أحاول مجددًا الغوص عميقًا في شوارع حاراتك القديمة، وتلالك وتراب أرضك محدّقًا مطولًا لسمائك لعلّني وعساي أكشف بعض كنوز أسرارك المبهمة، فتصرخ أنفاسك في ليل السكون، لتبحث عن أمل جديد ينبعث في أجوائك حيث شلت فيها الآمال والعفوية، وخيم زمن الجنون، زمن العداء والتطرف.
نعم، سأعود بعد انقطاع ما يزيد عن عام لأتطرق لأوضاع مدينتي بعد أن كنت قد تعمّدت إعطاء فرصة للإصلاح والعمل وإعادة هيبتها، صورتها وماضيها كما عهدناها مثالا ومصدر فخرٍ واعتزاز.
مدينتي، أنا ككل مواطن فيكِ يعرف حق المعرفة ما تشعرين به من خيبة أمل وكآبة وأنك تعانين، فجرحك عميق نازف، وها نحن ننزف معك، نتحسّر ونتألم لتردّي أحوالك وظروفك التي تزداد سوءًا. قد تغري البعض دوّاراتكِ وورودك وأنوار قلعتك الخافتة، لكن هذا الهدوء شبه المطلق ما قبل العاصفة، يبعث على القلق، فحالك غريب، عجيب، عصبي، ومزاجيّة حالة الطقس وسياسة ترامب.
رغم ما تقدم لم أتطرق إلى عمق المستجدات والصراعات؛ أسبابها ونتائجها على الحلبة السياسية، وليس المقصود فقط بما يتعلق بالمؤسسة الكبرى، وإنما داخل كافة طبقات المجتمع العائلات والطوائف، وسأتناول بهذا التقرير قضية انتشار النفايات ورائحتها المنبعثة والمنتشرة في أجواء المدينة والسيارات الراكنة والراكدة على الرصيف، والتي غدت بؤرًا وأعشاشا للقطط والجرذان والثعابين، وقضية انتشار الكلاب المشرّدة التي تخيف الكبار والصغار، وهي تتجول في الشوارع والساحات والحدائق الخاصة، متحرّرة من فضلاتها أينما يحلو لها، والمواطن الضحية يدفع الثمن، تلحق بالنّاس لدرجة أن هناك عددًا من الصبايا والأطفال يخافون السير في بعض الطرق التي تشكّل مأوى للكلاب.
أنا شخصيًا، كغيري من أبناء البلد، أواجه هذه المشاكل خلال جولتي الرياضية الصباحية، فالوضع لا يطاق ويشكل خطرا حقيقيًّا على المارة فإلى متى، وهل هذا ما يستحقه المواطن؟
زاويتي، توجّه باسم المواطن الشفاعمري نداء وصرخة من الأعماق إلى المؤسسة الكبرى، مطالبة فحص ودراسة ما تقدم وإيجاد الحلول لوضع حد لمعاناة المواطن وهذه أبسط الخدمات المستحقة، ومن ناحية أخرى، وتوخّيًا للمصداقية أقول أنّ للمواطن دورًا كبيرًا في الحدّ من أي ظاهرة سلبيّة، وعليه أخذ المسؤولية، والقيام بواجبه تجاه بلده والمحافظة على نظافتها، أمنها، واستقرارها.
زاوية رماح بدورها ستتابع الموضوع وتطوراته وستطرح مشاكل المواطن!
كلنا أمل بأن يلاقي هذا النداء آذانًا صاغية لتبقى مدينتي ورصيفها الأجمل، فالمواطن مقتنع ومؤمن بحقه في الحرية، وحق مدينته في الحياة، وهذا الإيمان أقوى سلاح!
ففي النهاية أقول أنّ الأمور لا تقاس بمقدار ما تعهّدت به، ولكن بمقدار ما حققته.
والله من وراء القصد.
[email protected]
أضف تعليق