الأغلى يعني كونه الأثمن والأكثر أهميةً، هذه قاعدة عامة تقريباً عند شراء أي شيء، وتنطبق في أغلب الأحوال على شراء الكُتب، لكن إلى كم قد يصل هذا الغلو عندما نتحدث عن تلك الكلمات المسطورة داخل أوراق عادية بين غلافين؟

دعنا إذاً نوفِّر عليك عناء البحث عن الإجابة، ونعرفك على أغلى كتب موجودة في العالم.

1- مخطوطة ليستر

تعد مخطوطة “ليستر” الأكثر أهمية بين المجلات العلمية التي كتبها الفنان الإيطالي “ليوناردو دافنشي”، وسُميت بهذا الاسم نسبة لمدينة “ليستر” البريطانية، إذ كان أول من اشتراها “توماس كوك”، حاكم المدينة في عام 1719.

وتتكون المخطوطة من 72 صفحة، وتضم العديد من أفكار “دافنشي”، المتعلقة بعلم الفلك، والمياه، والصخور، وتعتبر مثالاً رائعاً للعلاقة بين الفن والعلم، ومن أكثر ما يميز تلك المخطوطة طريقة كتابتها، فقد كُتبت بطريقة المرآة من اليمين إلى اليسار، ووصفها “أليكس بورتولوت” مدير معهد “مينيابوليس” للفنون بأنها ليست وثيقة بسيطة، إنما هي فوضوية للغاية؛ فلم تُكتب بها الأفكار بتسلسل، وإنما بشكل عفوي في جميع أنحاء الصفحة.
وأصبحت مخطوطة “ليستر” في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1994 ملكاً لمؤسس شركة مايكروسوفت “بيل غيتس”، بعدما اشتراها من دار”كريستيز” للمزادات بمبلغ 3.8 مليون دولار، وأوضح “غيتس” أن تلك المخطوطة تعتبر مصدراً للإلهام، وأن حب المعرفة كان الدافع الرئيسي وراء شرائها، مما جعله يقوم بإتاحتها للعرض في المتاحف، فتُعرض كل عام في متحف مختلف.

2- الوثيقة العظمى

حرّر هذه الوثيقة نبلاء الملك “جون” بإنكلترا، وصدرت عام 1215، وأُجريت عليها بعد ذلك بعض التعديلات، لتصدر النسخة النهائية عام 1297، ووصفت بالميثاق العظيم للحريات في إنكلترا.

ونصَّت الوثيقة على أنه لا أحد فوق القانون بمن فيهم الملك، كما أوضحت العلاقة الجديدة بين الملك ورعاياه، ويوجد إلى الآن ثلاثة بنود من الوثيقة موجودة كجزء من القانون البريطاني.

فيما منحت تلك القوانين الحرية للكنيسة في إنكلترا، كما ضمنت الجمارك، والحريات لمدينة لندن، وأهم ما تنص عليه منع الاعتقال التعسفي، وبيع العدالة.
وبِيعت نسخة نادرة جداً من “الوثيقة العظمى”، في ديسمبر عام 2007 في دار “سوذبي” للمزادات بمبلغ 21.3 مليون دولار، إذ اشتراها رجل الأعمال الأميركي “ديفيد روبنشتاين”؛ لإبقائها في أميركا، وظلت معروضة في إدارة المحفوظات والوثائق الوطنية منذ عام 1988.

3- إنجيل سانت كوثبرت

يعد من أصغر النسخ المتبقية من المخطوطات “الأنجلو سكسونية”، إذ يبلغ حجمه 13 سم × 9 سم تقريباً، وهو عبارة عن نسخة مخطوطة من إنجيل القديس “يوحنا”، مكتوب باللغة اللاتينية.

ويبلغ عدد صفحات المخطوطة 94 ورقة، لا تزال في حالة جيدة إلى الآن مقارنةً بوقت كتابتها أواخر القرن السابع، واكتشفت عام 1104 عند فتح تابوت القديس “كوثبرت” في كاتدرائية “دورهام”، لوضعه في الضريح الجديد.
وأعلنت المكتبة البريطانية في أبريل عام 2012 شراء المخطوطة بمبلغ 14.3 مليون دولار، وذلك بعد إطلاقها حملة لجمع التبرعات في يوليو عام 2011، لتتمكن من إتمام عملية الشراء.

4- مزمور الخليج

يتضمن هذا الكتاب ترجمة لسفر “المزامير متري”، إلى اللغة الإنكليزية، وطُبع لأول مرة في ولاية “ماساتشوستس” كأول كتاب مطبوع في أميركا الشمالية البريطانية عام 1640، وأعيد طبعه بعد ذلك عدة مرات، وظل مستخدماً لأكثر من قرنٍ من الزمان.

وبيعت الطبعة الأولى من الكتاب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، في مزادٍ علني بدار “سوذبي” للمزادات بمبلغ 14.16 مليون دولار، وأكدت الدار أن رجل الأعمال الأميركي “ديفيد روبنشتاين” هو من اشتراها، وتعهد بإعارتها للمكتبات في جميع أنحاء البلاد.

5- صلاة روتشيلد

يعود تاريخ هذا الكتاب إلى القرن السادس عشر، وظل مملوكاً لعائلة “روتشيلد” في بلجيكا لعدة سنوات، ويضم بداخله زخارف ورسومات رائعة من الزهور، والحشرات، والشخصيات المقدسة، والأسطورية.

كُتب هذا الكتاب باللغة اللاتينية، وأبعاده هي 22.8 سم × 16 سم، وعدد أوراقه 254 ورقة، ويظل المالك الأصلي للكتاب مجهولاً، ولكن هذا النوع من المخطوطات كان يقتصر امتلاكه على النبلاء والملوك.

عُثر عليه في أواخر القرن التاسع عشر، ضمن ممتلكات عائلة “روتشيلد” في فيينا، وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية أرغمت حكومة النمسا عائلة “روتشيلد” على التبرع بعدد كبير من الأعمال الفنية المملوكة لها إلى متاحف النمسا، ولكن بعد العديد من الضغوط الدولية عاد الكتاب إلى عائلة روتشيلد مرة أخرى عام 1999.

فيما اشترى رجل الأعمال الأسترالي “كيري ستوكس” الكتاب في يناير/كانون الثاني عام 2014، مقابل 13.6 مليون دولار من مزاد “كريستي” بنيويورك، وأعاره إلى المكتبة الوطنية الأسترالية في “كانبرا”.

6- إنجيل هنري الأسد

تجمع هذه المخطوطة عدداً كبيراً من الصلوات والأدعية في صفحاتها البالغ عددها 266، منها 50 صفحة للرسوم التوضيحية فقط، ومزينة بماء الذهب لترمز إلى قوة وثروة مالكها، وتعود ملكية المخطوطة إلى “هنري الأسد”، دوق إمارة “ساكسونيا” الألمانية في القرن الثاني عشر الميلادي.
وظلت المخطوطة محفوظة في كاتدرائية “براغ”، حتى اشتراها الملك “هانوفر” عام 1861، وأخذها معه أثناء سفره إلى النمسا بعد عزله، وهي موجودة الآن في مكتبة “هيرتسوغ أغسطس” بألمانيا، وذلك بعدما اشترتها الحكومة الألمانية من مزاد “سوذبي” بلندن عام 1983 بمبلغ 11.7 مليون دولار.

7- طيور أميركا

يعود تاريخ الطبعة الأولى لهذا الكتاب إلى ما بين عامي 1827 و1838، ويضم الكتاب حوالي 435 صورة توضيحية مرسومة باليد للطيور الموجودة بأميركا الشمالية، واستمر الفنان “جون جيمس أودوبون” حوالي 13 عاماً للانتهاء من هذا العمل الفني، جاب خلالها ولايات أميركا الشمالية لرسم سلالات مختلفة من الطيور.

وبعد الانتهاء من الكتاب الأول، قرر “أودوبون” إنتاج طبعة جديدة أقل تكلفة، وتحتوي عدداً أكبر من الطيور، فيما توجد النسخة الأصلية من الكتاب في مكتبة “واتكينسون” بكلية “ترينيتي”.

وقد اشترى تاجر الفن “مايكل تولماش” نسخة كاملة من الطبعة الأولى من الكتاب بمبلغ 11.5 مليون دولار في صالة مزادات “سوذبي” عام 2010، وقبل ذلك في عام 2000 بيعت إحدى النسخ المكتملة للشيخ القطري سعود الثاني، في مزاد “كريستي” العلني، مقابل 8.8 مليون دولار، بينما اشترى مجهول أميركي النسخة الكاملة المملوكة لورثة دوق “بورتلاند الرابع” عام 2012 في دار “كريستي” للمزادات، مقابل 7.9 مليون دولار.

8- حكايات كانتربري

تتمثل هذه الحكايات في مجموعة من القصص، بدأ الشاعر “جيفري تشوسر” تأليفها عام 1387، وسردها على لسان زائري ضريح القديس “توماس” في كاتدرائية “كانتربري” بإنكلترا.

واستطاع “تشوسر” باختياره لهذا المكان أن يمثل طائفة واسعة من المجتمع في الحكايات؛ وذلك لاختلاف الرتب والمهن التي تزور الضريح، ولكنه لم يستطع إكمال مائة حكاية كما كان ينوي نظراً لوفاته، إذ لم يُكمل سوى 24 حكاية فقط.
وبيعت النسخة الأصلية من الكتاب في يوليو/تموز عام 1998 في مزاد علني بمبلغ 7.5 مليون دولار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]