حذاري.. حذاري ثم حذاري من الفتنة الطائفية!
"نظرة اخرى للتعامل مع الطائفة المعروفية"
يمر مجتمعنا العربي في الداخل بظروف شديدة الخطورة والتعقيد على خلفية العملية الاخيرة في القدس، والتي قام بها كما يبدو ثلاثة شبان من الداخل، وقتل فيها شرطيان شابان من ابناء الطائفة العربية الدرزية.
ادعو بداية كل ابناء شعبنا من ابناء كل الطوائف والأديان الدرزية المسيحية والاسلامية، واصحاب التوجهات السياسية المختلفة، الى التحلي بروح المسؤولية الوطنية والأخلاق الانسانية.
في مثل هذه الظروف الحساسة علينا جميعا مضاعفة الحذر الشديد من الفتن ومحاولات الاصطياد بالمياه العكرة، كالاعتداء الجبان على المسجدين في بلدتنا المغار والذي رفضه ويرفضه كل عاقل وشريف بصرف النظر عن انتماءاته.
ان نداء الديانات السماوية، والوطن الواحد والضمير الإنساني يدعونا الى الترفع عن دعوات الفرقة والتنابذ والفتنة ، وارجو من الجميع ان يعمل كل واحد على إصلاح الأخطاء والخطيئات التي ظهرت في كتاباتهم وتصريحاتهم وأقوالهم، وذلك بنشر كلام المحبة والوفاق والاحترام وتأكيد معاني الوحدة والتضامن والتعاضد بيننا.
لقد رفضنا في لجنة المتابعة بكافة مركباتها العملية الاخيرة في القدس المحتلة، واعتبرناها تسيء الى قضية شعبنا الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، خصوصا أننا متوافقون منذ عقود على أن نضالنا في الداخل هو نضال مدني جماهيري وسلمي.
كما وقدرنا موقف اهلنا ابناء العائلتين الثكلى في حرفيش والمغار، وما ظهر منهم من حكمة ومسؤولية وتعقل، وحرصهم على النسيج الاجتماعي والوفاق الأهلي في البلدات العربية وخصوصا القرى المختلطة . وهنا اجدد تعازي الصادقة لأسرتي الفقيدين ولوالديهم أبناء بلدتي المغار وجيراننا في حرفيش.. لا اراكم الله مكروها بعزيز وانا لله وانا اليه راجعون.
ان مقاربتنا السياسية البحتة للحادثة لم تَر المشهد برمته ، وغفلت عن الأبعاد الاجتماعية والإنسانية داخل مجتمعنا العربي، فقد تعاملنا معها بمنطق خصومتنا المشروعة والمستحقة مع الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك، الذي نعتبره رأس كل خطيئة .
اعتقد انه آن الاوان ان ندرك خصوصية الحالة التي نحن فيها، وان نتعامل مع الحدث المؤسف والمحزن بمنطق آخر يتعدى البعد السياسي البحت، الى الأبعاد الجوهرية الاخرى، والتي تتعلق برؤيتنا الوحدوية للمجتمع العربي بكل طوائفه ومكوناته، واعتبارنا الصادق للطائفة المعروفية الدرزية انها طائفة عربية اسلامية، وهي جزء اصيل من نسيجنا الاجتماعي والديني والوطني والانساني، الذي لن نفرط فيه ، وسنسعى الى الحفاظ عليه وتعزيزه بكل السبل الممكنة، وذلك على خلفية إهمال الجماعة الوطنية في الداخل لعشرات السنوات للتواصل الجاد والدؤوب مع ابناء الطائفة الدرزية ، وعدم دعم واسناد القوى السياسية الوطنية في الطائفة من خلال التمثيل الحقيقي في لجنة المتابعة العليا والقائمة المشتركة.
ما زال امامنا متسع للعمل مع اخواننا المعروفيين الدروز في الكثير من الميادين ، لتجاوز الازمة الحالية ، وبناء منظومة علاقات متينة من التعارف والتعاون والتعاضد، بعيدا عن الاوهام والخرافات والجهل تجاه الطائفة الدرزية أبنائها.
[email protected]
أضف تعليق