فوق التّلالِ الخُضْرِ من أرضِ الجليلْ!
والطَّوْدُ قُرْبَ الطَّوْدِ.. كالأبدِ الطّويلْ!
اُنظُرْ إليها.. قريتي وطفولتي
وصبايَ يَلعبُ عند ذيّاكَ السّبيلْ
أنا لا أفتّشُ في المعاجمِ عن فمي
وأكلِّفُ القلبَ المجازَ المستحيلْ
في كلِّ سوسنةٍ هنا أنشودةٌ
في كلِّ سفحٍ قصّةٌ من ألفِ جيلْ!
لغتي على ورقي زنابقُ قريتي
مَن ذا يَشُمُّ الشِّعرَ مِن قبْلِ الوصولْ؟!
يا أيّها الشِّعْبُ الذي بطفولتي
قد كنتَ تَحملُني إلى تلك الحقولْ!
اليومَ عُدتُّ.. وفي الفؤادِ تلفُّتٌ
للذّكرياتِ الماضياتِ ولا تزولْ!
اليومَ عُدتُّ.. وفي النّسائمِ نفحةٌ
راحت بروحي كلّما راحت تميلْ
اليومَ عُدتُّ.. لأبجديّةِ دفتري
وقطفتُ عن زهرِ الخمائلِ ما أقولْ!
هذا الجليلُ.. وقد تمجّدَ عندما
جابَ المسيحُ به "وطافَ قرى الجليلْ"!
فإذا نظرتُ إلى السّهولِ بقريتي
رنّتْ بأُذْني موعظاتُ ابنِ البتولْ!
فكأنّني أحيا الزّمانَ بلحظةٍ
في بقعةٍ بقيتْ على قلبي دليلْ
تلك 'السّناسلُ'.. إن مَدَدْتُ لها يدي
قامت تُحدّثُني عن الجدِّ الأصيلْ
لما بناها كان يبني حينها
وطنًا لأحفادٍ يَصونونَ الجميلْ!
واليومَ أَحفظُها ولا أنسى يدًا
بَسَطتْ مكارمَها على الزّمنِ البخيلْ
لغتي.. بلادي.. نَفْحُ أجدادي هنا
ما جفَّ فرعٌ إن تمسّكَ بالأصولْ
والدّهرُ يَنحتُ في الفراغِ ولم يزلْ
أثرُ الأحبّةِ خالدًا جيلًا فجيلْ!
الصّورة: قرية كُفْرِسْمِيع في الجليل الأعلى، تظهر على رأس التّلّة. صورة التقطت في الخامس من آب من العام الجاري من الجهة الغربيّة للقرية.
[email protected]
أضف تعليق