أفاد تقرير صادر عن دائرة الإحصاء المركزية، بأن معدلات الخصوبة لدى النساء العربيات واليهوديات في إسرائيل قد بلغت، ولأول مرة، التساوي والتوازي، ويتجلى هذا الأمر بمعدلات إنجاب الأولاد.

ووصف معدو التقرير هذا التساوي بأنه يشكل " انقلابًا ديموغرافيًا"- مشيرين إلى أن معدل الانجاب لدى المرأة العربية بلغ عام ألفين (4,3) طفل، بينما بلغ لدى المرأة اليهودية (2,6) طفل- فأصبح الآن متساويًا بواقع (3,13) طفل لدى نساء الشعبين.

وتضمن تقرير دائرة الإحصاء معطيات حول " المبنى الديموغرافي" المتغير للسكان في إسرائيل، ومنها أن عدد الأولاد حتى سن (17) عامًا بلغ نهاية العام الماضي (2015) مليونين و(798) ألف ولد، من بينهم مليون و(996) ألف ولد يهودي (71,3) بينما بلغ عدد الأولاد العرب (718) ألفًا (25,7%)- وسجل عدد (84) ألف ولد (3%) ينتمون إلى فئات ومجموعات سكانية أخرى.

وتبعًا للمعطيات الواردة أعلاه، فإن ثلث سكان إسرائيل (33%) يتكون من أولاد حتى سن (17) عامًا.

ووفقًا للمعطيات فإن 41% من المواطنين العرب في الدولة هم من الأولاد، مقابل 32% لدى اليهود و23% لدى الفئات والمجموعات السكانية الأخرى.

ومن جهة التوزيع الجغرافي للسكان، تظهر معطيات دائرة الإحصاء أن حوالي نصف عدد الأولاد في إسرائيل يقطنون في أواسط البلاد: ففي لواء المركز يبلغ عددهم (654) ألف ولد، ويبلغ عددهم في لواء تل أبيب (359) ألفًا، وفي لواء القدس- (427) ألفًا. أما في لواء الشمال فيبلغ عدد الأولاد (744) ألفًا، بينما عددهم في لواء الجنوب- (428) ألفًا.

" أسرلة"؟!

وفي مقابلة معه حول هذا الموضوع، قال الدكتور " غاي أبو طبول"، الباحث في مناحي العلاقات الإثنية في المجتمع الإسرائيلي، أن تراجع معدّلات الإنجاب في المجتمع العربي داخل إسرائيل كان أمرًا متوقعًا، لسببين- كما قال، أولهما: عملية أو مسار " الأسرلة" بمعنى أن هذا المجتمع قد تأثر بالمجتمع الإسرائيلي اليهودي، ثانيهما: نشوء طبقة متوسطة في المجتمع العربي، ذات ثقافة ومستوى تعليم عاليين، وتحسّن في الأحوال المادية والمعيشية " الأمر الذي انعكس على نسب الانجاب انطلاقًا من مفاهيم عصرية"- كما قال.

وبالمقابل، حسبما يرى هذا الباحث، تتنامى في المجتمع الإسرائيلي اليهودي أفكار أيديولوجية وعقائدية دينية تشجع على الانجاب والتكاثر، بالإضافة إلى أن الدولة ( الحكومة) نفسها تشجع الانجاب والتكاثر لدى اليهود انطلاقًا من اعتبارات ديموغرافية.

ويرى الباحث " أبو طبول"، أن معدلات الانجاب لدى اليهود العلمانيين، غير المتدينين، مستمرة في الانخفاض والتراجع، حتى في أوساط اليهود الشرقيين الذين قال الباحث أن 60% منهم ينتمون إلى الطبقات الوسطى، ويُلاحظ في أوساطهم تراجع بمعدلات الانجاب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]