سبق أنْ وُلِدْتُ أكثر من مرة،
ومتُّ أكثر من مرّه.
لا أذكر أن أحدا
بكى عند الممات،
أو رقص في الميلاد.
أبي لم يتقن لُعْبة الرقص
على أيِّ لون من الحبال،
وأمّي لم تتقن النَّدْب
أو الزغردةَ في
المآتم أو الأعياد،
وأنا عند ولادتي
بكيت. لأني
أكره جرَّ الحبال،
كما أكره غدر
النساء أو الرجال،
ولا ألبس جِبَّة النفاق،
أو أقدِّمَ لأحد
ألطّاعةَ أو الولاء.
وقد علّمتني الحياة
أنّه عندما سأموت،
هذه المرة،
ألاّ أدير ظهري لصديق عدو،
لأنه يتقن الطعن في الظهر
أكثر من كلّ الأعداء.
أنا لا أسْتَنِد إلى
جيش القبيلة الجرّار،
ليحمي ظهري من
طعن صديق عدو،
يدّعي الوفاء!
ويجيد الطعن في الظهر،
وليس لي من عِزْوَةٍ
غير ذكرياتي،
وكتبي،
ودفاتر الأيام.
وليس لي من سلاحٍ،
سوى قلمٍ يرفعني
فوق أناقة الحروف،
ومعاني الكلام،
كالنجوم المضيئة
على شجرة الميلاد،
ينير درْبي
في الحياة وبعد الممات،
وفي عتمة الغيب،
وعتمة القبر،
إن أنا استيقظت،
قبل الممات
أو بعد الممات.
2015/8/15
[email protected]
أضف تعليق