بسم الله باسط الارض التي نسير عليها وجاري السحاب التي تهطل بالغيث , نحمده على نعمه التي لا تحصى ولا تعد ونستعين به ونصلي ونسلم ونبارك على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
منذ بداية الالفية الثانية ارتفعت نسبة حوادث الطرق بشكل ملحوظ وسريع , فقد تشير الاحصائيات انه تقريباً كل ساعة هنالك حادث وفي كل عام يرتفع عدد ألضحايا , بالمقابل مع كل اطلاله فصل شتاء تشهد البلدات العربية فيضانات تُغرق شوارعها وفي بعض الاحيان تغزوا منازلها , قد انتهى الحبر من القلم وقد تعب اللسان من التحدث عن هاتين الظاهرتين , في هذه المقالة سوف نقف عند اسباب هاتين الظاهرتين وعرض حلولاً سائلين الله عز وجل ان تختفيا الى الابد.
كوننا نتحدث عن حوادث طرق وفيضانات فإننا نجول داخل شبكة المواصلات , لهذا قبل ذي بدأ سوف نعرض انواع وأقسام المواصلات في بلادنا. تُقسم شبكة المواصلات في البلاد الى نوعين شوارع طولية شمال جنوب تتميز بأرقام زوجية وأخرى شوارع عرضية شرق غرب تتميز بأرقام فرديه , كلاهما ينقسمان الى ثلاثة فروع ,الفرع الاول الخطوط القطرية التي تمتد على طول البلاد وعرضها وهي بمثابة العامود الفقري لشبكة المواصلات, ارقام هذه الخطوط لا يتعدى رقمين (شارع 1- شارع 6 - شارع 77- شارع 79) , الفرع الثاني الخطوط المحلية او ما تسمى الشوارع الرئيسية داخل البلدات والمدن وإشارتها لا تتعدى الثلاثة ارقام ( شارع 754 – شارع 805) ,اما الاخيرة فهي الشوارع الفرعية داخل البلدات بين الاحياء السكنية او التي تصل بين مجمعات سكانية صغيرة وتتكون من اربعة ارقام ( شارع 7276 – شارع 7626).
بعد هذه المقدمة من الممكن القول انه عند التحدث عن حوادث الطرق المقصود على الاغلب الشوارع القطرية او المحلية ونادراً فرعية ,اما الفيضانات تتمركز بالشوارع المحلية والفرعية ونادراً قطرية.
ازدياد عدد حوادث الطرق والضحايا في السنوات الاخيرة اصبح موضوع يشغل فكر الحليم والحيران , لو نظرنا الى الموضوع بمناظير مختلفة لوجدنا ان السبب الرئيسي ولا اخجل ان اقول الوحيد هو الانسان , فالمشتركين بحوادث الطرق ثلاثة مُركبات السائق , الطريق والمركبة ,لكن المهيمن بينهم هو السائق فهو الذي يتحكم بالسرعة والقيادة وأخذ ألحيطة والحذر حتى ولو كان الخلل من المركبة فعليه صيانتها وتأمينها قبل القيادة , وان كانت الطريق خطيرة فعلية ايضاً ادراك الامر من خلال الحيطة , الانتباه والحذر نستشهد بمثال لنوضح ذلك لو اخذنا طريق معين يعاني من بنية تحتية ضعيفة ولكنه مع اشارة ضوئية , دوار او وجود اجهزة مراقبة ( شرطي \ كاميرا) نجد ان السائقين يقودون المركبة بتمهل وبحذر كون الاشارة او الدوار وأجهزة المراقبة تلزمهم بذلك. بالمقابل لو فحصنا الامر بطريق بنفس الوضعية وذات نفس البنية التحتية لكنها دون اشارة ضوئية , دوار او اجهزة مراقبة لوجدنا ان بعض السائقين يقودون بسرعة فائقة تؤدي الى وقوع حوادث تسفر في بعض الاحيان عن ضحايا او مصابين بدرجات مختلفة ( طفيفة –متوسطة – بالغة الخطورة).
اما بالنسبة للفيضانات التي تغمر قرانا وبلداتنا العربية مع اطلالة فصل الشتاء او حتى مع بداية هطول الامطار بفصل الخريف ( الشتوية الاولى) , من الممكن تصنيف هذه الظاهرة لحالتين , الاولى ان البنية التحتية هشة وتنهار بسهوله مع هطول الامطار , بهذه الحالة لا بد من فحص العمل من حيث التخطيط والتنفيذ وهم من صنع الانسان فربما لم يكن هنالك كمية كافية من المواد او ان العمل غير كافي لتثبيت البنية التحتية بالشكل السليم , اما في الحالة الثانية قد يكون العمل على اكمل وجه وقد تم التخطيط والتنفيذ بشكل جيد وتم إقامة العبّارات من اجل فسح مجرى للمياه, ولكن ما نراه ان هذه العبّارات قد امتلأت بالنفايات المتراكمة خلال السنة من قبل المواطنين دون تنظيفها من قبل السلطة المحلية مما يؤدي الى اعاقة جريان المياه وحدوث فيضانات تغرق الشوارع وتغزو البيوت في بعض الاحيان.
للختام :
اخي القارئ اختي القارئة , لم يكن مقصود هذه المقالة القاء الاتهام على بعضنا البعض , ولكن الهدف السامي من وراء هذه الاسطر هو لفت الانتباه والسعي سوياً لإيقاف هذه الظواهر او الجرائم بحوادث الطرق فكم من اباء تركوا ابناءهم يتامى وكم من ابناء تركوا امهاتهم ثكلى , اما الفيضانات فقد اغرقت البيوت وفي بعض الاحيان كشفت العورات وأدت الى اضرار مالية باهظة , لهذا علينا نحن كبشر اخذ الحيطة وإدراك الامور بالشكل الصحيح فقد كرم الله سبحانه وتعالى الانسان عن باقي المخلوقات عندما قال : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" ( الاسراء – 70).
اذاً نحن المسئولون امام الله سبحانه وتعالى وأمام مجتمعنا عما يحصل , لهذا فلنعمل سوياً لإجلاء هاتين الظاهرتين فبالنسبة لحوادث الطرق على السائقين قيادة المركبة بتروي والانتباه الى الاشارة الضوئية والتغيرات المرورية التي يشار اليها بلافتات على اطراف الطريق ,اما بالنسبة للفيضانات على المواطن ان يزرع بقلبه الانتماء لبلده وبيئته من خلال الكف عن رمي النفايات بأماكن تعيق مجرى المياه او تلوث البيئة المحلية.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
[email protected]
أضف تعليق