قصة لا يتوقف أبي عن سردها:
"كنتُ في الصف الرابع في مدرسة قريتنا التي هُجرنا منها عام 48 (بيت نبالا). كنّا نصغي باهتمام لشرح أستاذ الدين سورة العلق. أتذكر المشهد بوضوح، سمعنا طلقات نارية خلف نافذة الصف. فجأةً، فوجئنا بأستاذنا إبراهيم أبو طوق يصرخ فينا: اختبئوا تحت المقاعد، ثم سمعنا صوت إطلاق نار في الصف، كان الأستاذ إبراهيم يخرج مسدساً من خاصرته، ويطلق النار على دورية راجلة من (الهاغاناه)، تمر خلف المدرسة، ثم رأيناه من تحت المقاعد، وهو يخرج ويواصل إطلاق النار في الخارج. أيامٌ فقط (والكلام ما زال لأبي) فصلت بين تهجيرنا وهذه الحادثة. غادر الأستاذ إبراهيم إلى الأردن مع الآلاف من أبناء شعبنا، عمل مدرساً في صويلح، وتوفي في أوائل السبعينيات."
أية لغة تستطيع إسماعكم صوت ارتجاف قلبي أمام طلقات المعلم العظيم؟
لأصمِتْ إذَن ولأختبئْ تحت المقعد قرب خوف أبي، فضجيج الطلقات عالٍ، ولن يسمَعَني أحد.
المصدر: الايام
[email protected]
أضف تعليق