د. عدنان زينة، مدير قسم الغدد الصماء وعمليات الأيض، السكري، المركز الطبي زفولون / خدمات الصحة العامة:

"إشراك المريض في نوعية العلاج يساعد في التزامه به أكثر وبالتالي موازنة السكر بشكل أفضل"

"يجب الامتناع في الشتاء عن تناول الأغذية التي ترفع السكر ولا يجب تحويل الجلسات الشتائية الى فرصة لتناول كل ما لذ وطاب"

"جميع علاجات السكري متوفرة لكن يجب على المرضى تطبيق توصيات الأطباء والمختصين والالتزام بها"





يطيب في هذا الوقت من السنة وفي هذه الليالي الباردة السهر برفقة الأهل والأصدقاء والتجمع حول المدفئة، لكن هذه السهرات لا تخلو من الحلويات والنقارش والمسليات والخبز المحمص، والفاكهة والحمضيات، وغيرها وغيرها من أغذية لذيذة تضع مريض السكري امام تحديات ومغريات من الصعب مقاومتها، لا سيما وانه في الايام الماطرة والباردة يتراجع مستوى النشاط الجسماني لدى الكثيرين.

يعتبر تناول هذه الأغذية امرا في غاية الخطورة لمريض السكري، إذ انها ترفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير خلال وقت قصير، وهنا يكمن الخطر. للحديث عن هذا الجانب، وعلاجات السكري، التقينا د. عدنان زينة، مدير قسم الغدد الصماء وعمليات الأيض، السكري، في المركز الطبي زفولون خدمات الصحة العامة ودار معه هذا الحديث...

يقول د. عدنان زينة: "السكري آفة آخذة بالازدياد بشكل خاص في وسطنا العربي، حيث ان نسبة مرضى السكري في مجتمعنا العربي تفوق النسبة في المجتمع اليهودي، ونسبة المرضى غير المتوازنين العرب أعلى مقارنة بالمجتمع اليهودي".

وأضاف: "بالنسبة لفصل الشتاء، تقل الحركة لدى الكثيرين منا بسبب المطر او البرد، والمكوث في البيت لفترات أطول، وهذا الامر يؤثر سلبيا على التوازن لدى مرضى السكرى، لذلك يجب الحفاظ على تغذية صحيحة وسليمة على مدار العام، ويجب التشديد على هذا الأمر في فترة الشتاء خاصة حيث تقل الحركة والنشاط".

يجب ان تحتوي لائحة الطعام لدى مريض السكري على جميع المكونات السليمة، ان كانت نشويات، بروتينات، وان تحتوي على الخضار، وان يكون تناسق بين المكونات الغذائية، فلا يعقل مثلا ان تتكون وجبة من النشويات فقط، كالبطاطا، أو الأرز أو المعكرونة، وبنفس الوقت لا يعقل ان تتكون الوجبة من الخضار فقط، وعلى مريض السكري ان يتجنب الإفراط في تناول الأغذية التي ترفع مستوى السكر، وفي هذه الأيام وبسبب البرد هنالك الكثير ممن يشعلون المواقد ويتناولون المسليات والفاكهة بكثرة او بدون حساب، ولذلك اثر وخيم وسلبي على اتزان نسب السكري، ويجب الامتناع عن ذلك ولا يجب استخدام الموقد كوسيلة للتسلية مع الغذاء، تحميص الخبز وتناول المسليات والنقارش، كميات فاكهة كبيرة، وغيرها، وهنالك من يعتقد ان من يتناول موزة واحدة وبرتقالة ونوع اخر من الفاكهة لا يضر، فهذه الأغذية قد ترفع السكري الى 250 - 300 وهنالك من يعتقد ان هذه تعتبر وجبة خفيفة لا تستحق تناول الانسولين، ولا يعلم انها وجبة بحد ذاتها قد ترفع نسبة السكري بشكل حاد، تحتم تناول العلاج اللازم، او اعتبارها ضمن جدول الغذاء اليومي".

ومضى في حديثه: "كما هو معروف نحن اليوم كاطباء غدد وسكري نحاول تقديم العلاج للمرضى من خلال اتباع ادوية وعلاجات لا تزيد من الوزن لدى مرضى السكري، او اختيار الإنسولينات التي تؤدي الى ارتفاع أقل في زيادة الوزن، في البلاد توجد جميع المكونات للعلاجات الصحيحة لمرضى السكري، والامر يبقى هو تجاوب المريض مع طبيب العائلة أو اختصاصي السكري او الممرضة والنصائح والتوصيات المقدمة بالنسبة لعلاج مرض السكري، والانصياع للتعليمات اللازمة".

اما بالنسبة للسمنة والسكري، فقال د. عدنان زينة: "يوجد رباط وثيق بين السكري والسمنة، فللسمنة عواقبها على ضغط الدم والدهنيات وأمراض القلب، لذلك هنالك حاجة ماسة لان يكون اهتمام بوزن المريض، فاذا كان وزن المريض زائدا أو في ازدياد، فنجاعة العلاج تقل. لذلك يجب ان يخفف مريض السكري من وزنه ارتفاع الوزن للحصول على العلاج الأنجع.

وعن العلاجات قال د. عدنان زينة: "غالبية العلاجات بالانسولين هي كهرمون انابولي - بناء، تؤدي الى زيادة في الوزن، لكن هنالك بعض الأدوية والعلاجات تؤدي الى ارتفاع نوعا ما اقل بالوزن، مقارنة بعلاجات أخرى، على سبيل المثال انسولين جلارجين يو 300، طويل الأمد، قد يؤدي الى ارتفاع اقل بالوزن، اليوم أغلب العلاجات هي عبارة عن دمج ما بين انسولين طويل الأمد ومجموعة الأدوية "glb1" ، ومن بين هذه المجموعات هنالك امكانية للدمج مع الفيكتوزا او اللوكسوميا او البايدوريون او تروليسيتي، وهذا الدمج قد يحد او يقلل من امكانية ارتفاع الوزن لان هذه المجموعة ككل تؤدي الى هبوط بالوزن، بالاضافة الى "الجلوكوفاج" ذا الخواص التي تساعد على تنزيل الوزن".

واختتم د. عدنان حديثه بالقول: "يجب ان يتلاءم علاج مريض السكري مع وضعية المريض، ولذلك يجب التعاطي مع امكانيات العلاج الكثيرة، وان نتعاطى معها بحسب وضع المريض وما يناسب المريض، بحيث ان يكون نوع من الاتفاق وطرح امكانيات العلاج امام المريض، واختيار العلاج المناسب مع المريض وبموافقته، مما يؤدي في نهاية المطاف الى تجاوب مع العلاج والالتزام به بشكل افضل، ولا يجب عرض امكانيات العلاج أمام المريض وان يختار العلاج المناسب الذي يتلاءم مع وضعه الصحي فحسب، إنما أيضا مع وضعه الاقتصادي، فلا فائدة مثلا من وصف علاج باهظ نوعا ما بالنسبة للمريض ولا يقدر على تحمله. اشراك المريض في نوعية العلاج يساعد في التزامه بالعلاج أكثر وبالتالي موازنة السكر بشكل أفضل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]