إن ما جرى في بلادنا العربية خلال السنوات الست الماضية تحت عنوان زائف اسمه ثورات الربيع العربى، تحوّل اليوم إلى إرهاب عالمى مُنظّم، ومدمّر هدفه تفكيك البلاد الموحدة وفى مقدمها (مصر وسوريا)؛ لم يكن الهدف أبداً هو الحرية والديمقراطية والعدالة، وهى قِيَم عظيمة يتمنّاها كل مثقّف وكل إنسان؛ لقد كان الهدف هو التدمير والفوضى، وهو عين ما جرى فى سوريا وليبيا والعراق، ولولا ثورة 30/6/2013 في مصر لكانت قد تحوّلت إلى ما يشبه السيناريو الليبي أو السوري، فوضى وخراب وحرب أهلية وجماعات تدّعي الجهاد والتديّن، يقاتل بعضها بعضاً بعد أن قاتلوا (الوطن) وخرّبوه، ولعل في تأمّل المشهد السوري قبل انتصار الدولة السورية في حلب وبدء تحريرها لكامل البلاد من هؤلاء الإرهابيين، نقول لعلّ في تأمّله ما يؤكّد أننا كنا– ولانزال–أمام مؤامرة دولية وخليجية برعاية مخابراتية إسرائيلية وأمريكية، اُستخدمت فيها جماعات إرهابية تدّعي الإسلام والثورة، وفي دراسة توثيقية إحصائية مهمة صدرت عام 2016 عن مركز (فيريل للدراسات في ألمانيا) يوجد
رصد دقيق لأعداد الإرهابيين والدول التي أتوا منها إلى سوريا(كنموذج) وكان بيانها كالتالى :
1 – السعودية : عدد المقاتلين 24500 – عدد القتلى 5990 – عدد المفقودين 2700 (بين القتلى 19 امرأة سعودية).
2 – تركيا : عدد المقاتلين25800 – عدد القتلى5760 – عدد المفقودين 380 (وتكوّنوا من تركمان – الذئاب الرمادية – الجيش التركى).
3 – الشيشان : عدد المقاتلين21000 – عدد القتلى 5230 – عدد المفقودين 19250 (بين القتلى 16 امرأة).
4 – فلسطين : عدد المقاتلين 14000 – عدد القتلى 4920 – عدد المفقودين 670 (هؤلاء قدموا للأسف من المخيّمات / فلسطين – غزّة، وبدلاً من أن يحاربوا الصهاينة حاربوا السوريين بالنيابة عن (الصهاينة) بالطبع !!).
5 – تونس : عدد المقاتلين 10500 – عدد القتلى 4200 – عدد المفقودين 1260 (بين القتلى 45 امرأة وفتاة).
6 – ليبيا : عدد المقاتلين 9500 – عدد القتلى3940 – عدد المفقودين 1650 .
7 – العراق : عدد المقاتلين13000 – عدد القتلى3780 – عدد المفقودين 1200 (من بين هؤلاء المسلحين أعداد كبيرة من مجاهدى خلق وتنظيمات عراقية سلفية وهّابية).
8 – لبنان : عدد المقاتلين11000 – عدد القتلى3110 – عدد المفقودين 1080 (بين القتلى7 نساء بينهم فلسطينيون قادمون من المخيّمات الفلسطينية للأسف).
9 – تركمنستان : عدد المقاتلين 8600 – عدد القتلى3050 – عدد المفقودين 900 (بين القتلى 11 امرأة).
10 – مصر : عدد المقاتلين 7500 – عدد القتلى2100 – عدد المفقودين 870 .
11 – الأردن : عدد المقاتلين3800 – عدد القتلى1990 – عدد المفقودين 265 (من بين هؤلاء يوجد أردنيون من أصل فلسطينى).
12 – الباكستان : عدد المقاتلين4600 – عدد القتلى1380 – عدد المفقودين 590 .
13 – أفغانستان : عدد المقاتلين3600 – عدد القتلى1240 – عدد المفقودين 630 (بينهم أفغان عرب ممن ينضّمون تحت لواء تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن في قيادة التنظيم).
14 – اليمن : عدد المقاتلين2800 – عدد القتلى 1440 – عدد المفقودين 700 .
15 – كازاخستان : عدد المقاتلين 2550 – عدد القتلى1130 .
16 – أوزبكستان : عدد المقاتلين 2700 – عدد القتلى780 – عدد المفقودين 390 (بين القتلى 4 نساء).
17 – الكويت : عدد المقاتلين1900 – عدد القتلى640 – عدد المفقودين 8 .
18 – الجزائر : عدد المقاتلين1950 – عدد القتلى620 – عدد المفقودين 44 .
19 – المغرب:عدد المقاتلين2100–عدد القتلى610–عدد المفقودين130(بين القتلى 7 نساء).
أما المقاتلون - الإرهابيون - الأجانب فوفقاً لتقرير مجلس الأمن الصادر عام 2016 قد وصل عددهم إلى 30 ألف مقاتل من 100 دولة أبرزها روسيا – فرنسا – بريطانيا – بلجيكا – نيوزيلندا – السويد – فنلندا – الدنمارك – النرويج – الولايات المتحدة ودول أخرى، وهؤلاء المقاتلون ينتمون إلى 60 جنسية، ولقد تم التعرّف عليهم أكثر بعد هزيمتهم في (حلب) ومع معركة تحرير (الموصل) والعمليات الناجحة للجيش المصري في سيناء، حيث بالنسبة لتواجدهم في - سيناء على سبيل المثال - تم اكتشاف عام 2016 وحده حوالى مائتي عنصر مقاتل (200) وهم من جنسيات سعودية وشيشانية وأوكرانية وفرنسية ويطلق عليهم (كتيبة الأنصار) وجاؤوا بعد مبايعة تنظيم بيت المقدس في سيناء لأبي بكر البغدادى وبعد أن أسمى نفسه بـ(داعش ولاية سيناء) ويقود هذه الكتيبة المدعو حارث الدقان وهو سعودي الجنسية، ودخلوا مصر على أربع دفعات، وبأسماء مزوّرة وبطريقة طبيعية حيث لم تكن توجد قاعدة بيانات عنهم، وهم يتواصلون مع عناصر التنظيم في ليبيا وفي سوريا والعراق، وثمة شبهات كبيرة عن علاقاتهم بأجهزة المخابرات التركية والقطرية والإسرائيلية، لأنها جميعاً الأكثر استفادة من عمليات استنزاف وتدمير الجيش المصري، ومن قبله الجيشين السوري والعراقي.
هذا وبالإضافة إلى ما سبق من حقائق وأرقام فلقد أكّد العديد من المراكز المخابراتية البحثية الاستراتيجية الأجنبية المهتمة بظاهرة المقاتلين الأجانب على أهمية مقارنة عدد هؤلاء (المقاتلين) بعدد سكان كل دولة أتوا منها، وأنه ساعتها سنكتشف أن دولة مثل السعودية وتونس ولبنان والكويت، تأتي في مكانة متقدّمة في رفد وتمويل الإرهاب المسلّح في سوريا وباقي دول المنطقة بالإرهابيين، ونضيف أيضاً إلى هذه الخريطة ما ينتشر الآن في دول أوروبا من خلايا نائمة لهذا الإرهاب سرعان ما تستيقظ !! .
أما دلالة هذه الأرقام والحقائق السابقة فيمكن القول أن الدلالة الأولى فيها تتمثّل في أن إجمالي عدد الإرهابيين في سوريا وحدها قد وصل خلال السنوات الست الماضية وفقاً لتلك الأرقام والحقائق، إلى ما يزيد عن 360 ألف إرهابى من حوالى عشرين دولة (ثلاثمائة وستون ألف!!) ، وأن عدّة آلاف آخرين ينتشرون الآن في المناطق الساخنة في المنطقة (سيناء المصرية – تونس – ليبيا – العراق – مالي – نيجيريا .. إلخ)، أما الدلالة الثانية فهي تؤكّد على أن ما جرى في سوريا، وكذلك في سيناء (لأن نفس الجماعات المجرمة تعمل هناك) وفي ليبيا والعراق، لم يكن أبداً (ثورة) أو (إسلام) بل مؤامرة تم تجنيد إرهابيين من قرابة عشرين دولة إليها لكي يساهموا في تفكيك سوريا ومصر وليبيا والعراق.. وغيرها من البلاد العربية المركزية؛ خدمة للمشروع الصهيونى والغربي وعبر المال النفطي والدعم التركي، ولكن المؤامرة لم تنجح وفشلت في سوريا ومصر – تحديداً - رغم الأثمان الباهظة التي دُفعت؛ ونأمل أن يكون عام 2017 هو عام النهاية لهذه المؤامرة ولهؤلاء الإرهابيين الذين لم نجد ما ينطبق على قصتهم الطويلة الدامية مع المنطقة طيلة السنوات الست الماضية، وعلى دورهم التخريبي والفوضوي ، أبلغ من قوله سبحانه وتعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) صدق الله العظيم (سورة الكهف آية: 103-104). لقد ظنّوا، وظنُ محرّكوهم، أنهم يقيمون (ثورة) ويحسنون بها صنعاً؛ فإذا بهم يُنشئون خراباً ويضلّون الطريق ويخلقون الخراب حيثما حلّوا، فكانوا وعن جدارة (الأخسرين أعمالاً) خلال سنوات هذا الربيع الزائف !!.
المصدر: الميادين نت
[email protected]
أضف تعليق