أصبحت الصناعة المتقدمة والتكنولوجيا اليوم ركنا أساسيا في البلاد على المستوى الاقتصادي، حيث انها صارت تشغل حيزا كبير من تطور الدولة اقتصاديا وجزء لا بأس به من اقتصاد الدولة بات بعتمد على سوق الهايتك.

الى ذلك.. تستمر في الفترة الأخيرة الدعوات المختلفة من قبل وزارة الاقتصاد وجهات خاصة بهدف دمج العرب في سوق الهايتك، بهدف توسيع مجال العمل في الصناعة المتقدمة وبالتالي التأثير على اقتصاد الدولة إيجابيا، ومن ناحية أخرى يبقى هناك تخوف معين لدى المبادر العربي او الاكاديمي العربي بالعمل في مجال الهايتك بسبب عدة عوامل وعوائق.

فادي سويدان مدير حاضنة الناصرة للأعمال حدثنا عن هذا الموضوع قائلا: تم تأسيس حاضنة الناصرة للأعمال عام 2012 وهي اليوم تتبع لخدمات شركة "معوف" التي اقامتها وزارة الصناعة والتجارة وسلطة تطوير المصالح الصغيرة والمتوسطة، والهدف الأساسي هو تشجيع المبادرات التكنولوجية في المجتمع العربي، حيث ان المجتمع العربي حتى عام 2012 وحتى اليوم أيضا غير موجود في الصناعات المتقدمة في البلاد حيث ان جزء كبير من اقتصاد الدولة اليوم مبني على الهايتك، في حين ان عدد المبادرين في المجتمع العربي صغير جدا ونحن نحاول إيجاد الوسائل والاليات التي ممكن ان تشجعهم بالانضمام الى مجال الهايتك، وان نضمن لهم اطر تستطيع ان تساعدهم حتى يطوروا فكرتهم لمرحلة شركة ناشئة ويستمرون بها.

صناعة الهايتك بحاجة الى استثمارات مستمرة لذلك فان مجتمعنا لا يحب الاستثمار في مجال يجهله

وتابع: للأسف من ناحية المبادرات فأن العدد قليل جدا وليس لدينا الكم الهائل الموجود في المجتمع اليهودي، بينما من ناحية التوظيف في شركات الهايتك فإن الأمور بتطور، شركات الهايتك توظف خريجين ومهندسين عرب وهناك عدة جهات تساعد في هذا الامر مثل تسوفن وغيرها، حيث يحضرون الاكاديميين العرب لكي يستطيعوا العمل في شركة هايتك كبيرة، موضوع المبادرات هو شائك اكثر لان المبادرات فيها مخاطرة كبيرة جدا وهناك تخوفات من الفشل لهذا السبب فأن مجتمعنا العربي ورجال الاعمال العرب عدد قليل منهم لديه استعداد بالاستثمار في شركات هايتك، ليس مثل المجتمع اليهودي، المخاطرة في الهايتك اكبر من مصالح أخرى، إضافة الى ان المبادر العربي موجود في بيئة لا تسهل له ان ينجح بسهولة من خلال مبادرته، فمثلا في تل ابيب شركات الهايتك الكبيرة موجودة هناك وشخصيات مهنية ممكن ان تساعد المبادر في كافة المراحل هناك من يمكن ان يستشيره المبادر، في حين ان هذه الأمور في المجتمع العربي غير موجودة وما نحاول القيام به هو ان نأخذ المعرفة من المبادرين اليهود ان مجموعات تشتغل في هذا المجال ونستفيد من خبرتهم حتى نساعد المبادر العربي ونوصله الى مراحل تسهل عليه بالانطلاق بفكرته بالطريقة الصحيحة. صناعة الهايتك بحاجة الى استثمارات مستمرة لذلك فان مجتمعنا يخاف من الاستمرار بالاستثمار في مجال يجهله وبعيد عن بيئته لذلك هناك عوائق عديدة تمنع عملية التقدم، بالرغم من انه في السنوات الأخيرة هناك عدة مبادرين عرب استطاعوا ان ينطلقوا بمبادراتهم ولديهم اليوم شركات ناشئة تشغل من 20 حتى 30 مهندس عربي يعملون في الناصرة وحيفا وأماكن أخرى، هناك نوع من التقدم ولكن ليس بنفس الوتيرة في المجتمع اليهودي.

مبادر عربي حصل من مستثمر يهودي على مبلغ مليون دولار لإتمام مشروعه

ونوه قائلا: كل مبادر عربي لديه فكرة في مجال الصناعة المتقدمة نحن نعمل على مساعدته عن طريق ثلاثة برامج مختلفة، البرنامج الأول هو الحاضنة حيث يستطيع المبادر ان يحصل علي مكاتب في الحاضنة مع خدمات مختلفة بمبالغ صغيرة جدا لان الدولة عمليا وزارة الصناعة تدفع كل المبالغ الأساسية، حيث اننا نخاطر بالمرحلة الأولى حتى يستطيع المبادر النهوض بمشروعه، البرنامج الثاني هو النهوض أي ان الشركات التي أصبحت في مرحلة متقدمة، وأيضا برنامج المسرع التكنولوجي وهم المبادرون الذين لا يزالون في مرحلة الفكرة حيث نحاول ان نأخذ فكرتهم للمرحلة الصحيحة ونوجههم للأسواق. هذه البرامج ممولة من الوزارة والمبادرين العرب مدعوين ان يأتوا الى الحاضنة ونحن على استعداد لمساعدتهم.

وأضاف: في سبتمبر الأخير قمنا ببرنامج ديمو دي، حيث طلبنا من الشبان ان يعرضوا مشروعاتهم حتى يحصلوا على استثمارات وقد حصلت شركتين على تمويل اولي من مستثمرين يهود احدهما حصل على مبلغ ما يعادل الـ150 الف دولار حتى يطور مشروعه، اما الاخر فكان في مرحلة اكثر تقدما وقد حصل على مليون دولار.

واختتم سويدان مقدما بعض النصائح للشباب العرب وقال: بالرغم من الصعوبات الموجودة في مجال الهايتك اعتقد ان لدينا كفاءات عالية جدا وأفكار مبدعة والمبادر العربي لا يختلف عن المبادر اليهودي غير ان اليهودي لديه تسهيلات ليصل الى المعرفة وكيفية تنفيذ الأمور، ونحن ندعوا أي شخص لديه فكرة ان يتوجه الينا ونحن سنساعده بدعم من الدولة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]