إن أردت أن تشاهد مسرحية كوميدية من الدرجة الأولى ما عليك إلا أن تحضر مسرحية الزوج العجيب تأليف نيل سايمون وإنتاج مسرح السرايا بتعريبها وإعدادها المتقن والفريد الذي اعتمده الفنان عماد جبارين وإخراجها العبقري والمثير للمخرج اليساري يجئال عزراتي وديكورها البسيط وطبعا ابداع كافة الممثلين المحترفين الذي يحترمون فكر وروح وأفئدة المشاهدين بأدائهم السلس المهني النابض الذي يجعلك تضحك من أعماق قلبك دون توقف أو هوادة وليس من الأقدام كما هو متبع.
نعم مسرحية الزوج العجيب لهو عمل رائع متقن فليس سهل على الإطلاق أن يبرع فنان على رسم ضحكة جنونية وبسمة حقيقية في زمننا هذا زمن الضباع .
لتنسى ألمك وهمك لمدة ساعة ونيف فالممثلين يأخذونك خارج المكان والزمان بأدائهم الجريء المتكامل أيضا النقي غير المعكر أو المقنع بالعادات والتقاليد . نعم جاءت مسرحية الزوج العجيب لتشجعنا على التعاطف مع المتطرفين بما يتعلق بالمشاعر الجياشة بالصراحة الإخلاص العبثية والبساطة المطلقة .
اسمحوا لي أن أتطرق باقتضاب شديد إلى أبطال المسرحية الفنانة خولة حاج دبسي التي لعبت دور ايفلين والفنانة عنات حديد التي لعبت دور شارلوت اللواتي يمثلون أدوار المتحررات بأفكارهم وحياتهم وعلاقتهم الإنسانية الغير متملقة.
حتى وإن فهمها البعض بصورة عكسية إلا أنهم جاءوا هنا ليقولوا نعم نستطيع بناء صداقات وعلاقات دون أن نعطي مجالا لأي كان أن يتمادى بعلاقته معنا إننا نمثل الوضوح والصراحة وأيضا النقاء والإيمان حتى وإن كنا غير متدينات ونرتدي أجمل الملابس ونعتني بجمالنا الخارجي وبيوتنا وقلوبنا مفتوحة للجميع بيوتنا وقلوبنا كما كتبت وليس أحضاننا .
الفنان إبراهيم ساق الله الذي لعب دور حسيب الإنسان الحساس العاطفي المهووس بالطبخ والنظافة وحب زوجته الذي جاء ليعلمنا أن الوضوح والصراحة وحتى الدموع هي أساس العلاقات الإنسانية والثقة التي يمنحنا إياها الآخر أو الصديقة الأنثى بعد ان يكتشف عالمنا الداخلي أو ذاتنا الغير مشوه أو مدنس.
الفنان عماد جبارين الذي لعب دور حبيب الذي يعشق لعبة البوكر والسهر المجنون العصبي الكريم المتسامح لأبعد الحدود .
الفنان جواد عبد الغني والفنان فارس حنانيا الذين لا يتخلون عن أصدقائهم وقت المحن والشدة وحتى ان كان ما يربطهم ببعض لعبة البوكر والتي هي مجرد تسلية وتمضية للوقت إلا أنهم متواجدين في حال احتاج احد لتدخلهم .
نعم لقد أبدع المخرج واثبت لنا أن المسرحية الناجحة هي التي تأسرنا وتبدل انطباعنا الأول الذي لطالما نستنتجه عن الآخر بمجرد اختلافه عنا سواء بأفكاره أسلوب حياته ميوله أو جنونه لهذا جاءت المسرحية لتؤكد لنا مقولة أن الجنون فنون والفنون جنون .
[email protected]
أضف تعليق