شهدت بطولة العالم "للترياثلون"، مشهدا مؤثرا، عندما قام البطل الأولمبي البريطاني أليستير براونلي، بمساعدة شقيقه الأصغر، لإكمال السباق بعد انهياره بدنيا على مشارف خط النهاية.

وكان الشقيق الأصغر جوني براونلي في طريقه للظفر بالمركز الأول في السباق وبالتالي بلقب بطل العالم، لكنه انهار بدنيا في آخر 200 متر، وساعده أليستير على إكمال السباق، في محاولة يائسة ليحتل شقيقه الأصغر المركز الأول، ويفوز بلقب بطل العالم، الذي ذهب إلى الإسباني ماريو مولا، الخامس في سباق العدو لعشرة كيلومترات.
وتعرض جوني براونلي، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لأعراض "ضربة شمس" قوية تسببت في فقدانه التركيز نتيجة الحرارة العالية، ولم يقدر على إنهاء السباق، الذي جرى في كوزوميل المكسيكية بأمتار قليلة قبل نهايته، بعدما كان متصدرا، وقام شقيقه أليستير، الذي كان يجري خلفه، بمساعدته على النهوض فوضع ذراعه فوق كتفه ثم سار به لخط النهاية بل دفعه لأن يسبقه في إنهاء المسابقة في المركز الثاني.

وكان الفوز سيمنح جوني، لبالغ من العمر 26 عاما، لقب بطل العالم، الذي كان في متناوله قبل أقل من كيلومتر واحد على نهاية السباق، حيث كان يتقدم بفارق 50 مترا على أقرب مطارديه، لكن بسبب ارتفاع درجة الحرارة والإجهاد بدأ جوني في الترنح على الطريق ما سمح لمنافسه الجنوب أفريقي هنري شومان بتخطيه في المرحلة الأخيرة من سباق العدو لعشرة كيلومترات ليفوز بسباق الجولة الأخيرة من بطولة العالم، ويهدي لقب بطل العالم لماريو مولا، الذي أنهى السباق في المركز الخامس، وذلك كان يكفيه ليتصدر الترتيب العام، ويحرز أول ألقابه في سلسلة بطولات العالم، مستفيدا من تعثر البريطاني.

وقال اليستير للصحفيين بعد السباق بينما كان جوني يحصلعلى إسعافات أولية: "لو كان هذا الأحمق ركض بتوازن على مدار السباق لأنهاه أولا".. "كان بمقدوره أن يهرول فقط خلال آخر كيلومترين ويفوز بالسباق. يتعين عليك أن تضع الأحوال الجوية في اعتبارك. كان تصرفا طبيعيا تجاه شقيقي وكنت سأفعل الأمر ذاته مع أي شخص آخر".

وحظي التصرف، الذي قام به أليستير، المتوج بذهبية منافسات الثلاثي في أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016، بتصفيق وتشجيع حار من قبل الجماهير، التي احتشدت لمشاهدة الختام المثير، في الوقت الذي أشاد شقيقه جوني براونلي بما فعله شقيقه من أجله، بعدما تلقى الإسعافات الأولية عقب انهياره.

ومن جانبه، قال الإسباني ماريو مولا، الذي فاز بلقب بطل العالم، إن فوزه انتقص منه الظروف الصعبة التي عانى منها جوني: "لم تكن هذه الطريقة التي أرغب فيها في الفوز بلقب بطل العالم"... "وقف الحظ إلى جواري لإنهاء السباق في المركز الخامس وعدم فوز جوني. كنا نتمنى للجميع السلامة عند خط النهاية. لم تكن الطريقة التي أردتها لكن هذه هي طبيعة مسابقة الثلاثي".

وتشتهر مسابقة الثلاثي العالمية "الترياثلون"، التي تشمل السباحة والدراجات والعدو، بمنافسة قوية من قبل الشقيقين البريطانيين خاصة أنهما تبادلا الانتصارات في السنين الأخيرة، فتفوق أليستير على شقيقه بذهبية أولمبياد ريو 2016، وهو أول رياضي يحتفظ بلقب تلك المسابقة، مؤكدا على مكانته كأعظم مشارك في المسابقة، فيما فاز جوني بالميدالية الفضية وسبق أن توج ببرونزية لندن 2012 ما عزز "التنافس بين الشقيقين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]