأنهيت التخصص الأوّل في الطب الباطني بامتياز، ومباشرةً بعد التخصص الأول تابعتُ التخصص الثاني في معهد الجهاز الهضمي والكبد في رمبام، وأنهيته في العام 2005 بامتياز، ثم تابعتُ عملي في معهد الجهاز الهضمي في مستشفى رمبام وأكملتُ في مجال التنظير، بعد إنهاء التخصص الأول في الباطني والطب الداخلي وبعدها اخترتُ التخصص بأمراض الجهاز الهضمي والكبد، وبعدها انتقلتُ إلى التخصُص الأعلى في مجال التنظير المتقدم في الجهاز الهضمي، كما سافرت إلى فرنسا للتخصُص في التنظير المتقدِّم.
قبل عامين عُينتُ مديرًا لقسم التنظير المتقدم للجهاز الهضمي Advance Endoscopy في وحدة ضمن معهد الجهاز الهضمي، في التنظير المتقدم، وإلى جانب عملي في مستشفى رمبام فأنا أعمل كاستشاري لأمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير في مستشفيات الناصرة، وإحدى العيادات الخاصة التابعة لكلاليت في العفولة، وفي مستشفى الإنجليزي والعائلة المقدسة.
• أهمية متابعة الأطباء للتدرُج العلمي؟!
ليس هنالك إمكانية أن يقول الطبيب: "لقد أنهيتُ تعليمي"، ففي الطب المجال واسع ومتطور باستمرار، ومن المفترض أن يواصل الطبيب القراءة والدراسة بشكلٍ يومي، وعلى الطبيب المواظبة والتعلم والتدرب والعمل الدؤوب وفي مجال التنظير خاصة هناك قراءة نظرية وأخرى تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة التي تدخُل على الموضوع نفسه ما يتطلب من الطبيب المعرفة والاهتمام الكبيريْن.
وإلى جانب المواضيع النظرية على الطبيب التدرُب على الأجهزة الجديدة، وقد يتطلب الأمر السفر إلى دولٍ أخرى بهدف التدريب على هذه الأجهزة.
• التطور والتنظير المتقدم في المستشفيات العربية في الناصرة غير كافٍ!
للأسف ما زال واقع التنظير في بدايته، وهناك إمكانية للقول أنّ التكنولوجيا المتقدمة Advance Endoscopy، في التنظير ما زالت غير موجودة في المستشفيات العربية، لذا نوجه المرضى عادة إلى مستشفيات رمبام.
ويؤكد د. خمايسي أنّ هناك نقصًا في المستشفيات العربية من حيثُ الرؤية العامة والتوجيه والرؤية المستقبلية فليس هنالك تخطيط أو لجنة عليا يهمها وضع برنامج استراتيجي.
• مشاكل الجهاز الهضمي!
هناك مشكلة الأورام في الجهاز الهضمي والمتعلقة بالتهابات الجهاز الهضمي، وأورام الجهاز الهضمي، خاصة أورام الأمعاء الغليظة - القولون.
يشار أنّ هناك ازدياد ملحوظ في الوعي، فقبل 20 عامًا، كان هنالك فرق واضح بين اليهود والعرب في نسبة انتشار المرض، أورام جهاز القولون، وآخر خمس سنوات وحتى اليوم هناك تقارُب، وتقريبًا مساواة في هذا الموضوع، فهناك ازدياد طردي بين نسبة أورام الجهاز الهضمي في المجتمع العربي وبين الازدياد في فحوصات المناظير الذي يتم بواسطتها اكتشاف هذه الأمراض وازدياد التوجه لإجراء فحوصات المنظار، لاكتشاف المرض، بينما في الماضي، كانوا يظنون أن هذه الأمراض نادرة وليس هناك حاجة لاكتشافها- عبر وسائل الاكتشاف المبكر بل على العكس أصبحت نسبتها متساوية مع الوسط اليهودي، لدرجة أنه يجب أن نفعل نفس الوسائل للاكتشاف المبكر الموجودة أيضًا في الوسط اليهودي، وعلى المريض الإسراع بإجراء عملية لضمان النجاح.
يقول د. خمايسي: إنّ نمط الحياة والتغذية والحركة تؤثر في انتشار الأمراض الخطيرة، ويقول إنّ فحص منظار القولون هو الفحص الرئيسي والأهم للكشف المبكر عن أمراض سرطان القولون وتنظير القولون بإمكانه أن يُخفض من نسبة انتشار الأورام في الجهاز الهضمي بما يفوق الـ 90%-80 وهناك إمكانية لإجراء عملية المنظار للتقليل من نسبة الإصابة بورم الجهاز الهضمي، بما يقارب الـ90%، فالمنظار يقلل من نسبة الإصابة بهذا المرض، لاكتشاف الزوائد اللحمية في مراحلها الأولى. فإذا تمّ استئصالها وهي صغيرة يُمنع تطورها في المستقبل لمرض وراثي معين، وأي ورم في الجهاز الهضمي له مصدر أو أساس وقد يكون زائدة لحمية صغيرة جدًا، غير سرطانية، إذا تمّ استئصالها يزول خطر الورم كليًا، وإذا تمّ تركها فخلال السنوات القليلة، سيتحوّل الورم الصغير إلى سرطان، لذلك فإنّ عمليّة التنظير مهمّة جدًا.
أما بما يتعلّق بالتقرحات في القولونو فهي عبارة عن التهابات غير ورميّة، وبالنسبة لموضوع الوراثة في هذه الأمراض، هناك عامل وراثي نسبته 5%، بالنسبة لأمراض الجهاز الهضمي، وإذا كان هنالك إنسان لديه حالة أو أكثر من حالة للإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، المفروض أن يتجه مباشرة إلى طبيبه ليتم توجيهه لإجراء فحوصات المنظار.
نصائح لمن يُجري عمليات جراحية
إنّ السياسة الحديثة اليوم في الطب هي المنع أو الوقاية قبل الورم، ويمكن بالتالي الشفاء منه بواسطة إجراء عمليات المنظار لكل إنسان، حتى لو لم يكن يعاني من مضاعفات أو عوارض، وفوق جيل الـ 50 عامًا، على الرجل أو المرأة التوجه إلى الطبيب لإجراء عملية المنظار، حتى لو لم يعاني من أوجاع، فهذا الأمر متعلق بالعوارض، أو إذا كان لديه أقارب من درجة أولى أو ثانية يعانون من نفس المرض، عليهم أن يتوجهوا إلى شخص خاص، بما أنّ هناك وقاية منه فعلى كل إنسان أن يتوجه إلى الأطباء، والنقطة الثانية وجود إمكانية للاستعاضة عن عمليات مفتوحة، كالتالي يمكن إجراؤها من خلال عملية المنظار، وهناك إمكانية للاستشارة الطبيب المختص لفحص إمكانية الاستغناء عن العملية المفتوحة.
يوصي د. خمايسي بما يتعلق بالأورام والالتهابات والتقرحات، باعتماد النصائح العامة المتعلقة بنظام التغذية وأولها الإقلاع عن التدخين وعن الكحول والحفاظ على وزن مناسب، والإكثار من الرياضة والطعام الغني بالألياف النباتية، والإقلال من الدهون الحيوانية قدر الإمكان.
[email protected]
أضف تعليق