وفاة طفل عربي بابتلاع بطارية وأسرته تطالب "سوروكا" بالتعويض

قدّمت أسرة من إحدى القرى العربية البدوية في النقب، دعوة قضائية ضد مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، وضد صندوق عيادات "كلاليت" مطالبةً بتعويضها بمبلغ يزيد عن (2.5) مليون شيكل (أكثر من 650 ألف دولار)، متهمةً المسؤولين في المستشفى والصندوق بالإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة ابنها الطفل البالغ من العمر (16) شهرًا.

وقدّم الدعوة باسم الأسرى المحامي كرمي البستاني، وفي تفاصيلها أن الطفل جُلب غلى لعيادة وهو يعاني من ارتفاع شديد بدرجة حرارة جسمة، ومن تقيُّؤ وصعوبات بالابتلاع، وتبيّن من الفحوصات بالأشعة أنه قد ابتلع بطارية بحجم زرّ صغير فعلقت في قصبة المريء، وتمكّن الأطباء من اخراجها، لكن العملية سبّبت جروحًا في المكان، فتم تحويل الطفل إلى قسم الأطفال في مستشفى "سوروكا" لكن حالته ساءت فتم تحويله إلى قسم العناية المكثفة للأطفال، وبعد يوم (24 ساعة) تم تسريحه إلى المنزل، وورد في التقرير الطبي أنه "سُرّح في حالة جيدة عمومًا – لكنه ما زال يشعر بالوهن والضعف، الأمر الذي يستدعي استمرار العلاج"- حسبما جاء في تقرير التسريح.

انتفاخ في البطن!

وبعد حاولي أسبوع من تسريحه، بدأ الطفل يتقيأ دمًا، فجلبه ذووه إلى المستشفى نفسه، لكن حالته ازدادت سوءًا، وقرر الأطباء إجراء عملية جراحية في صدره (القفص الصدري) لكنه فارق الحياة.

وأرفق المحامي كرمي البستاني بالدعوى التي قدمها إلى المحكمة المركزية في تل أبيب- تقريرًا طبيًا مفصّلًا اعدته طبيبة خبيرة بطب الاطفال وبأمراض الجهاز الهضمي (لدى الأطفال)، وأثبتت فيه وقوع أخطاء من جهة الأطباء في معالجة الطفل، أدت إلى وفاته، ومن ضمن ذلك أن العملية الجراحية الأولى للمريء سبّبت له أضرارًا، وكان الطفل في هذه الأثناء يَسعُل بشدة، وأصيب بطنه بالانتفاخ ولوحظت افرازات متواصلة للقيح والبصاق (البلغم)، وبعد ستة أيام أصيب بنزيف في القسم العلوي من الجهاز الهضمي، ونتيجة لتفاقم هذا النزيف- مات الطفل.

وجاء في تقرير الخبيرة أنه كان من واجب الأطباء منذ البداية إجراء فحوصات للطفل بواسطة C.T او MRI، ولو جرى ذلك لكانت النتيجة مغايرة، مع الإشارة إلى أن إخراج البطارية لم يكن كافيًا، بل كان يجب معرفة آثار وتفاعلات المادة التي أفرزتها وخلّفتها في جسم الطفل، وفوق هذا كله، ارتكب الأطباء خطأ فادحًا آخر، وهو أنهم لم يحسنوا التعامل مع النزيف الدموي الحاصل في الجهاز الهضمي، ولو أحسنوا التعامل لكان بالإمكان انقاذ حياة المصاب.

وحتى كتابة هذا الخبر لم يصدر عن المستشفى وصندوق المرضى أي تعقيب على الدعوى ومضمونها.