تعجز القيادة الفلسطينية في الداخل بالتجديد باجتراح طريق جديدة، تساهم بحماية العمق الفلسطيني في هوية المجتمع العربي في دولة اسرائيل، في ظل تغول شبح الاسرلة في الواقع بعيدا عن العالم الافتراضي، وقد كتب كثيرون عن المرحلة الجديدة منذ الانتفاضة الثانية لكن دون الاتيان بأهم معالمها.

سآخذ في المقال جانب واحد وهو الاسرلة بعد الانتفاضة الثانية، حيث اريد تسليط الضوء فيه على ثلاثة خطوات على وكلاء التغيير القيام بها، لمجابهة هذه المعركة على وعي شعبنا بفلسطينيته، حتى يتوقف الزحف الى الاندماج المشوه.

اولا، تعزيز القيادات الوطنية المسؤولة


منذ الانتفاضة الثانية تسعى اسرائيل الى نزع الشرعية عن القيادات السياسية التي لا تتساوق مع سياسات الدولة العنصرية والاستعمارية والنيو كولينيالية، حيث تسعى الى ايجاد قيادة بديلة للمجتمع العربي، وقد يكون الاستثمار بأشباه زهير بهلول والقيادات الدينية والعرب " الجيدون " محاولة مكشوفة ومرفوضة للدولة. كما يجب الانتباه الى القيادات التي تنبت على هامش مشروع التحرير الوطني لتقوض انجازات المشروع الوطني بالتوحد خلف منظمة التحرير وبرنامج حل الدولتين وبناء الدولة الفلسطينية، الذي بذل لأجله الالاف في الانتفاضة الثانية، من ابناء الضفة والقطاع والداخل حياتهم ومستقبلهم.

ثانيا، تعزيز الثقافة والفن الفلسطيني.

تعاني الثقافة واخوها الفن من شح الموارد واقتصار الانتاجات على فئات وقطاعات معينة من المجتمع. لن ادخل الى حيثيات المسرح والثقافة التي تبدأ في مسرح الميدان وتنتهي في قاعة الكابري، دون وسيط يحملهما الى المثلث والقرى الساحلية والنقب. الثقافة والفن مدخل اساسي لفولذة الانتماء العاطفي للهوية الفلسطينية خاصة في ظل المحاولات المستميتة للمؤسسة بميري ريجف الى تشويه هذا القطاع وتجييره في خدمة الدولة الاسرائيلية. هذا الجانب بحاجة الى استثمار أكثر وممنهج من قبل وكلاء التغيير حتى نستطيع ضخه بمقومات الانتشار والاستدامة والتغيير الاجتماعي والعمق الوطني.

ثالثا، دور فاعل في النضال الفلسطيني العام.

اغلب المهتمين بشأن المجتمع العربي في البلاد، يتفقون على استحالة الاندماج بالمجتمع والدولة الاسرائيلية بالشكل الحالي. كما يؤكد كل من له شيء في هذا الوطن ويمشي على قدمين ولا ينتشي من شعارات الستينات، اننا لا نستطيع الانفصال، بما اصطلحت على تسميته بأننا موجودين في اسرائيل وليس منها ونسعى لتقويض دورها العنصري والاستيطاني، ولا يمكننا التصالح معها الا بالغاء يهودية الدولة والاستيطان في دولة فلسطين وتحقيق العودة وتحرير القدس. لهذا المساهمة بالمجهود الفلسطيني العام للتحرر من الصهيونية مهمة المرحلة القادمة، وعلى القيادة السياسية ايجاد المعادلة الافضل والانسب التي نناضل خلالها ونحمي الناس بها ونتشابك فيها مع الاخوة في الضفة وغزة ومخيمات اللجوء والشتات.

اخيرا، تسبح بعضا من قيادات المجتمع العربي في وهم التأثير على قضايا كبيرة في المنطقة، بينما تغفل عن الحاجات الوجودية للبقاء والتطور كشعب عربي فلسطيني. تبدأ الطريق للتصالح مع العمق الفلسطيني عندما نخرج من قوقعة النخب الوطنية، ونتناول الواقع والوقائع للشباب العربي من خلال التطلع الى الاخذ بيدهم الى غد تكون فيه الخدمة المدنية والطائفية والاسرلة والتجند لجيش الاحتلال والتساوق مع مشاريع الامن المشبوهة تحت أقدامهم، بالعمل المدروس والتدخل الصحي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]