إن ما يحصل في مجتمعنا العربي الفلسطيني من جرائم بشعه وقتل وعنف تدمي لها القلوب وتدمع له العيون فما هو الا ارهاب مجتمعي خطير يهدد مجتمع باسره ففي الآونة الاخيرة تتصاعد وتيرة الاجرام واصبحت مقززة حيث انه ومنذ بداية هذا العام قتلوا 11 شخصا وهذا العدد الكبير يستصرخ الجميع ويدوي في كل مكان وفي كل بلد وفي كل زاوية ونحن كمجتمع نعول على الشرطة ونلومها ولكن علينا ان نلوم انفسنا كمجتمع لان الخلل فينا أولا، نحن اصبحنا عنيفين جدا لا نتحمل بعضنا البعض فالضغط على الزناد اصبح سهلا للغاية والتفاهم والحوار معدوم ففي آخر الزمان تكثر الفتن وهي من علامات الساعة، وما يحصل اليوم في مجتمعنا العربي ما هو الا تصديق لما قاله رسولنا الكريم " إن الامة الإسلامية لا احد يقدر عليها إلا إذا هي سمحت بذلك"، فها نحن اليوم متخاذلون ونعاني من التفكك والتمزق الاجتماعي والتشرذم والفتن والعنف والقتل والجريمة المستشرية بمجتمعنا، نحن لا نعمل الكثير من اجل إصلاح ذات البين ومحاربة الفساد والجريمة ومحاربة الفتن التي تنتشر في مجتمعنا العربي بشكل كبير.
لقد صار وضعنا من سيء إلى أسوأ، وصارت أمورنا تدار على يد الشباب المتهور الذي يقودنا الى الهاوية ويزرع العنف ويضر بشكل فاضح بالنسيج الاجتماعي القائم بيننا كمجتمع عربي فلسطيني محافظ ويحترم العادات والأعراف، ان سبيل النجاة من الفتن هو ان تتنازل عن حقك في الدنيا وتسامح وان كان الصبر على ذلك شاقاً على النفس فيجب التزود بالأعمال الصالحة وهذا المطلوب من اجل الوقاية من الفتنة قبل وقوعها، فمن كان يملك أسباب الفتنة فليتخلص منها فاجتنابها حفظ رباني أكثر من كونه كسباً بشرياً، فدائماً خذ بالأسباب واستعن بالله.
هناك ضرورة ملحة لغرس مفاهيم الإخوة بين أبناء المجتمع الواحد والتسامح بينهم وكظم الغيظ والتسلح بالخلق الإسلامي ونبذ كل مقومات العنف والجريمة، علينا جميعاً ملقاة مسؤولية كبيرة ان نحارب ظاهرة العنف في مجتمعنا ونزرع بدلا من القتل الخير والحب والتراحم وبث روح الوحدة والوئام وثقافة التسامح وحل الخلافات بالحوار والنقاش البناء المبني على الاحترام المتبادل، فهو عنق مقيت يطول الجسد ويفتك النفس ويسبب ازمات نفسية وخاصة لدى الاطفال.
اننا مطالبون جميعاً باقتلاع هذه الآفة الخطيرة من جذورها لأنها تهدد مجتمعنا بالتفكك والانهيار وتدمير نسيجه الاجتماعي، فهذه الآفة خطيرة جداً وتداعياتها اخطر من الأمراض الخبيثة، نحن مجتمع متقاعس وكسول وغير مبال لا نبادر من اجل العمل على عقد مؤتمرات ومحاضرات وقائية وحوارات وث روح التآخي من اجل محاربة الجريمة والعنف والقتل في مجتمعنا، نحن مجتمع لا نرى الخطأ الا عندما يقع الفأس بالرأس، نحن مجتمع اتكالي وعديم الإحساس بالمسؤولية، نحن جيل فاشل وغير مبال ويمكن ملاحظة ذلك على مستوى الفرد والمجتمع وكل يعد نفسه عابر سبيل ويعيش بعالمه الخاص ولا يعنيه ما يحدث في مجتمعه، نحن مجتمع يتكلم الكثير عن الأخلاق ولا يطبقونها، لنكن صادقين مع أنفسنا ولا نضع اللوم على الحياة والظروف والشرطة فالكل يتحدث عن العنف ولكن لا احد يفعل شيئا حياله، نحن بحاجة الى خطوات تستبطن الصدق حقيقة .. ولعل هذا هو ما يلزم ان يُفعل وان يُقام به عوضا عن تلك الجعجعة المتواترة من الكل يومياً حول نبذ العنف .
لا يمكن انهاء العنف والقتل بالتنظير ونحن خلف الشاشات وعن طريق شبكات التواصل الاجتماعي حيث نلقي اللوم على الشرطة والمؤسسة والقيادة ونحن لا نحرك ساكنا في سبيل وقف سيل الدم الذي اصبح ظاهرة خطيرة واصبحنا مجتمع غير مبال لا يحركنا البكاء والعويل ولا يدغدغ ضمائرنا ونبض قلوبنا التي اصبحت ميته الاحساس وارواحنا تشكو من الافلاس وايامنا تدور بين الترف والاكل والسهر والنوم هل نحن خير امة قد اخرجت للناس ؟؟
[email protected]
أضف تعليق