تقترب زيارة ترامب بخطوات واسعة، مصحوبة بضجة ائتلافية جديدة، بهيئة مصارعة بالوحل بين نتنياهو ونفتالي بينت، واحراج البيت الابيض بمعادلة لم يُعلن عنها: القدس الموحدة كعاصمة لاسرائيل.
وما الذي اخرجناه من جعبتنا هذه المرة؟ القدس – العاصمة الابدية للشعب اليهودي – مسألة حساسة ، ذات وقع قوي، تستحث التحدي، ومثار للخلاف والانقسام.
هل القدس حقة واحدة وموحدة؟ هل القدس وحدها المأوى المناسب للسفارة الامريكية؟ هل القدس هي الورقة الرابحة في الانتخابات؟ هل القدس غير قابلة للتقسيم؟ وترسخ الى الابد "التأكيد" على انه ليس هنالك من شريك، حيث ان الفلسطينيين غير قادرين على تقبّل هذا الامر؟؟
في مقال سابق، قبل حوالي شهر، ادعيتُ بانه ما لم نقم نحن باختيار الاوراق الهامة بالنسبة لنا بطرح خطة سيلسية للتسوية – فان ترامب سيختار "اوراقه هو" في هذه الاثناء يبدو اننا بدلاً من طرح خطة من بنات افكارنا – فاننا نحاول محاصرة ترامب داخل وعوده الانتخابية بنقل السفارة الامريكية الى القدس وبتصريحه عن ان القدس الموحدة هي عاصمة اسرائيل – وهو تصريح يتجاوز تلك الوعود. ويجدر بقراره بقراره عدم زيارة حائط المبكى (البراق) بصحبة نتنياهو ان يؤكد للملأ انه غير عازم على التصريح بان القدس الموحدة هي عاصمة اسرائيل.
لدى ترامب طريقة لتنفيذ وعوده دون ان يقيّد نفسه بما يحاول بينيت ونتنياهو ان يلزماه به. نقل السفارة الى القدس – نعم، القدس عاصمة لاسرائيل – نعم، القدس الموحدة – ملا، المخرج المناسب لترامب في غياب اقتراح اخر يستطيع الفلسطينيون الموافقة عليه هو : السفارة الاميريكية في اسرائيل بالقدس الغربية، والسفارة الامريكية في فلسطين بالقدس الشرقية.
القدس الموحدة لم تكن عاصمة اسرائيل قبل ضم القدس الشرقية الى اراضي الدولة بعد العام 1967 . واختيرت هذه المدينة سابقا كعاصمة لاسرائيل ليس بسبب قدسيتها (اذ لم يكن فيها هيكل عندما اختارها الملك داوود) ، بل بسبب كونها منطقة واقعة خارج نطاق ممالك الاسبط اليهودية المتنازعة: يهودا _سبط داوود) وبنيامين ( سبط شاؤول الذي كان ملكا على سائر اسباط اسرائيل)، تمما مثل واشنطن في الولايات المتحدة، التي اصبحت بعد آلاف لاحقة من السنين منطقة خارج الولايات التي تتشكل منها الولايات المتحدة الامريكية.
ان توحيد القدس، الذي ضمّ اليها عشرات القرى والاحياء الفلسطينية التي لم تكن أبداً تابعة لها – قد خلق حالة صعبة، بوجود قرابة 40% من أصحاب حق الاقتراع للانتخابات البلدية، هم فلسطينيون، وما لم نُحسن العودة الى القدس اليهودية، فان مسألة رئيس بلدية عربي للقدس ستكون مرهونة بقدرة الفلسطينيين الان على جلب اصحاب حق الاقتراع الى الصناديق الانتخابية . هذه المشكلة، التي نشأت مع ضم اراضي وسكان فلسطينيين الى القدس – شبيهة بالاشكالية التي قد تنشأ وتطور في المستقبل اذا ما كرّرنا نفس الخطأ، وقمنا بضم اراضي الضفة الغربية سوية مع سكانها.
ان اعادة القرى والاحياء الفلسطينية التي سبق ان ضُمت الى القدس للمنطقة المخصصة لدولة فلسطين، كقاعدة للقدس الفلسطينية، أو مدينة القدس كما يسميها المسلمون منذ ان اصبحت مقدسة بنظرهم، وكذلك اتاحة حرية العبادة والطقوس الدينية للديانات الثلاث – انما هو الحل الواجب اقتراحه على القدس ايضاً، من قبل رئيس امريكي عنيد يبحث عن صفقة، هذا هو الحل الافضل للقدس، لتعود ذات اكثرية يهودية، وهذا امر يصحّ لإبرام صفقة من النوع الذي يبحث عنه ترامب.
(كاتب المقال هو كوبي ريختر وهو رجل أعمال في مجال صناعة الهايتك، وعقيد سابق في سلاح الجو الاسرائيلي، ورئيس حركة "דרכנו" – "طريقنا")
[email protected]
أضف تعليق