على ما يبدو تم تنصيب العقيد إيال كريم، حاخاما أكبر للجيش الاسرائيلي خلفا للحاخام العميد رافي بيرس. رغم الضجيج، الذي لازم ترشيحه للموقع الجديد، نتاج سلسلة من التصريحات العنصرية المقيتة منذ عام 2003 على موقع "كيفا" الاسرائيلي الاليكتروني. والتي لم يتنكر لها، بل حاول إعادة صياغتها بشكل آخر.كما حاول قادته تدوير الزوايا للتغطية عليه.

ومما نشرته صحيفة "هآرتس" امس عن ملابسات التنصيب للحاخام كريم، فإنه ادلى بمجموعة تصريحات عنصرية وعدائية تجاه المرأة الفلسطينية العربية والاسرائيلية، ولكن بمستويات مختلفة، وايضا ضد مثليي الجنس. وكان الحاخام كريم اولا، دعا إلى "قتل الفدائيين الانتحاريين، وقال "يجب عدم التعامل معهم كبشر، لانهم حيوانات." ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل أفتى بانه "يحق لضباط وجنود الجيش الاسرائيلي إغتصاب نساء الاغييار الفلسطينيين العرب اثناء الحرب." لاشباع رغباتهم الجنسية الحيوانية. وعلى صعيد آخر، قال " لايجوز للنساء الادلاء بشهادتهن امام المحكمة، لان طابعهن "الوجداني" لا يسمح بذلك." وحتى انه اعلن ضد تجنيد النساء في الجيش، وهو ما يتعارض مع عقيدة الجيش العسكرية. أضف الى انه "حدد التعامل مع مثليي الجنس، فقال يجب ان يكون كالتعامل مع المرضى او المصابين بعاهة خلقية."

تصريحات كريم أثارت ضجة في اوساط النساء وداخل المؤسسة العسكرية نفسها، وطالبت النائبة توما، مسؤلة لجنة المرأة في الكنيست، بالغاء تعيينه. كما ان غليؤون، زعيمة ميرتس، دعت لذات التوجه، وغيرهن من النساء داخل المجتمع الاسرائيلي سجلن تحفظهن على تفوهات العقيد الحاخام الاكبر للجيش الاسرائيلي. وايضا إستدعى رئيس قسم القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي العقيد كريم لاستيضاح الامر. وفي نهاية اللقاء نشر الناطق العسكري توضيحا يتعلق، بمنع المس الجنسي بالنساء." وكأن الاستدعاء جاء للتغطية على التحريض العنصري او لاعلان تصريح لصالح عدم التعرض الجنسي للنساء. ولتعفي القيادة العنصرية للجيش الاسرائيلي اية مسؤوليات عليها وعلى الحاخام العنصري الجديد لاحقا. وما يؤكد ذلك، هو تأكيد الناطق العسكري، ان رئيس الاركان، إيزنكوت، ليس فقط لا ينوي إلغاء التعيين، بل صادق عليه اول امس."

بالتأكد كل ما ادلى به العقيد الحاخام كريم يعكس الروح العنصرية الرجعية، التي تربى عليها، والان يقوم بتلقينها للجيش الاسرائيلي القاتل، الذي يدعي قادته انه"الجيش الاكثر أخلاقية في العالم!؟" مع ان الحقائق والوقائع، التي إرتكز عليها جيش الموت الاسرائيلي، تؤكد وقبل تصريحات العقيد الحاخام كريم بعشرات السنوات، انه جيش لا يمت للاخلاق والقيم الانسانية بصلة، لان نواتة الصلبة، كانت المنظمات الارهابية الصهيونية "الهاجاناة" و"ليحي" و"إتسل" و"هاشومير"، واعترافات العديد من قادته، وفتح الملفات القديمة تشير بوضوح لانتفاء اي قيم إنسانية عند الجيش الاسرائيلي وعشرات المجازر والمذابح وعمليات الاغتصاب للنساء الفلسطينيات تؤكد وتعمق ذلك. وبالتالي عندما يحرض الحاخام الاكبر الجديد على قتل ابناء الشعب العربي الفلسطيني، ويدعو ضباطه وجنوده على إغتصاب النساء الفلسطينيات، فإنه ينضح من ذات الوعاء العنصري الفاشي. ويؤكد للقاصي والداني، ان جيشا هذه صفات قياداته العسكرية والدينية السياسية، ليس سوى جيش من القتلة.

واذا كان العالم المتحضر مؤمنا بمعايير الديمقراطية الحقة، فعليه ان يقول اولا كلمة حق في وصف الجيش الاسرائيلي المسكون بالنزعة الفاشية العنصرية. وان يكف ثانيا عن التواطىء المعلن والضمني مع دولة التطهير العرقي الاسرائيلية ككل وليس فقط الجيش القاتل وحكومة الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو، ومن جهة ثالثة إفساح المجال امام ابناء الشعب الفلسطيني في ملاحقة قادة الجيش والحكومة، الذين إرتكبوا جرائم حرب في المحاكم الدولية والاوروبية، وايضا الضغط على إسرائيل للالتزام باستحقاقات عملية السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين على اساس القرار الدولي 194.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]