هل أصبحت مواقعُ التواصل الاجتماعي أداة للإشاعةِ والفرقةِ والتحريضِ والتخوينِ ؟ لقد أصبحت بعض الكتابات والتعليقات والصور السلبية في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي قد توشك أن تُصبح أداة من أدوات الإشاعات والتحريض والتخوين والإنحلالِ والكراهيةِ والقذفِ والتطاول والابتزاز .
لغة الإساءة والتخوين من بعضنا تجاه البعض لا تجوز في ظل الأجواء والإضطراباتِ والظروف السياسيةِ الصعبةِ التي نعيشها فلا يجوزُ لأحدٍ تحقيرُ غيرهِ من الناس أو قذفهِ لمجرد خلاف أو او عدم تلاقي مصالح فإن ذلك يُحَرّمه الإسلام وكل الشرائع السماوية والقوانين والعادات والتقاليد والقيم الانسانية والاخلاق ،على الرغم من الافاق الواسعة لتبادل الأفكار والآراء إلا أنّ الإساءة في إستعمالها قد أصبحت ظاهرة ضارة ومؤشر خطير يهدد النسيج الاجتماعي ويحدث توترات باتت تهدد سلامة وأمن واستقرار المجتمع .
هل يمكن أن يتواضع هؤلاء ويعترفوا بأنه لا أحد إلا الله تعالى يحتكر الحقيقة والكمال؟! إنّ ظاهرة (التخوين) التي شاعت فى المجتمع العربي للأسف، هذه المحنة التي إبتُلينا بها مؤخرًا الخيانة شيء بشع، وأسوأ ما يُوصف به إنسان أنه خائن، لذلك يجب أن نتريّث كثيرًا قبل إلقاء التهمة، ونعلم أنها ليست بالشىء الهيّن، ولا يجوز أن نطلقها ونحن نتسامر جالسين في المقاهي والدواوين غافلين معناها وأثرها.
خوِّن غيرك اليوم يُخوِّنُك آخر غدًا.. ويحدّثنا التاريخ أن التخوين إذا تحول إلى هوس جماعي فإن أول من يتم تخوينهم هم غالبًا أشرف الناس وأصدقهم.
ألم تر أن أول من ابتُلي بالتكفير، وهو في جوهره نوع من التخوين، هو سيدنا على بن أبى طالب. لم يشفع له أنه إبن عم رسول الله وربيبه، وزوج ابنته المحبوبة، وفارس الإسلام المبرز، وتلميذه فى فقه الدين، ومع ذلك وجد الخوارج الجرأة أن يُكفِّروه، وهم حديثو العهد بالإسلام، فيما تورع هو عن تكفيرهم، وهكذا حين تعم البلية ويسهل التخوين فإن التهم تُلقى جزافًا،ولا تصبح هناك عصمة لأحد.
إخواتي، فلنعاهد أنفسنا على أن نَكُفّ عن إستخدام هذه الكلمة المقيتة لأي طرف مهما اختلفنا معه. إذا كانت الغيبة هى أكلك لحم أخيك ميتًا، فإن وصفك له بالخيانة كأنك تذبحه!
أدعو الله من كل قلبى ألّا يصدّنا المكِبر عن النصيحة، وأنا أولكم، ولئن أخطأنا سابقًا فخير الخطّائين التوابون، وما نحن إلا بشر خطّاء بطبعه.
[email protected]
أضف تعليق