نظم "منتدى المثلث الجنوبي والشارون من أجل المساواة ولمناهضة العنصرية"، من تأسيس "الائتلاف لمناهضة العنصرية"، أمس الأربعاء، جولة لعددٍ من نشطائه من اليهود والعرب في كل من الطيرة والطيبة بهدف الإطلاع عن كثب على مشاكل البلدين مما يتيح لاحقًا تحضير خطة عمل للتعامل معها.

وتعّد هذه الفعالية الأولى للمنتدى والذي تأسس بتاريخ 22.5.16 بشراكة عربية- يهودية بالتعاون مع صندوق "فريدريخ ايبرت" الألمانيّ وجمعية "تشرين" وانضم إليه حتى الآن 22 ناشطًا من اليهود والعرب.

ويعمل المنتدى على خلق حيز للعمل المشترك يتم من خلاله مسح احتياجات للمنطقة وتحديد مشاكل حارقة يجب التعامل معها، سواءً تلك البيئية أو الاقتصادية أو السياحية، ليتم فيما بعد تحضير خطة عمل مشتركة، يهودية عربية، قادرة على الدفع نحو التخلص من هذه المشاكل وحلها.

وبدأت الجولة، التي تخللها إفطارًا وتوزيع بطاقات معايدة على المارة، في الطيرة حيث التقى المشاركون بنائب بلدية الطيرة المحامي سامح عراقي مستمعين منه عن الاوضاع والمشاكل والتحديات التي يعيشها أهل الطيرة في كافة المجالات، وشارك في هذا اللقاء مجموعة من نساء ناشطات في جمعية انتماء وعطاء في الطيرة التي ساهمت في تنظيم برنامج الجولة.

لاحقًا اكمل المشاركون إلى الطيبة حيث التقوا برئيس بلدية الطيبة شعاع منصور في سوق رمضان، وتطرق منصور خلال الحديث إلى مشروع "رمضان ماركت" كأحد المشاريع التي بادرت اليها البلدية لتعميم اجواء ايجابية بالمدينة كجزء من البرنامج لمحاربة العنف والجريمة ولتسويق الطيبة ايضا كمسار سياحي ممكن، وعدد بعض المشاكل التي تعاني منها الطيبة والمنطقة والتي تستوجب تعاون عربي- يهودي من أجل العمل على حلها.

حيز مشترك يحمل نفس الهموم

وفي تعقيبٍ لها، قالت سبأ جبارة- مركزة المشروع من قبل الائتلاف: الجولة ناجحة جدًا، من خلالها استطعنا أن نتعرف على عدد من المشاكل التي يجب أن نتعامل معها كمنتدى في المنطقة.

وأضافت: نحن في الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل قررنا اقامة هذا المنتدى كجزء ومرحلة أولى من مشروع اوسع وهو تأسيس حركة مدنية قطرية من اجل المساواة ولمناهضة العنصرية ولتعزيز امكانيات العمل اليهودي العربي المشترك للتعاون لحل ومعالجة قضايا عينية حارقة ولتعزيز مفهوم المساواة وعدم التمييز خاصةً وأنّ مجتمعنا العربيّ، وفئات أخرى مستضعفة، تدفع ثمنًا بسبب سياسة التهميش والتمييز، والتي تلاقي الدعم احيانًا من المجتمع اليهودي في اسرائيل.

وأوضحت جبارة: برأيي، العمل المشترك على حل قضايا عينية حارقة، على سبيل المثال لا الحصر انتشار الهوائيات المسرطنة في منطقة الشارون والمثلث، وضرورة العمل المشترك لمواجهتها، قادرة على هد اسوار التفرقة المبنية بين المجتمعين، كما وقادرة على بناء حيز عام مشترك جديد يساوي من حيث الهم بين كل افراده ويسعى افراده لانجاز تغيير لصالح الجميع.

خطوط التشابه اكبر من خطوط الاختلاف

بدورها عرفت يهوديت ستلماخ، من صندوق "فريدريخ أيبرت" بأهمية دعم المشروع وقالت معقبة: صندوق فريدريخ ايبرت هو أقدم صندوق المانيّ سياسيّ ناشط في البلاد. نحن نؤمن بالقيم الاجتماعية- ديمقراطيّة ونحاول أن نعزز هذه القيم ونُدعمها، عليه ندفع نحو تشكيل مجتمعات مشتركة مبنية على التكافل والتعاون وقادرة على تحقيق المساواة والعدل والتسامح.

وأضافت: ندعم هذا المشروع رغبة منا في تشكيل مجموعة من الأشخاص التي تعمل على تحسين جودة الحياة للمواطنين في المنطقة، من خلال العمل المشترك، والذي يؤدي أيضًا إلى تعميق فهم الآخر وتفهم إحتياجاته، فمن الواضح أن خطوط التشابه بين المواطنين من حيث المشاكل أكبر من خطوط الإختلاف، ونأمل أن يتم استنساخ هذا النموذج إلى مناطق أخرى في البلاد.

ناشطون ...عن المنتدى

وعن مشاركتها في المنتدى، قالت الناشطة تسفرا ساعر: انضممت إلى المنتدى لقناعتي أنه حان وقت العمل المشترك، فالحديث عن المشاكل دون أي خطوات فعلية لا يقدم أي شيء. في المنتدى تعرفت إلى أشخاص متنوعين، من حيث الجيل، الجندر، الإهتمامات، والدين، لكن لمست رغبتهم في التغيير وعليه نحن ماضون قدمًا إلى الأمام.

بدوره، قال يوسف مصاورة، المشارك في المنتدى ايضًا: انضممت إلى المنتدى من أجل العمل على تعزيز قيم التسامح ونبذ العنصرية، كما والحاجة إلى توظيف ثقافي تربوي للإعلام وطاقاته في مواجهة هذا التحدي الخطير الذي يواجه المجتمع إزاء تفشي مظاهر العنصرية .

وأضاف: سنعمل من خلال المنتدى على عقد ندوات ومناظرات لمواجهة ظاهرة العنصرية بشكل عام، وتشخيص المشاكل التي تعاني منها المنطقة املا في أن حلها قد يكون الدافع لمحاربة الظاهرة الأكبر، العنصرية.

وقال: من الواضح أن من اهم الآليات المتاحة امامنا لتحقيق الأهداف هو العمل على تعديل اساليب التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة وأهمها إكساب الأبناء اتجاهات التفكير الإيجابية تجاه الجماعات الأخرى لتساهم في وقف توارث هذه العنصرية بين الأجيال، كما والعمل على تشجيع مشاركة جميع عناصر المجتمع في تنميته، بدافع ذاتي لدى الفرد وللمصلحة العامة.

واكدت الناشطة نغم بشارة: مما لا شك فيه، انه وفي هذه الظروف والأوقات العصيبة التي تمر بها بلادنا، ننتظر شعاع امل ونتمسك بقشة على امل ان نحقق العيش المشترك والمساواة ونبذ العنصريه بين الشعبين. "منتدى المثلث الجنوبي والشارون للمساواة المدنية ولمناهضة العنصريه" هو بمثابة شعاع الامل وقشة النجاة الذي نأمل على ان يحقق غاياته المرادة.

واختتمت بدورها الناشطة في المنتدى سمر سمارة، مؤكدة على اهمية تأسيس المنتدى من اجل تطوير عمل مشترك، عمل يتطرق ويستهدف بشكل مباشر الاشكاليات والقضايا التي تؤثر على مستوى حياة العرب واليهود في المنطقة، وقالت: الشراكة لا تبنى بلقاءات الحوار فقط وإنما بالعمل وتجنيد الجمهور العربي واليهودي لينشط بشكل مشترك ضد الافات والقضايا التي سببتها سياسة التفرقة العنصرية في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]