يحيي الالاف من الداخل الفلسطيني، اليوم الخامس عشر من الشهر الجاري، ذكرى النكبة. تلك النكبة التي هجّرت الملايين من بيوتهم وشرّدت الالاف ونيّمتهم في العراة.
وسيكون احياء ذكرى النكبة هذا العام، وسط اجواء الحزن التي تعصف بمجتمعنا من قتل وعنف وسرقة. ودائما تحاول الأجيال السابقة تخليد رواية النكبة والحفاظ عليها لتذويتها في نفوس الأجيال القادمة.
كان يجب التشبت بالأرض
وقالت مريم تلّس بحديثها لموقع بُكرا:"النكبة هي الكارثة التي حدثت مع المجتمع الفلسطيني بالطبع هي امراً مهماً ، فقد خسروا البعض مما يملكون من بيوت واراضي واملاك وما الى ذلك ، حسب اعتقادي كان يجب التشبث بالارض اكثر حتى لو اسفرت عن وقوع ضحايا بعدد اكبر بكثير فكل حرية ولها ثمن والانتماء للوطن هو اكبر ثمن".
وانهت كلامها قائلة:"لكي احافظ على رواية النكبة اشرحها وافسرها للاجيال القادمة وغرس مفاهيم وحب الوطن والارض في قلوبهم واذهنتهم والعمل على انشاء محطات اذاعية بلغات العالم لكي نشرح لهم قضيتنا ونلقى الدعم من كل ارجاء العالم".
نعيش بنكبة أخرى
وقال ايهاب جبارين:" بداية موضوع النكبة عميق جدا ولا اظن ان الإجابة ستكون سريعة، لكن اعتقد اننا نعيش بنكبة لا تقل عن نكبة عام 1948، نحن نعيش في نكبة داخليّة فيها مجتمعنا يدمّر نفسه ويعيش بحالة فوضى عارمة دون بوصلة، وهنا محور تركيزي انا، كنت في السابق مهتم بالقضية الفلسطينية كثيرا، لكن اتضّح لي اننا نعيش على "اكمول" ومجتمعنا وضعه يسوء يوما بعد يوم".
واضاف:" نحيي يوم الارض وبعدها مباشرة يوم فلسطينيي الداخل وبعدها يوم النكبة وعندما ننتهي من ذلك، يأتي يوم الأسير ثمّ هب أكتوبر وذكرى الانتفاضة ولا ننسى الأعياد الدينية والمناسبات، بهذا يعيش مجتمعنا على شعارات رنّانة لا غير، ووضعه فقط يستمر بالتفاقم ويبعد عن الواقع".
وزاد:" انا مع احياء هذه المناسبة، لكن بالتأكيد ليس على حساب واقعنا، آلية إحياءهن يحب ان تختلف اليوم وعندما نصل لمستوى وعي وادراك كافي ممكن تغيير الالية".
واستطرد حديثه قائلا:" شعبنا تعبان للغاية، نحتاج الى الكثير من العمل والكثير الكثير، نحن نعيش بين 70 نكبة ونكبة".
وانهى كلامه قائلا:" اليهود يحيون ذكرى استقلالهم عن طريق الذهاب او استضافة أناس عاشت بتلك الفترة، نحن بامسّ الحاجة الى هذه الامور اكثر منهم، بدفا من ان نرقص ونرفع الاعلام ونتقاتل عليها، علينا الذهاب الى أناس عاشت تلك الفترة او استضافتها حتى ونرى كيف كانت ظروفهم ونستمع الى روايتهم على سبيل المثال".
علينا المحافظة على مفاهيم النكبة
وقالت ليان محاميد بحديثها لموقع بُكرا:" نكبة الشعب الفلسطيني هي احدى اهم المحطات السياسية والانسانية التي قلبت التاريخ وصنعت واحدا جديدا، حيث انها نكبت شعبا بأكمله وجعلت منه لاجئا، وخلقت مفاهيم جديدة، كحق العودة".
وزادت:"النكبة تعبر عن مأساة الشعب الفلسطيني الذي هجر من بلاده وسلبت منه ارضه، دون حول ولا قوة، خاصة انها كانت مؤامرة من قوى امبرايالية عديدة على مدى زمن طويل، وصعب منعها، لذلك هي تعد بوصلة القضية الفلسطينية والتي يجب ان تبقى محور اهتمام الشعب الفلسطيني، وغيره في كل بقاع الارض".
واختتمت كلامها قائلة:"علينا جميعا الحفاظ على مفاهيم النكبة، وان ننقلها جيلا بعد جيل، وان لا ننسى أحقيتنا في هذه الارض، ومن هنا وجب على كل فرد منّا ان يساهم في تنظيم نشاطات وطنية تروي قصة نكبة ال48 الدامية، وكل ما يعيشه الشعب الفلسطيني يوميا من عنصرية وقمع".
لم تنتهي عام 1948
من ناحيته، قال امير بشارات بحديثه لموقع بُكرا:" النكبة بالنسبة لي مستمرة حتى الآن، لم تنتهي النكبة سنة ٤٨، بل استمرت بالحكم العسكري بعدها وبممارسات الحكومات العنصرية حتى اليوم. نراها مرةً في قوانين عنصرية ضد الأقلية الفلسطينينة بالبلاد كقانون كامينيتس، قوانين المواطنة وغيرها، وعلى مر السنين في تهويد الجليل والنقب، عن طريق الإستيلاء على أراضي العرب، ونراها مرةً بالممارسات العنصرية ضد المواطنين منذ يوم الارض وشهداء يوم الأرض، شهداء الانتفاضة وقتل الشهيد المربي يعقوب ابو القيعان".
وتابع:"لو ان الدول العربية حينها لم تتآمر ضد الشعب الفلسطينين فكان بالامكان منع حدوث النكبة، ولكن الدول العربية قررت طعن الفلسطينين بالخلف وتخاذلت مع القوات الصهيونية".
وعن كيفية الحفاظ على رواية النكبة، يقول بحديثه الخاص لـ"بُكرا":"احافظ على رواية النكبة عن طريق قريتي المهجرة معلول في الجليل. نذهب كل الوقت لمعلول ونحيي قداس ثاني الفصح المجيد سنويًا. بالإضافة الى ذلك، امرر قصة معلول الى الاجيال القادمة، واذكر معلول في كل مكان اتواجد فيه".
وانهى كلامه قائلا:" لن نعود عن حق العودة، ولن يتحقق حلم چولدا مإير، فنحن شعب لا ينسى".
[email protected]
أضف تعليق