قد يتعرض أي شخص للخوف أو القلق, الحزن... لكن عندما يتحول الأمر الى اكتئاب دائم يأثر بشكل كبير على الحياة اليومية هنا نتحدث عن مشكل حقيقي . لكن ولحسن الحظ يمكن علاج الاكتئاب بشكل جيد في وقتنا الحاضر بمساعدة المواكبة الطبية المناسبة, غير أنه يجب معرفة العلامات أولا للتعامل مع هذا المشكل بأسرع وقت ممكن.
يعبر الاكتئاب من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً في العالم حيث يصيب الملايين من الأشخاص, والنساء أكثر عرضة لهذا المشكل بشكل طفيف. الغريب في الأمر هو أن هذا المرض وبالرغم من شيوعه فهو يظل التابوهات بالرغم من أنه لا يوجد ما يستدعي الخجل منه في هذه الحالة لأن هذا المرض ليس مرتبطاً بضعف عقلي أو غياب للارادة, فأسبابه ومصدره أكثر تعقيداً من ذلك بكثير.
ما هي مسببات الاكتئاب؟
قد يكون للاكتئاب أصول ومسببات عديدة حيث ينتج في الكثير من الأحيان عن صدمات نفسية مثل الفواجع, حالات الطلاق أو الحوادث. ويطلق على المرض هنا الاكتئاب النفسي. هذا النوع الذي يعتبر حميداً نسبياً قد يصيب أياً منا في يوم من الأيام, لكن أعراضه لا تدوم في المعتاد طويلاً حيث قد تستمر من بضع أيام الى بضع أسابيع حسب الحالات.
هنالك أيضاً حالات من الاكتئاب قد تحدث بدون سبب واضح وهنا قد تدوم نوبات الاكتئاب عادة لمدة أطول حيث أنها قد تستمر من بضع أسابيع الى بضع أشهر تتخللها فترات من الهدوء. ويمكن ملاحظة هذا النوع من المرض في الغالب عند الأشخاص ثنائيوا القطب أي الذين يعرفون تغير كبير في حالتهم النفسية بين الفرح الشديد تارة والكآبة والحزن تارة أخرى.
أخيراً يوجد ما يسمى بالاكتئاب الثانوي حيث ينتج عن أمراض أخرى مثل انفصام الشخصية, السل والغدة الدرقية أو امتصاص كميات كبيرة من بعض المواد مثل الكحول أو المخدرات كالكوكايين وتناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون, مضادات الذهان وحاصرات بيتا كما أن التسمم بأول أكسيد الكربون قد يؤدي أيضاً الى الاكتئاب.
ما هي أعراض الاكتئاب؟
يبدأ الاكتئاب غالباً بالتهيج والشعور الشديد بالحزن ويتم فقدان متعة الحياة اليومية مثل التحدث الى الاصدقاء والخروج معهم بشكل تدريجي, بالإضافة الى الشعور بتعب كبير. هذا الأمر يؤدي بالمريض الى العزلة والتجرد من حياته الخاصة والمهنية بل أنه حتى الرغبة الجنسية لا تسلم من هذه الظاهرة حيث تكون الرغبة في أدنى مستوياتها اذا لم نقل منعدمة خلال فترة الاكتئاب.
قد يحدث أيضاً اضطراب في الشهية مثل فقدان الشهية أو عكس ذلك الأكل بشراهة. بالإضافة الى هذا قد يعاني المريض من اضطراب النوم كالأرق أو عدم التركيز. من بين الأعراض أيضاً نذكر الأفكار السوداء كالخوف من فقدان العمل أو حتى التفكير في الانتحار. وأخيراً قد يتسبب الاكتئاب في أعراض جسدية كذلك مثل الصداع والالام المتكررة في المعدة.
ما هي مخاطر الاكتئاب؟
في غياب العلاج يكمن الخطر الكبير في أن الاكتئاب قد يؤدي بالمريض الى ارتكاب أمر لا يحمد عقباه, غير أن الانتحار لوحظ بشكل خاص لدى الحالات التي تعاني من اكتئاب حاد كالاكتئاب السوداوي. هذا الأخير قد يؤدي الى خطر سوء التغذية وفي بعض الأحيان الى الهذيان.
ما هو علاج هذا المرض؟
العلاج يختلف حسب حدة الاكتئاب ومسبباته, فبالنسبة لعلاج الاكتئاب النفسي الخفيف يمكن الاكتفاء بعلاج نفسي بسيط فقط. أما في حالات الاكتئاب الحاد يمكن الاعتماد على الأدوية كمكمل للمتابعة النفسية ومن بين هذه الأدوية نذكر مضادات الاكتئاب, مضادات القلق والمنومات. وتعد الراحة هي الأخرى جزءاً من مراحل العلاج.
أخيراً, بالنسبة للحالات الأكثر حدة من الاكتئاب قد تكون الحاجة الى العلاج في المستشفى بشكل طارئ. أما العلاج بالكهرباء فيستخدم في حالات نادرة مثل بعض حالات الاكتئاب السوداوي حيث يعتبر هذا العلاج شكلاً حديثا لا يعرض للألم أو المضاعفات ويساعد على تعافي المريض بشكل أسرع.
[email protected]
أضف تعليق