ترتفع وتيرة المجاهرة بالعنصرية في إسرائيل يوميًا، وفي كل مرة صارت تظهر بشكل أكبر وتصدر عن جهات "مسؤولة" أكثر، وآخر ما حصل كان إصدار ادارة مقهى ومطعم في حيفا تابع لشبكة المقاهي "كافيه كافيه" تعليمات لعمّالها، تقضي بمنع تحدّث اللغة العربية.

وقالت مصادر أن أحد الفروع قام بطرد عامل عربي بحجة أن "الربانوت" الدينية تمنع أن يقوم عربي بتحضير طعام ليهود! لان الفرع "كشير".

قرار عنصري وغير قانوني

هذه القرارات العنصرية أثارت استياء أهل حيفا ومواطنين من المجتمع العربي، وقال سكرتير الحزب الشيوعي والجبهة في حيفا - رجا زعاترة في حديث لـ"بـُكرا": قرار عنصري من الدرجة الأولى، وغير قانوني أيضًا، وصول هذه الظواهر إلى حيفا هو مؤشر خطير على استفحال العنصرية في البلاد، والتي تغذيها حكومة اليمين التي تحرّض على المواطنين العرب ليل نهار وتريد سنّ قانون يمنع رفع الأذان".

وتابع:الشهر الماضي كان لدينا تجربة ناجحة في منع إلغاء عرض الفنان تامر نفار في مركز الكرمل في حيفا.

وانهى كلامه قائلا: واليوم أيضًا لدينا نشاط احتجاجي حيث سندخل إلى المقهى من الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساءً، وسنتحدّى القرار العنصري، من خلال التحدث بالعربية.

سياسة ليست بجديدة

سكرتير التجمُّع في حيفا، الناشط ابراهيم غطّاس، قال: الحظر من قبل شركة "كافيه كافيه" لعمالها العرب الأصلانيين على هذه الأرض بالتكلّم بلغة الام في الحيّز العام هو تعبير عن التسلسل الطبيعي لسياسة الحكومة اليمينية التي تعمل يوم نهار ومن خلال بوق الاعلام الرسمي في القنوات الاعلامية الاسرائيلية على تهييج الروح القومجية للشعب اليهودي لتشريع سياساتها التهويدية للأرض والهوية حتى بات سماع اللغة العربية من قبل السكان الأصليين يثير رهبة من ردة فعل الشارع اليهودي الآخذ بالتعصّب وأصبحت سياسة الدولة بعدم احترامها لحقوق الانسان والمواثيق الدولية تشجع الجمهور على اختراق مثل هذه الحقوق لخلق تجانس حضاري مهجّن يمجّد التعصب القومي على حساب طمس ثقافة الغير.

وأضاف: سياسة التهويد ليست جديدة فنحن نراها في كل المجالات الرسمية للدولة من المخططات الهيكلية والميزانيات الغير عادلة ونزولًا حتى اصغر التفاصيل بتغيير اسماء الشوارع العربية الاصلية لشخصيات صهيونية كان لها الدور الفاعل بسياسة الاحتلال وسلب الاراضي وتهويدها وحتى اصغر التفاصيل بالأخطاء الاملائية المقصودة في لافتات الشوارع.

وزاد: يؤسفني أن نصل الى هذا الانحطاط من العيش المشترك الذي يصبو لتغيير الغير وطمس هويته كشرط للتعايش والعيش الكريم مناقضًا لمبادئ التعددية المبنية على الندية والاعتراف بالاختلاف واحترام الغير ضمن اختلافهم المضمون.

وأنهى كلامه قائلا: منع الموظفين من قبل شركة "كافيه كافيه" هو خرق فاضح لحقوق الانسان ولحقنا كشعب قومي بان نحافظ على هويتنا الثقافية والحضارية والتصدي لها بممارساتنا اليومية بزيادة صلتنا بلغتنا وزيادة ثقتنا بها هو حق وواجب.

على إدارة "كافيه كافيه" التراجع عن قرارها والاعتذار

الناشطة السياسية الحيفاوية - أفنان اغبارية، قالت: إن قرار إدارة "كافيه كافيه" بعدم السماح للعمال العرب بالتكلم بلغتهم ينسجم مع العنصرية المتصاعدة في المجتمع الاسرائيلي وحكوماته، نتنياهو يربح الانتخابات بسبب ارهاب الاسرائيليين وتخويفهم من تصويت العرب للقائمة المشتركة، وقراءة شعر درويش تتحول لعمل ارهابي والكثير من الحالات اليوميّة التي جعلت العنصرية أمرا عاديا ولا خجل به.

وأشارت أن : على إدارة "كافيه كافيه" التراجع عن قرارها والاعتذار وعلى جميع مناهضي العنصرية من العرب واليهود التعامل مع هذه المقاهي كبؤرة موبوءة بالعنصرية وعليهم مقاطعتها، كما ويجب ان نتوجه للقضاء رغم عدم انسلاخه عن عنصرية المجتمع، من خلال مؤسساتنا الحقوقية.

لا اؤيد مقاطعة الشركة بل بالعكس ، لكي يسمعوا اللغة العربية بكثافة كل دقيقة وساعة

عضو بلديّة حيفا جمال خميس، قال في حديث لموقع "بـُكرا": يؤسفني أن نصل الى هذا الانحطاط والعنصرية من قبل شعب يدعي السلام والتعايش المشترك ! منع الموظفين من قبل "كافيه كافيه" التكلم باللغة العربية خرق فاضح لحقنا كشعب له هوية ثقافة ولغة نعتز بها كل الاعتزاز، أنا لا اؤيد مقاطعة الشركة بل بالعكس ، لكي يسمعوا اللغة العربية بكثافة كل دقيقة وساعة.

تعقيب شبكة كافيه كافيه

شبكة كافيه كافيه التي تمتلك فروعا لها في جميع انحاء البلاد، توفر اماكن عمل للعاملين من جميع الأوساط، دون تمييز للدين، العرق والجنس، وبوظائف مختلفة ومتنوعة في جميع انحاء البلاد.

وفق أقوال صاحب الامتياز، الوصف في التقرير مخالف للحقيقة ويحاول المس بالنسيج المميز في الفرع. الحديث يدور عن فرع مختلط ويعمل فيه عمال يهود وعرب جنبا الى جنب ويعكسون نموذجا حقيقيا للتعايش، حيث ان اللغة المشتركة الوحيدة لجميع العاملين في الفرع هي العبرية. صاحب الامتياز ومدير الوردية وهما لا يتحدثان العربية، طلبا ان يكون الحديث المتعلق بأمور إدارة المطعم او النشاط الجاري فيه، بالعبرية، ليفهمه جميع العمال. يجب التوضيح انه لم تعطى اية اوامر تقيّد حق العمال بالتحدث بلغتهم الأم.

ستستمر شبكة كافيه كافيه اعتبارها مكانا يتوجه للجمهور الواسع، للترفيه والعمل وترى بأصحاب الامتياز والعاملين من المجتمع العربي جزء لا يتجزأ من الشبكة، ونحن كشركة نستنكر كل تصرف قد يمس بالجمهور مهما كان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]