أصدر مركز الأبحاث في المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل كتاباً جديداً حول التعليم العربي الفلسطيني في اسرائيل للباحثين د. قصي حاج يحيى وبروفيسور خالد عرار. ويضم الكتاب مجموعة بحوث تستعرض التحديات التي يواجهها التعليم العربي من حيث التحصيل والقوى البشريّة وقضيّة تغييب الرواية التاريخيّة والثقافيّة للطالب العربي وتغييب هويته وغيرها من القضايا الملحة التي يواجهها التعليم العربي.
ويشير الكتاب إلى أنّ الطالب العربي يعاني من ازدواجية ما بين الجانب القومي والديني والمدني، مما يجعله يعيش في حالة صراع، وبناءً عليه يقترح الباحثان تطوير وحدة تعليمية للثقافة والهوية العربية من قبل خبراء في مجال التربية من الباحثين العرب، وبالتفاعل مع أكبر قطاع جماهيري، يكون الأهل فيه شركاء كدائرة ضاغطة ومحرك جماهيري هام في الحيّز التربوي المنهجي واللامنهجي.
كما حثّ الباحثان على ضرورة السعي لتغيير السياسات التربوية الحالية، لا سيّما فيما يتعلق باللغة والهويّة، على قاعدة تؤكد أهمية اللغة العربية في بناء شخصية الطالب وتقليص الاغتراب بينه وبين المضامين التدريسية في التعليم المنهجي، ومن خلال الاثراء، وبرامج التعزيز اللغوي في مواجهة العبرنة، والعولمة.
وتطرق الباحثان أيضاً إلى مسألة الاغتراب طلباً للعلم إذ تجاوزت نسبة الطلاب المغتربين 33%، بينما لم تصل نسبة الطلاب في دول تنتهج سياسة الابتعاث الى 3% في الولايات المتحدة والى 4% في المانيا.
ويوصي حاج يحيى وعرار بضرورة إقامة معهد لتنمية وتطوير القيادة التربوية العربية، والتي من شأنها ان تسهم في حالة الانسجام المجتمعي وتقلّل من ظواهر العنف، وتشكّل منصة للتفاعل المجتمعي والتواصل الهادف والتعبير عن الذات. وكذلك، وجوب اعادة تشكيل جهاز تربية وتعليم لامنهجي في البلدات العربية والذي من شأنه ان يلبي حاجات مجتمعية في استغلال اوقات الفراغ، والاثراء للشبيبة على أنواعه، وتنمية القيادة الشبابية. بالاضافة إلى وجوب إقامة جامعة عربية ذات توجّهات علمية وطبية.
ومن جانبه بارك د. علي وتد، رئيس المعهد الأكاديمي العربي للتربية في كليّة بيت بيرل، اصدار الكتاب الذي يساهم في انتاج المعرفة ورفع مكانة البحث الأكاديمي العربي داخل إسرائيل، وأكّد على أنّ المعهد يدعم ويساند دائماً البحث العلمي في جميع مجالات المعرفة في إطار رؤيته الشاملة التي ترتكز على الجودة والنوعيّة.
[email protected]
أضف تعليق