أفقُ حلب يفركُ كعب الأرضِ
بأذيال الدخان، صرخة الحاضر
على ثغر الطفولة / أفزعت أنياب
الكلامِ في غابة الإنسان
طائراتُ الذُبابِ تطنّ بريح المكان
اليباب لامس أطراف السماء
وسلّم الوقت لفضيلة النسيان
سقط النهار يا أمي ... سقط النهار
الدمُ هنا عالٍ والأشلاءُ اتخذت
من وقع الخيبة في وجه الأسى
قصةً أُخرى لموتٍ جديدٍ
خارج قاموس عزرائيل
سقط النهار يا أُمي ... سقط النهار
البيوت هنا فرّت من ذاكرة أصحابها
أنين القهر يضحك في خواءٍ رجيم
والحقيقة الدامية تسمعُ
بعين القهر المُجردة
لا نرى سوى صرختنا
سقط النهار يا أبتي ... سقط النهار
زماننا غريبٌ عنا
هل فعلًا نحنُ كنا
هل أخرج وجعُ التاريخ أثقالهُ
على جلدنا ... أم أن جلدنا أخرج
من بائعي الوطن عُريَّ التاريخ
سقط النهار يا أبتي ... سقط النهار
الركامُ في حارة الفاجعة
يلمُ من أضلع الأسمنت جوعهُ
المدفع يدفع للقاتل لحمنا
والقاتل في دينهِ أو عرشه غارق
كُلُ تفرعات الألم تصُبُ فينا
سقط النهارُ يا أمي... سقط النهار
دموعٌ حارقة تنسابُ على حُرقة الأيام
يا صانع الاختبارات حلل موتنا
بعد أن نرجع أجنّةً في سكينة الأرحام
بهدوءٍ ... دعنا وموتنا
يا صانع الاختبارات
هذي الحياةُ تليق بأصحابها
عند خليج البركات
ولا تليق بتُعساءٍ مثلنا
نهشَ الوقت فيهمُ حتى قضى
وطر الملذات ...
يا صانع الاختبارات
ماذا تريدُ بعد الآن
السماءُ ضيقةٌ على صرختي
كُلُ بحار الدنيا لا تطفئ
لحظةً من حُرقتي
قل لي بحقك وسرّك
المكون في أضعف
خلقك
من الذي عاش
بعد الحياة
ومن الذي قبل الحياة مات
يا صانع الاختبارات
ماذا فعلنا ؟!
نهارُ حلب ليس غير الغدر الأليف
بين الزوال والقيامة

نهارُ حلبْ عفّةُ العربْ
نهارُ حلب جسدٌ نحيلٌ
صرخ تحت جلده من فرط
الصبر والغفران
نهارُ حلب تسيّسَ
كلُ ما فيه لا أقذع
من هكذا رجس
نهار حلب أحلامٌ ترفع أسمالها
نحو اللاشيء
نهارُ حلب مراياكم، آجام وجوهكم
فداحة دعائكم، نكران ما قدمت لكم
حلب فجرًا تتوضأ بأحجارها
ثم تعدُ جسدها لذبحٍ جديد
هجيرٌ أدرك طيرها
متى سيعود الحمام لأعشاش قدّها
" يا طيرا طيري يا حمامة
وانزلي بدمر والهامة
هاتيلي من حبي علامة
ساعة وخاتم ألماس
يكفى عذابي حرام والله
أنا على ديني
جننتيني
وعلى ديني
العشق حرام والله
يا طيرة يا حلوة تعالي
احكيلو عا اللي شغل بالي
قوليلو حبك يحلالي
يا أسمر أبو الخال "
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]