في إبداع آخر وجديد تمكن الجراح جواد خلايلة ابن مدينة سخنين والمجتمع العربي بتقديم علاجاً جراحياً جديد، مبتكراً يستند على خبرته من مهارات جراحية عالية مع تقنيات استنبطها مؤخرا من جامعتي هارفرد وكامبردج مما ساهم بإنقاذ سمع سيدة من منطقة الكريوت، وقد تداولت المواقع والصحف العبرية هذا الابداع.

"فقدت سمعي" هكذا صرخت ميخال بعد تنظيفها لاذنها الوحيدة التي تسمع بها، "فقد أدخلت القطنة وقت تنظيفها عميقا عن طريق الخطأ، وفجأة فقدت سمعي وشعرت بألم شديد يرافقه نزيف من اذني" تتابع ميخال "عندها ادركت انني خرمت اذني الوحيدة التي اسمع بها، ومع ألمي كنت حائرة وعديمة الحيلة".

ميخال فقدت سمعها بأذنها اليمنى بجيل مبكر وهي تستخدم اليوم سماعة لاذنها اليسرى، "بالإضافة لكل ما الم بي خلت ان لا اسمع بعد اليوم بتاتا وان افقد وظيفتي التي تعتمد على سمعي بمخاطبتي للناس اثناء العمل".

فور وصولها الى قسم علاج "أنف، اذن، حنجرة" بمشفى زفولون عرضت حالتها على الطبيب الاختصاصي، وبعد فحصها تأكد ان اسوأ ما يمكن قد حدث.

الإصابة سببت بتدمير كلي لطبلة الأذن

الدكتور جواد خلايلة الجراح في هذا المجال يقول: "بأغلب هذه الحالات فإن المبنى الاساسي لطبلة الاذن لا يتغير بالرغم من الخرم الجديد وبهذه الحالات فان احتمالات الشفاء جيدة حتى بدون اي علاج يذكر، لكن بحالة ميخال الامور كانت مختلفة تماماً فالإصابة ولسوء حظها سببت بتدمير كلي لطبلة الأذن، وكان من الواضح بان نسبة الشفاء ستكون شبه مستحيلة بحالة أن تركت بدون اي علاج".

ويشير الدكتور جواد خلايلة : " لم يكن لدي أدنى شك بانه وجبت الجراحة لإنقاذ هذه " الأذن الغالية" كونها الأذن الوحيدة التي تسمع بها، اضف الى ذلك فالخرم بالأذن يجعلها عرضة للالتهابات المزمنة وقد تؤدي الى تداعيات صحية خطيرة بسبب زرع خلايا جلدية داخل الاذن الوسطى، "ما يعرف ب خوليستياتوما "، ومن شأنه ان يهدم كل المباني والاعضاء الهامة كجهاز التوازن واعصاب الوجه وحتى الدماغ".

ويضيف خلايلة : "قمنا بمحاولة بترتيب الامور لهذا الجرح والتئام الأذن بالطرق التقليدية المتوفرة بالعيادة باء بالفشل كون استعمال المكروسكوب يعطي مجالاً للجراح باستعمال كلا اليدين ولكن مجال الرؤيا كان غامضا لكون مبنى الأذن لا يتيح ذلك".

فالدكتور جواد، الذي يعمل ايضاً جراحاً خبيراً بأكثر من مستشفى والذي نفذ اكثر من الف عملية بمجال الجراحة المجهرية بالذات باستعمال التقنيات الحديثة عالمياً بعمليات الجيوب الانفية المعقدة ومسطحة الدماغ، قام مؤخراً باستكمالات لتطوير مهارات جراحية وتقنيات في مجاله وتكريسها بمجال اخر بجراحة الأذن بجامعتي هارفرد وكامبريدج.

ويؤكد الدكتور جواد : " هذا الدمج بين مهارات يومية تكون فيها صاحب تجربة عميقة تأتي بها وتستعملها بمجال اخر يجعلك تشعر وبرغم حداثة الامر وكأنك فعلت هذا مراراً وتكراراً اكثر من غيرك الذين اتو الى هذا المجال بدون هذه الخلفية بالرغم من تخصصهم بجراحة الأذن بالطرق الكلاسيكية".

أما الطرق المستعملة فيقول خلايلة : "لميخال اعطيت حق الاختيار بين امكانية العلاج بغرفة العمليات بالطريقة الكلاسيكية مع كل ما في الامر من مخاطر البنج الكلي والجروح الكفيلة بمكوثها بالمستشفى لعدة أيام، وبين تطبيق تقنية الاولى بالمستشفى باستعمال التقنيات المتوفرة بالأجهزة المجهرية الضوئية التي تكشف كل خفايا الاذن ولكن بصعوبة الجراحة بيد واحدة الامر الذي يتطلب مهارة عالية ولكن العلاج فوري بدون اي جرح خارجي".

ومن حظ ميخال أنها وافقت بعد ان شعرت بمهنية طبيبها، وتم استعادة طبلة الأذن لحالتها وزرع مثبت من فوقها وكانت الفرحة كبيرة جدا بعد اسبوعين حين ازالة المثبت وظهور النتيجة النهائية التي اكدت على النجاح التام، وعودة نعمة السمع لها.

يقول الدكتور جواد: "اود ان استثمر هذه الفرصة من اجل رفع درجة الوعي والتنبيه من استعمال مسك الأذن بغية تنظيفها فهو كفيل بان يحدث اضراراً كتكون تكتلات صمغية بالأذن او تلوث جرثومي ونادرا قد تؤدي لخرم الأذن".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]