لقد ترعرعت في حارة الفوار في مدينة شفاعمرو وهي حارة مختلطة من مسلمين ومسيحيين ودروز ولم نكن نعرف اننا ننتمي لهذا الدين أو ذاك الا في حصة الدين لتذهب كل مجموعة إلى الصف الذي يتعلم تعاليم ديانته.
في الأعياد كنا نتبادل الكعك ليكون موجودا في بيوتنا في كل المناسبات بغض النظر عن اسمها. لا يمكن أن أقبل باي شكل من الأشكال أن اعتبر جاري مغايرا لمجرد انه ولد في بيت حدد له هويته الدينية دون أن يختارها هو. جميعنا اخوة في هذا الوطن وعلى هذا التراب الذي نحبه كما نحب إنسانيتنا. لتسقط كل المحاولات والنعرات المتعصبة التي تجعل منا فرقا وجماعات فئوية.
انا احب الإنسان وكل انسان حسب أخلاقه وتصرفاته وانسانيته ولا صلة لدينه بموقفي منه وارفض أن يكون لديني أي اعتبار في نظرة الآخر الي.
ان الأصوات التي تثير النعرة الطائفية هي أصوات البوم التي تزعق فوق رائحة الدم وفي الخراب. فلا تدعوا الغربان تنعق في فضائنا المشبع بالمحبة واللحمة والمحبة الصافية التي تجمعنا من كل الأطراف والاطياف. وفي الأمس تزوج ابن أخي لاشاهد في زفافه حضورا من كل الطوائف التي رفعت راية الفرح وردمت الفجوات ومدت محبتها جسرا فوق كل الاختلافات. احب كل الطوائف لاني احب الإنسان اصلا.
[email protected]
أضف تعليق