أظهرت دراسة بحثية أجراها خبراء بنك إسرائيل المركزي ، ان نسبة الوفيات في البلدات الضعيفة والفقيرة – أعلى من غيرها، وللدلالة على ذلك أظهرت الدراسة أن معدل الأعمار في بلدة " شوهم" الغنية (شمال شرق تل أبيب) هو الأعلى في إسرائيل ، بينما نسبة الوفيات الأعلى سجلت في قرية جسر الزرقا العربية الساحلية (وهي من البلدات الأفقر في إسرائيل) ، التي تبعد عن "شوهم" بضعة كيلو مترات .

كما تبين من الدراسة ان مخاطر واحتمالات الموت لدى الأشخاص غير المتعلمين ، اكبر وأعلى مما هي لدى الأشخاص المتعلمين .
وكان موضوع الدراسة البحثية - العلاقة بين الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية ، والأوضاع الصحية .

وفيما يتعلق ببلدة "شوهم" فان معدل الوفيات فيها هو ثلاث حالات لكل ألف نسمة، بينما المعدل في جسر الزرقا هو 9.2 حالة وفاة لكل ألف نسمة .
وتحليلا للمعطيات ، أشار معدو الدراسة إلى ان السكان الفقراء في إسرائيل (والعالم عموما) يتميزون بالنسب العالية للوفيات وللإصابة بالأمراض ، مقارنة بالسكان الميسورين والأغنياء.

تصرفات مضرة بسبب الفقر

وعلى وجه العموم فان الأبحاث تفيد بان الدخل العالي، والمستوى التعليمي للفرد ومكانته الاجتماعية ، هي عوامل هامة جدا، وحتى مصيرية ، بالنسبة لطول العمر والصحة الجيدة .

وفي هذا السياق تبين الدراسة البحثية التي أجراها بنك إسرائيل، ان احتمالات الموت لدى أصحاب المستوى التعليمي المتدني، أعلى بكثير مما هي لدى ذوي المستوى العالي ، وان معدل أعمار النساء العربيات أدنى من اليهوديات بثلاث سنوات، علما أن معدل الأعمار لدى النساء اليهوديات يقارب (84) عاما .

ومن الأسباب الدالة على ان الدخل المنخفض ومستوى التعليم المتدني يؤديان عموما إلى تردي الصحة- الميل إلى التصرفات والممارسات المضرة للصحة(التدخين وشرب الكحول والتغذية السيئة ) الناجمة عن قلة المعرفة بالأضرار الناجمة عن التصرفات المذكورة .

ومن هذه الأسباب أيضا- الاشتغال بمهن وأعمال شاقة وخطيرة ، كالبناء والعمل في المصانع ، وقلة او صعوبة نيل الخدمات الصحية والطبية المتطورة بسبب الفقر، والتوتر النفسي الناجم عن الإقصاء والتهميش الاجتماعي - بالإضافة إلى السكن في أماكن تكتنفها المكاره الصحية .

التاثير على اقتصادات الدولة

وفي اطار التحليلات تكررت الإشارة إلى ان الصحة السيئة للفرد من المرجح ان تؤدي الى المساس بمدخولاته بسبب الصعوبة التي يواجهها في مزاولة أي عمل.

ويقترح خبراء بنك إسرائيل في اطار الدراسة البحثية تغيير السياسات والنهج ، من اجل تغيير الأوضاع ، إذ كتبوا في ختام الدراسة : "بما ان الدخل المنخفض والمستوى التعليمي المتدني والمكانة الاجتماعية المهمشة – جمعيها تؤدي إلى صحة رديئة: فهنالك حاجة وضرورة إلى إتباع سياسة اجتماعية قادرة على تحسين مدخولات هذه الفئة من الناس، وعلى رفع مستواهم التعليمي ، وتحسين اوضاعهم الاجتماعية – الاقتصادية .

وأكثر من ذلك فان الخبراء الذين اعدوا الدراسة ، توصلوا إلى استنتاج مفاده ان الحالة الصحية السيئة للأفراد المنتمين الى الشرائح الواسعة من الفقراء ، ربما تكبد اقتصاد البلاد وخزينة الدولة تكاليف وخسائر باهظة ، مما ينعكس سلبا على رفاه ومستوى معيشة سائر السكان وعلى إنتاجية العمل وجودة الانتاج والمستوى المهني للعمال والموظفين – كما ان الجهاز الصحي يتكبد خسائر كبيرة بسبب أعباء علاجات المرضى، وتضطر مؤسسة التامين الوطني الى دفع مخصصات كبيرة للمعطلين والعاجزين والمعاقين ، وما الى ذلك .

نسبة الوفيات في تل السبع -7.2 حالة لكل ألف نسمة

وفيما يتعلق بمعدلات الوفيات والأعمار – اظهرت الدراسة ان معدل الوفيات في البلدات الفقيرة اعلى منه في البلدات الغنية بنسبة 11% .
وحسب البلدات ، فان بلدة "موديعين - مكابيم- رعوت"( وهي مستوطنة حديثة وغنية قريبة من القدس) تأتي بعد "شوهم" من جهة المعدل المتدني للوفيات ، حيث يبلغ (3.7) وفاة لكل الف نسمة، وفي رمات هشارون – 4 لكل الف ، وفي رعنانا – 4.2 ، وفي غفعات شموئيل – 4.2 ايضا، وفي مستوطنة معليه ادوميم – 4.3 ، وفي كريات اونو – 4.4 .

ويرتفع المعدل في بلدة طيرات هكرمل (قرب حيفا) ليبلغ 7.4 وفي اور عكيفا – 7.3 وفي تل موند (قرب نتانيا) – 5.8 وفي بلدة تل السبع العربية في النقب 7.2 لكل الف نسمة .





 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]