أطفال اليوم أكثر قلقًا من أي أطفال في التاريخ الحديث؛ فوفقًا لبعض الدراسات طويلة الأمد عن أدب الصحة العقلية، فإن أطفال اليوم أكثر قلقًا ممن نقلوا للمستشفيات لنفس السبب في خمسينيات القرن الماضي.
وتميل هذه المخاوف للتزايد في الأوقات الانتقالية، مثل وقت بدء الدراسة، لكن هل هناك أي شيء يمكن أن يقوله الوالدان لمساعدة أولادهما في التعامل مع التوتر؟
تقول خبيرة علم النفس الإكلينيكي ومديرة التدريب في معهد عقل الطفل، جيل إيمانويل، إنه بداية من عمر المدرسة الابتدائية فصاعدًا، تكون أهم الأمور التي ينبغي على الآباء القيام بها هي المصادقة على مخاوف أولادهم.
وأضافت إيمانويل عندما يقول شخصٌ ما: "أنا قلق أو متوتر"، فإن "أول شيء يريد الكثير من الناس قوله هو "ستكون الأمور على ما يُرام. ستكون بخير".
لكن عندما يقوم الآباء بهذا "لا يمكنك أن تعطي الشخص فرصة تجربة ما يقلقون بشأنه"؛ فقد توفر كلمات الطمأنة راحة مؤقتة، ولكن إذا لم تواجه القلق بجد سيعود مرة أخرى، وربما أقوى.
بدلاً من ذلك، عندما يقلق الأولاد، يمكن أن يساعدهم الآباء على مواجهة مخاوفهم بسؤالهم عن مخاوفهم، ومساعدتهم على التفكير باستراتيجيات لمواجهتها، بحسب إيمانويل.
وتوضح أن إحدى الطرق التي يجب أن يتبناها الآباء للسيطرة على قلق أبنائهم، هي السيطرة على أجهزتهم، أي "الحد من كمية الوقت الذي يقضيه الأولاد على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو على هواتفهم".
وتقول إن هذا العمر لمن الجيد للأهل والأطفال استكشاف العلم الكامن وراء التوتر، وتضيف: "يحدث الضغط بشكل آلي. لكن علينا أن نُعَلِّم جسدنا كيف يسترخي".
وتتابع: لا يوجد حلٌ واحد للجميع، لكن يمكن للأهل بدء الحديث مع الأطفال حول الاستراتيجيات التي يمكن لها مساعدتهم على التخلص من التوتر، سواء اليوغا أو الصراخ "أو أي ما يمكنك فعله لكسر تسلسل الأفكار اليومي الذي يقلقك".
ويمكن للأهل أيضًا مساعدة أولادهم، فمع الاستعداد لترك المدرسة ودخول الجامعة أو أي مرحلة أخرى من حياتهم، قد تبدو معايير النجاح شديدة الارتفاع، وفي هذه الحالة يمكن القول بإن درجة سيئة لن تدمر فرصهم في المستقبل وأن "بإمكانهم الحصول على تعليم جيد في مكان آخر".
وفي كل الأعمار، على الأهل ألا يكونوا جزءاً من الضغط على أولادهم، فالأطفال إذا رأوا أن "أهلهم قلقون عليهم، فسيصبحون هم أنفسهم أكثر قلقاً".
وبالمقابل، إذا رأى الأطفال قدرة الأهل على التعامل مع قلقهم، فسيبدأون في فعل ذات الأمر مع أنفسهم. لذا فإن إحدى أفضل الطرق التي تمكّن الأهل من مساعدة أولادهم على التعامل مع القلق هو أن يكونوا هم أنفسهم أقل قلقًا".
[email protected]
أضف تعليق